عندما جاء مولاي اسماعيل العلوي، الأمين العام السابق لحزب التقدم والاشتراكية وعضو مجلس الرئاسة بنفس الحزب، إلى الحياة سنة 1940، لتضمه أسرة تقليدية كثيرة العدد، تعيش تحت سقف «الدار الكبيرة» بمدينة سلا. وهي أسرة عريقة تنحدر من نسل المولى اسماعيل. وربطتها بالقصر والأسرة العلوية روابط متينة. فعندما أتى هذا الصبي لم يكن أحد يخمن داخل الوسط العائلي، أن م اسماعيل العلوي سيصبح أحد قادة الحزب الشيوعي المغربي ،بل زعيما له. بعد سنة 1969 سوف يصبح مولاي اسماعيل العلوي اسما له حضور، سواء داخل الحزب أو خارجه. أما على المستوى الحزبي، فستكون له أولى اللقاءات المباشرة مع الزعيم علي يعتة، وسوف يطلب منه القيام بمهام تنظيمية وإشعاعية. يقول اسماعيل العلوي: «عندما خرج الرفيق علي يعتة من السجن، نظمنا له في منزلنا بحي بطانة بسلا لقاء ترحيبيا بحضور عدد من الرفاق والشخصيات. ومنذ ذلك اليوم، أصبحت العلاقة مباشرة مع علي يعتة، وكنا نلتقي كلما دعت الضرورة الحزبية والسياسية ذلك. وقد كان لي الشرف أن أقدم كتابه الذي أصدره «حول الصحراء المغربية» سنة 1971، وذلك في ندوة صحفية في مقر اتحاد كتاب المغرب، وقد حضر الصحافيون والمهتمون وممثلو البعثات الدبلوماسية، والغريب أن الدولة منعت هذا الكتاب لتعود الى طبعه على نفقتها فيما بعد. وفي هذه الفترة أيضاً طلب مني إعداد بحث حول أوضاع التعليم والدراسة في الجامعة . { على الصعيد العام، كان الأفق ملبداً، وكان حدث 3 يوليوز 1971 محاولة الانقلاب الشهير. كيف عشتم هذا الحدث؟ على المستوى العائلي، كان هناك أفراد من عائلتي شهدوا هذا الحدث كالدكتور عبد الكريم الخطيب، ومولاي الطيب، وعمي سيدي محمد، وكان الدكتور الخطيب قد أصيب برصاصة ، ظلت بجسده حتى الوفاة . { ماذا عنك أنت يوم المحاولة الانقلابية؟ أما أنا فكنت في دار جدتي في سيدي بوزيد ولم أعلم بالمحاولة إلا عبر راديو ريفي RFI ونفس اليوم، شاهدت في نفس المكان، المحجوب بن الصديق يتجول بدراجته الهوائية وهذا يعني أن الناس لم يتصوروا وقوع هكذا حدث { حدث مثل هذا لابد وأن يخلق تداعيات أفكار. بماذا خمنت عندما سمعت الخبر؟ قلت لو انتصر المتآمرون وعلى رأسهم أوفقير، ستحل كارثة بالبلد. وأوفقير كان قد أعد قائمة اغتيالات من 6000 شخص، ويقال إنني كنت ضمن هذه القائمة التي ضمت سياسيين وعسكريين وغيرهم. وتجدر الإشارة الى أن الدكتور الخطيب كان قد أعلم الحسن الثاني وهو على أهبة السفر إلى فرنسا، بنية أوفقير ونبهه الى المؤامرة، فاستدعى الملك أوفقير وقال له، إن الدكتور الخطيب يقول: إنك تتآمر ضدي، فنفى أوفقير ذلك وسقط على رجل الحسن الثاني { وعلى الصعيد الحزبي، ماذا حدث؟ لقد اجتمعنا على صعيد جهة الرباط، وكان القرار المزيد من الانغماس في السرية... { وعلى الصعيد السياسي العام والأجواء في الجامعة المغربية. كيف كانت الأمور؟ بدأت خلال تلك الفترة تبرز الحركات اليسارية المتطرفة، أما الجامعة، فكانت تغلي، فتم التفكير من قبل النظام العمل على إفراغها، وهكذا تم نقلي أنا وعبد الواحد الراضي ومحمد الناصري الى معهد البحث الزراعي ومركز البحث العلمي. وهكذا تم إخلاء الجامعة من العناصر الديمقراطية واليسارية القوية.. { هل هذه المحاولة كانت بداية انهيار الجامعة؟ لا إنها كانت ضربة موجعة، لكن الجامعة والساحة الطلابية، كانت دائما قوية وقادرة على الرد .