عندما جاء مولاي اسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية وعضو مجلس الرئاسة بنفس الحزب، إلى الحياة سنة 1940، لتضمه أسرة تقليدية كثيرة العدد، تعيش تحت سقف «الدار الكبيرة» بمدينة سلا. وهي أسرة عريقة تنحدر من نسل المولى اسماعيل. وربطتها بالقصر والأسرة العلوية روابط متينة. فعندما أتى هذا الصبي لم يكن أحد يخمن داخل الوسط العائلي، أن م اسماعيل العلوي سيصبح أحد قادة الحزب الشيوعي المغربي ،بل زعيما له. يرى مولاي إسماعيل أن صراعات حدثت داخل الكتلة حالت دون تطبيق المنهجية الديمقراطية، لكن ماالذي حدث بالضبط من وجهة نظر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية ؟ إذا عدنا إلى تلك الفترة،نجد أن عبد الرحمان اليوسفي الوزير الأول الأسبق، كان قد ربط اتصالات مع بعض الهيئات السياسية ،عن طريق المرحوم محمد بوزوبع ،وربما حتى أحمد لحليمي ،وذالك قصد تكوين أغلبية . لكن الاستقلاليين شعروا أن حزبهم غير موجود في أجندة الإتحاديين. فاستنتجوا أن الكتلة انتهت فشرعوا في البحث عن تحالفات أخرى لتكوين أغلبية. ربما حكاية «مولا نوبة » كان لها أثر في هذا التوتر؟ ربما.. ولكن كانت هناك أيضا تصريحات لمحمد اليازغي أثرت نوعا ما . ألم تفكروا أنتم في رأب الصدع داخل الكتلة بتطارح الوضع مع اليوسفي أو مع عباس الفاسي ؟ للأسف، قصرنا في ذلك، وربما يعود هذا إلى طبيعة شخصيتي « الحدودية» ، واليوسفي شخصية أكن لها الاحترام وعباس الفاسي أعرفه جيدا إنه رفيق الدراسة. هل درستما نفس التخصص؟ لا، جمعتنا الدراسة في وقت مبكر في مدينة القنيطرة. طيب لنتابع مجريات تلك الأزمة؟ كما قلت، شرع الاستقلاليون في البحث عن أغلبية ،فاتصلوا بحزب العدالة والتنمية ،ويمكن القول حينها أنهم نظريا استطاعوا الحصول على أغلبية . هذا نظريا ، وعمليا ما الذي جرى؟ يجب أن تتذكر أن هذه المجريات وقعت بعد سنة من أحداث 11 شتنبر ،وهل تعتقد أن المغرب يمكن أن يجازف بمصلحة البلاد ويدخل في مماحكة مع الإدارة الأمريكية. على أية حال، إنتهى الأمر إلى السيد إدريس جطو كوزير أول، كيف تقيمون تجربة الرجل؟ تجربة السيد إدريس جطو كانت تجربة إيجابية ، وقد حصل على أغلبية مريحة بشكل أوسع واستطاع ان يقدم خدمات بسبب علاقاته في الداخل والخارج. وماذا عن الضجة التي أثيرت حوله مؤخرا بخصوص قضية الأرض؟ ظلم، فحسب المعطيات التي أفادني بها بعض الرفاق فإن الرجل تعرض لظلم بيّن ،ثم هو ليس في حاجة لكل ذلك .