عندما جاء مولاي اسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية وعضو مجلس الرئاسة بنفس الحزب، إلى الحياة سنة 1940، لتضمه أسرة تقليدية كثيرة العدد، تعيش تحت سقف «الدار الكبيرة» بمدينة سلا. وهي أسرة عريقة تنحدر من نسل المولى اسماعيل. وربطتها بالقصر والأسرة العلوية روابط متينة. فعندما أتى هذا الصبي لم يكن أحد يخمن داخل الوسط العائلي، أن م اسماعيل العلوي سيصبح أحد قادة الحزب الشيوعي المغربي ،بل زعيما له. تابع في هذه الحلقة التأملات السياسية والفكرية والوجودية لمولاي إسماعيل العلوي. وكنا قد توقفنا في الحلقة السابقة عند الطبقة المتوسطة في المغرب وتمثلاثها السياسية ، وفي هذا السياق يتابع مولاي إسماعيل حديثه: وكنت قد ناشدت رفاقي للإنكباب على تحليل الطبقة المتوسطة اليوم في المغرب ،وللأسف لم يجد ذالك صدى لحد الآن عند الرفاق . وقد كشفت المندوبية السامية للتخطيط عن معطيات هامة تخص الطبقة المتوسطة نوهي معطيات تفيد في التحليل ،خاصة ونحن في حاجة إلى مقاربة معمقة لموضوع الطبقات في مجتمعنا، وهو الأمر المطلوب لتوضيح الخط السياسي العام. وهذا عمل السوسيولوجيين ولكن نلاحظ مع الأسف قلة المختصين في هذا المجال ، وتلك ضريبة إقفال معهد السوسيولوجيا سنة 1971 واليوم ينبغي تدارك هذا الأمر. هل تحب الفلسفة؟ نعم . الدكتور المهدي بنعبود قال يوما « أحب الفلسفة حبا جما ولا اثق فيها » ، هل تثق في الفلسفة؟ نعم أثق فيها ،لأن الفلسفة هي التأمل في الحياة والكون و الإنسان. ما هو الاتجاه الفلسفي الذي يستهويك ؟ بالنسبة إلي أميل على كل فلسفة ترفض الدغمائية، أي الفلسفة التي تقوم دائما على النسبية و الواقعية ، وأجد هذه الملامح جلية في الفلسفة الماركسية. فهي فلسفة منفتحة على الواقع بكل تعقيداته وتجلياته وتروم منهجيا إلى وضع كل شيء موضع التساؤل. كيف ينسجم هذا الاختيار الفلسفي مع تيمة الإيمان لديك؟ ليس هناك تناقض وإيماني إيمان الفحام كما يقول المثل الفرنسي ، فأنا دائم التساؤل وأجد اختياري الفلسفي الأداة التي تساعدني على طرح المزيد من الأسئلة.