جندت مصالح ولاية تطوان طائرتين خفيفتين لرش كميات هائلة من المبيدات يجهل نوعها، حيث سجل عدد من سكان الجماعات المجاورة لمدينة تطوان تحليق طائرات خفيفة فوق التجمعات السكانية وقيامها برش مبيدات خصوصا في المستنقعات والبرك المائية وفي مجاري الوديان. وحاولت جريدة الاتحاد الاشتراكي استقصاء أمر هذا التحرك، سواء على مستوى ولاية تطوان أو على مستوى مندوبية وزارة الصحة بتطوان، لكن دون جدوى. وحسب بعض المصادر، فإن تحرك سلطات ولاية تطوان يأتي بعد ظهور حالتي ملاريا بحي الألفة بمدينة الدارالبيضاء، بعد اكتشاف أعراض المرض على طفلين يقطنان بذات الحي، حيث تم إخضاعهما للعلاج بمستشفى مولاي يوسف بالبيضاء، وتمت إحاطة الموضوع بسرية تامة. وحسب مصادر طبية، فإن حالتي الطفلين اللذين لم يسبق لهما مغادرة التراب الوطني، فرضت تحركات وإجراءات طبية مستعجلة نظرا لكون المغرب وحسب منظمة الصحة العالمية مدرج ضمن قائمة البلدان التي نجحت في التخلص من مرض الملاريا وسلمت له شهادة التخلص من هذا الوباء أثناء انعقاد الدورة63 لجمعية الصحة العالمية المنعقد في شهر ماي المنصرم (2010)، حيث أن التحليلات المجهرية أثبتت أن الطفلين التقطا الوباء عن طريق نوع من البعوض يسمى ANOPHELES التي يمكن لها نقل الطفيلي المسبب للملاريا أثناء امتصاص هذا النوع من البعوض لدم الانسان، إذ تضع الانثى بيضها في جسد الانسان وبالتالي فإن فرضية انتقال الوباء ونقله إلى شخص آخر، واردة. وعن مسببات انتقال البعوض، فإن السلطات الطبية المختصة تضع صوب أعينها فرضيتين: إما تنقلها عن طرق بعض الافارقة الذين يقطنون بحي الالفة وعن طريق أحد المستخدمين الذين يقطنون بذات الحي، خصوصا وأن هذا الاخير يقطنه العديد من الافارقة المنحدرين من جنوب الصحراء والعديد من مستخدمي مطار محمد الخامس. كما أن تحرك سلطات مدينة تطوان لرش مبيدات على مجموعة من الدواوير يأتي بعد ورود أنباء عن إصابة عسكريين تابعين للثكنة العسكرية لتربية الخيول بخميس أنجرة بفيروس حمى النيل الغربي، وهو مرض فيروسي يصيب الخيول وينتقل إلى الانسان بواسطة البعوض كذلك ، ويؤدي إلى التهاب على مستوى الدفاع. ونظرا لكون الوباءين يتشابهان على مستوى الانتقال إلى الانسان بواسطة البعوض، فإن مصادرنا تؤكد أن سبب تحرك السلطات العمومية على هذا النحو هو السبب الوحيد لتحليق طائرات خفيفة فوق سماء مدينة تطوان ونواحيها، وأن السرية والتكتم التي تفرضهما سلطات ولاية تطوان مردها عدم خلق أجواء الرعب والهلع في صفوف الرأي العام وعموم المواطنين.