المتتبع للكاميرا الخفية بالقناة الثانية، التي تمت برمجتها في شهر رمضان الفضيل، لا يمكن أن يخرج إلا باستنتاج واحد ووحيد، وهو أن هذه الكاميرا ليست خفية، والدليل، طبيعة الحبكة التي تؤطر هذه الحلقات التي تدور في «حلقة مفرغة» ولا يمكنها إضحاك المشاهد المغربي، إن هو فعلا حرص على متابعتها أمام المنافسة الشرسة لاستقطاب أكبر عدد من المشاهدين العرب بالقنوات الفضائية الأخرى. هناك أكثر من مصدر يؤكد أن هذه الكاميرا الخفية، ليست كذلك، فعوض أن يتم إحكام المقالب حتى يستطيع المعرض لعيون هذه الكاميرا الوقوع في مصيدة المشرفين عليها، دون أن يحس، ليس «الضيف» فقط، بل حتى المشاهد بذلك، إلا أن الواقع والوقائع معا، ينطقان بالحقيقة الساطعة، التي كما تقول هذه المصادر، ومفادها أن العملية برمتها مجرد احتيال بالصوت والصورة على المشاهد المغربي، وهو ما سبق أن أكدناه في سنوات سابقة، حينما صرح بعض الفنانين لجريدتنا أنهم رفضوا رفضا مطلقا أن يشاركوا في «الكاميرا الخفية المغربية» مقابل تعويض مادي، على أساس أن يوهموا المشاهد المغربي بأن أحداث هذه الكاميرا حقيقية، إلا أن هؤلاء الفنانين لم يقبلوا هذه الفكرة تماما كما حصل في هذه السنة. ففي بعض الحلقات، تظاهر أحد الفنانين وغيره، حين تعرض لموقف حرج، وهو أمام عدسات الكاميرا، بأنه فوجئ بحارس غابة، وهو يصور مشهد دفن أحد الأشخاص في عمل تلفزيوني رفقة الممثلة حنان الإبراهيمي، وعثر لديه الحارس على مبلغ مالي مشبوه بين يديه، ودقيقا أبيض مغلفا في البلاستيك على أساس أنه مادة الكوكايين. إلا أن الممثل قام بردة فعل تجاه هذا الحارس، الذي هو في الأصل ممثل معروف، فكيف لم يتعرف هذا الممثل على زميله.. وهو ما يؤكد أن الكاميرا مخدومة .. وقس على ذلك. ففي الوقت الذي نجد «الكاميرا الخفية» في الشاشات العربية، ومنها مثلا برنامج «حيلهم بينهم كمان وكمان» التي تنشطه هبة منذور، وينشط الأدوار فيه الممثلون الصاعدون محمد شاهين، علا رشدي، نسمة ممدوح، حيث يتم الاتصال بالفنانين المصريين، وفيهم من سبق أن تعرض لهذه المواقف في برنامج رمضان الماضي في «حيلهم بينهم» على أساس إجراء حوار تلفزيوني، يستضاف فيه ممثل مشهور مع آخر مغمور، وأثناء الحوار تحدث العديد من المواقف الكوميدية، مما يجعل الممثل المشهور، يخرج من «روندته» والغالب منهم يقوم برد فعل تجاه الفنان المغمور، وفي خضم هذه الحلقة تتوالى المواقف الكوميدية بشكل تلقائي. هذا البرنامج على سبيل المثال، لاقى إعجابا كبيرا، وتجاوبا حتى من طرف المشاهد المغربي، الذي أكيد أنه فضل عيون هذه الكاميرا الخفية، عن نظيرتها المغربية، التي ليس فيها أي احترام لذكاء المشاهد المغربي، الذي وجد نفسه عرضة لعملية نصب واحتيال بالصوت والصورة.