لم يخف العديد من المشاهدين امتعاضهم من «الكاميرا الخفية» التي تقدمها القناة الثانية، بسبب الابتذال الذي يطبع حلقاتها، وتعديها على الذوق العام، رغم أن تجربة السنة الماضية «كاميرا النجوم»، كانت كفيلة بوضع حد لهذه المهزلة. إذ لا يمكن للمتتبع كبسولات «طاكسي 36»، التي يقدمها رشيد وهشام والتي توصف بالكاميرا الخفية بالقناة الثانية أن يخرج إلا باستنتاج واحد ووحيد، وهو أن هذه الكاميرا ليست خفية. والدليل، طبيعة الحبكة التي تؤطر هذه الحلقات التي تدور في «حلقة مفرغة» ولا يمكنها إضحاك المشاهد المغربي، إن هو فعلا حرص على متابعتها أمام المنافسة الشرسة لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين العرب بالقنوات الفضائية الأخرى. لم تخرج الكاميرا الخفية بالقناة الثانية، «طاكسي 36» عن المألوف المبنى على الإضحاك وانتزاع الإبتسامة من خلال الحوار ال«فكاهي»، ولم تتمكن من تنحو منحى خلق الموقف الكوميدي من صميم اللحظة، الذي تتباين ردود فعله من مكان لآخر ومن شخص لآخر. إن أداء رشيد وهشام في حلقات «طاكسي 36»، التي تقدمها «دوزيم» للمشاهد، في على الشكل المنجزة به لاتختلف في شكلها وعمقها عن سابقتها من تجارب رشيد وهشام، إذ يمكن التأكيد أن «طاكسي 36» فتحا تلفزيونيا جديدا في سماء إعلامنا السمعي البصري، مثال إبداعي للاسفاف والاستخفاف، يحتذى به بالنسبة للقنوات التلفزية التي لها تجربة طويلة في هذا الميدان في جل بقاع المعمور. فمصادر من قناة عين السبع أوضحت أن «الثنائي»، رشيد وهشام، الذي يعد ويقدم هذه «الكاميرا المحترفة» جدا يشتغل على هواه، وبما جادت به الظروف. إذ كما أشار ملخص «طاكسي 36» فرشيد وهشام «دائما يوجدان حيث لا يتوقعهما أحد»، وهذا أمر يمكن تأكيده من خلال اخفاقهما في ايجاد الفرق بين «المقلب الفكاهي» و«استبلاد» الناس، ذلك لأن رمضان بالنسبة للثنائي رشيد وهشام، اللذان وصفتها القناة الثانية بكونهما «أثبتا لحد الآن، بأنهما من رواد الكاميرا الخفية وقناصي المواقف الهزلية»، مرحلة تدريب تلفزيوني لصقل مواهبهما في »التمقليع« و»تقطار الشمع« على الضيوف، وإلى غير ذلك من هكذا »تريگيل« على الضيوف والمشاهدين. وعموما، هذه ليست المرة الأولى التي تخرج من عباءة القناة الثانية أعمال من هذا المستوى.