جندت مصالح الأمن و الصحة بتطوان, أخيرا, عناصرها بعد الأنباء عن اكتشاف حالة إصابة الدواب بفيروس النيل الغربي. و سادت أجواء الهلع بمدينة تطوان و نواحيها, بعد أن تسربت شائعات حول فيروس خطير ينتقل إلى الإنسان عن طريق الحشرات و الدواب, سيما أن أغلب التجمعات السكنية توجد على مشارف واد المحنش الممتد على مسافة تقدر ب 10 كيلومترات, إنطلاقا من الطريق المؤدية إلى جماعة خميس انجرة, مرورا بحي كرة السبع و الطوب و بوجداد و كويلما و إنتهاء بحي الديزة بمرتيل الذي تحول إلى شبه جزيرة معزولة بفعل تعدد المستنقعات. و ذكر مسؤول أمني للصباح أن طائرة خفيفة أقلعت, أخيرا, من مطار سانية الرمل بتطوان, و حلقت فوق المستنقعات و البرك المائية التي تنتشر بالمنطقة, كما رشت كميات من المبيدات, درءا لأي طارئ قد يهدد صحة و سلامة السكان, في حين أوضح مصدر من عمالة المضيق الفنيدق, في إتصال بالصباح حول إنتشار بعض الأمراض عن طريق الحشرات, أن نوعية البعوض الموجود بالمغرب, لا يمكنه, مثلا , نقل الملاريا, لكن يمكن للطائرات القادمة من دول إفريقية نقل البعوض الإفريقي المتسبب في الفيروس, و مهما يكن, يؤكد المصدر, فقد اتخذت كل الإحتياطات اللازمة, إذ أجرت مصالح المندوبية الإقليمية للصحة فحوصات على عينات من دم بعض المصابين, كما كثفت السلطات المحلية, منذ حوالي سنة, رش المستنقعات و البرك المائية المشتبه فيها بالمبيدات. من جهته, أفاد مصدر من مندوبية الجهوية للصحة بتطوان, أن إنتقال الفيروس من الدواب إلى الإنسان, أو ما يعرف بمرض النيل الغربي, ظهر ببعض الدول, ولم تكتشف, إلى حد الآن, أي حالة بالمغرب, مضيفا أن هناك حالتين, فقط, للإصابة بعدوى الفيروسات, خاصة الملاريا بالدار البيضاء, حتمت على المصالح المختصة إتخاذ مجموعة من التدابير الوقائية. و أكدت مصادر أخرى أن حالة واحدة اكتشفت لفيروس ينتقل عبر الحشرات و الدواب, مما يفسر حملة الرش الطائرات التي من المنتظر أن تمتد إلى باقي البرك المائية و المستنقعات و الوديان. وتجدر الإشارة إلى أن الإصابة بفيروس النيل الغربي يؤدي إلى إلتهاب الدماغ, نتيجة العدوى الفيروسية و البكترية. و اكتشف, لأول مرة في أوغندا سنة 1937, وهو فيروس شائع في إفريقيا,غرب آسيا و الشرق الوسط. وفقا لمراكز عالمية مختصة, فقد قدرت عدد حالات الإصابة بالمرض الناجم عن فيروس غرب النيل على الصعيد العالمي سنة 2006 بالآلاف, و مع ذلك, يقول مسؤولو المراكز, لا يجب التقليل من تقارير الحالات, إذ تشير تقديرات إلى أن هناك 42 ألف حالة, معظمها غير مبلغ عنها.