ضمنت القناة الثانية في شبكتها الرمضانية أجناسا متعددة من الكاميرا الخفية، وعيا مسبقا منها بأن ما أنتجته من أعمال لن يخلق من الكوميديا أو الدراما إلا بعض الأحاسيس الدرامية المعبرة عن الحسرة من تبذير أموال الناس دون مسوغ أو وازع مهني أو أخلاقي والمعبرة عن غياب أي استراتيجية تلفزيونية لدى فيصل لعرايشي القابض على التلفزيون المغربي منذ عشر سنوات، وسليم الشيخ، الوافد الجديد على القناة الثانية، دون قيم مضافة حتى الآن. راهنت القناة الثانية مرة أخرى على الثنائي رشيد وهشام، بالنظر إلى ما نشر حول تحقيق مشاركتهما لحصة متابعة بلغت 35 في المائة السنة الماضية، وأسندت إليهما في وقت الذروة مهمة إضحاك الناس، والطريف في الأمر والمثير للسخرية أحيانا بأن الثنائي يعتمدان في صورتها على «مكياج» تقليدي يوحي- لأول وهلة- بأن الأمر يتعلق بخدعة دون أي نسبة للشك، يمكن كشفها بمجرد الإطلاع على وجهي الثنائي، وما يعزز الخلل في التصور المستهلك في العديد من القنوات والبرامج هو الحوار المرتبك الذي لا يتأسس- للأسف- إلا على العبث باللغات العربية، الفرنسية، الألمانية والإنجليزية، دون اجتهاد لغوي أو استناد على مرجعية لسانية على مستوى انتقاء الكلمات والمعاجم القادرة على تحقيق ذلك الحلم الغائب في رمضان، إلا وهو إضحاك هؤلاء المغاربة الذين ألفوا في السنوات الأخيرة أن يشاهدوا- قسرا- أعمالا تقدم نفسها ظلما ككوميديا أو سخرية. وفي ارتباط بهذا الفزع التلفزيوني الحاد، خصصت فقرة «ستار أكاديبي» لمساء أول أمس الثلاثاء للقيام بالكاستينغ لمقلد الفنان جورج وسوف، وهي اللحظة التي أكدت بما لا لبس فيه غياب أي تصور واقعي و مسؤول من خلال تمرير حالة»موهبة» في تقمص الدور المتفق عليه بشكل مفاجئ، على اعتبار أن هذه الموهبة سبق وأن شاركت في الكاميرا الخاصة بكاستينغ الفيلم الهندي، وهذا يفضي رأي بعض الفطنين من الجمهور إلى نتيجتين، أولاهما بريئة تعتبر أن الاعتماد على هذه الموهبة في إضحاك الناس قسرا مرتبط باشتغال الفريق على عينة من الجمهور ثابتة لا تتغير إلا اضطرارا، وثاني النتائج وهي غير بريئة بالطبع تقول إن إعادة بث صور هذه الموهبة نابع من اتفاق مسبق على مراوغة الجمهور وإدخاله في مسلسل السخرية و الاستسهلال التلفزيوني، وبين هذا وذاك يغيب الفعل التلفزيوني الوظيفي لحساب أشياء أخرى لا نريد الخوض فيها. ومن غرائب وطرائف التلفزيون المغربي في رمضان التي لا تنتهي أنه ضمن الجينريك مهمة كتابة السيناريو، وهو ما يدفع بعض المتشائمين أو الناقمين إلى القول إن كاميرا المغاربة مفبركة وفق سيناريو فَكَّ رموزَه الجمهور المغربي.