نفت المندوبية الجهوية للصحة، بجهة طنجة تطوان، ما تردد، في الآونة الأخيرة، بشأن بروز "مرض خطير" ينتقل من الدواب إلى الإنسان عن طريق الناموس.وأكد الدكتور عبد النور بولعيش، أخصائي في الأوبئة، "بروز المرض في عدد من الدول، دون ظهور أي مؤشرات تثبت وجوده بالمغرب". وقال بولعيش في اتصال مع "المغربية"، ظهر أول أمس الأربعاء، إن "حالتين من مرض المالاريا ظهرتا بالدارالبيضاء، وهو مرض ينتقل من الطيور إلى الإنسان بواسطة نوع معين من الناموس لا يوجد بالمغرب، وإنما بالدول الإفريقية". حسب بولعيش، فإن" خطورة هذا الداء تكمن في أرقام ضحاياه، وعددهم مليون شخص يسقطون سنويا في العالم"، مضيفا أن المرض ناتج عن نقل الناموس لجراثيم بعوضة تسمى أنوفيليس، تتسبب هذه الجراثيم في تدمير الكريات الحمراء بالدم، ومعروف عنه انتشاره الواسع بالمستنقعات". وذكر مصدر رفيع المستوى من المندوبية الإقليمية للصحة بعمالة المضيق الفنيدق، ل"المغربية"، أن "نوع الناموس المتسبب في المالاريا يوجد بإفريقيا، لكن يمكنه التسلل إلى المغرب، عبر الاختفاء في الطائرات، كما أن الحالات المسجلة بالمغرب، هي لمواطنين مغاربة، سافروا إلى دول إفريقية". ونفى المصدر ذاته أن تكون عينة الناموس الموجودة بالمغرب ناقلة لهذا المرض، مشيرا إلى أن المندوبية "عملت، مع ذلك، على مدار السنة، على محاربة الناموس في البرك المائية وفي الهواء، بطرق كيماوية وفيزيائية وبيولوجية، كما دأبت على أخذ عينات باستمرار، وأجرت عليها كشوفات بكل المراكز الصحية للعمالة، خاصة في المضيق والفنيدق والعليين، حيث كثرة البرك المائية، بهدف استباق المرض". من جانب آخر، علمت "المغربية" أن مصالح الجماعة الحضرية بتطوان، المسؤولة عن الجانب الصحي للمدينة، استعدت بطائرة، ستنطلق من مطار سانية الرمل، اليوم الجمعة، لرش المبيدات بطريقة منتظمة، للقضاء على الناموس المنتشر على طول مجرى وادي المحنش، والمستنقعات والبرك المائية، كما أن المكتب البلدي للصحة اتخذ الاحتياطات اللازمة للوقاية من الأمراض، التي ينقلها الناموس. جدير بالذكر أن مجموعة من التجمعات السكنية، على طول نحو 10 كيلومترات من مجرى وادي المحنش، تكسوها النباتات العشوائية والقصب الكثيف، ومياه الوادي الحار، والنفايات الصلبة والسائلة، ما يجعل "شركة فيوليا"، ومعها شركة النظافة "طيك ميد"، مطالبتين بالانخراط الفعلي في هذه المعركة. وتحدثت مصادر من الصحة بتطوان، ل"المغربية"، عن اتصالات يجريها المغرب، خلال هذه الأيام، مع المنظمة العالمية للصحة بشأن هذه الأوبئة الفتاكة، وفي هذا السياق، لم تستبعد المصادر ذاتها أن تصل لجن المنظمة إلى تطوان والنواحي، كما هو الشأن بالنسبة إلى بقية المدن والمناطق المغربية، التي تحوي بركا ومستنقعات مائية، لتدارس الوضع وتقييمه.