عندما جاء مولاي اسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية وعضو مجلس الرئاسة بنفس الحزب، إلى الحياة سنة 1940، لتضمه أسرة تقليدية كثيرة العدد، تعيش تحت سقف «الدار الكبيرة» بمدينة سلا. وهي أسرة عريقة تنحدر من نسل المولى اسماعيل. وربطتها بالقصر والأسرة العلوية روابط متينة. فعندما أتى هذا الصبي لم يكن أحد يخمن داخل الوسط العائلي، أن م اسماعيل العلوي سيصبح أحد قادة الحزب الشيوعي المغربي ،بل زعيما له. بعد نشر حلقة أمس الأول قال لي بعضهم : لو سألته عن حكاية ال300 هكتار التي منحت للرجل كهبة ، وكأن هؤلاء يريدون تنبيهي إلى أن مولاي إسماعيل وإن زهد في أمور فقد رغب في أخرى. ترددت في ان أنصاع لهذا النفث لكن فضولي المهني دفعني لطرح السؤال على مولاي إسماعيل. ما حكاية هبة ال300 هكتار التي يتحدث عنها الناس؟ ابتسم وقال:» أولا لايتعلق الأمر بهبة بل بكراء الأسرة لضيعة فلاح، وكان ذلك على الشكل الآتي: اجتمعت لجنة الفلاحة بمجلس النواب في مراكش برئاسة المغفور له الملك الحسن الثاني ، ولم تقدمت للسلام عليه بادرني ممازحا : ما الذي أتى بك إلى الفلاحة ؟، قلت له الفلاحة اهتمامي لأنني أستاذ لجغرافية الأرياف ، ثم كنت أدير ضيعة الصبيحيين وهي ضيعة مساحتها 220 هكتار ، 180 منها صالحة للزراعة ، و40 أحراش. نظر إلي الملك وقال لي سننظر في الأمر لاحقا. بعد ذالك اتصل بي المرحوم مزيان بلفقيه وكان حينها وزيرا للفلاحة ، وقال لي إن الملك قرر يمكننا كأسرة من كراء ضيعه من ضيعات الدولة. قمت أنا بإخبار الأسرة خاصة الم والإخوة.والضيعة توجد بالقرب من مشرع بلقصيري،ونؤدي ثمن الكراء بانتظام . كم ثمن الكراء؟ في الحقيقة لا أدري لأن أخي مولاي إدريس هو الذي يدير هذه الضيعة وكل ما اعلمه هو ان الضيعة لم تدر على الأسرة لحد الآن أية مداخل.ومولاي إدريس لاحظ ان العديد من المعطيات التي همت نلك الضيعة كانت مغلوطة والمنتوج الذي كان في الضيعة من كروم وحوامض غير صالح ،فاضطر على تجديد المغروسات . وأنا لم أزر هذه الضيعة إلا مرتين او ثلاث . هذه هي كل الحكاية . الميل للفلاحة يشكل عند م إسماعيل العلوي هوى قديما، فمنذ ان التحق بالحزب واضحي مسئولا في جهة الرباط على جانب أستاذه ورفيقه عزيز بلال، عهد لمولاي إسماعيل إلى تأطير الفلاحين بمنطقة الغرب . كما كانت ضيعة الصبيحيين و هي ضيعة أصهاره من جهة الزوجة مختبرا لهوى الرجل ، وفي أحايين كثيرة الملاذ وفضاء التأمل والمراجعات عندما تتشابك وتتقاطع مسالك السياسة في البلد.