عكس التجارب الدولية في هذا المجال في عدد من تلفزيونات العالم المرتبطة بإنتاج حلقات من الكاميرا الخفية، والتي كان المشاهد المغربي، لسنوات طويلة، على موعد معها سواء على القناة الاولى أو الثانية، واستحسنها بالنظر إلى جودة أفكارها وخفة قفشاتها، تعثرت قناتانا إلى حدود الآن، في اقتفاء آثار هذه القنوات وخطاها في الجانب الظاهر والخفي منها لإيجاد نموذج خاص بها يستمر لسنوات. إن كاميراتنا الخفية، مع الأسف، في ظل غياب رؤية إخراجية واضحة، دشنت لتجربة غير مسبوقة في محاكاة التجارب الأوربية في مجال الكاميرا الخفية، غير أنها محاكاة تعاني من تشابك العلائق المصلحية، وتداخلها، كثيرا ما تكون سببا في تغيير تصورات تكون ناجحة، لا لشئ إلا لأن المصلحة اقتضت ذلك، أو لأن المزاج ارتأى كذا.. هكذا، نلاحظ، أن حلقات الكاميرا الخفية في الصيغة التي تقدمها كل من القناة الثانية وربيبتها «الأولى» إلى حدود الآن للمشاهد، تعتبر فتحا جديدا في سماء إعلامنا السمعي البصري، ويمكنها، دون مغالاة، أن تكون مثالا إبداعيا من الاسفاف والاستخفاف، يحتذى به بالنسبة للقنوات التي لها تجربة طويلة في هذا الميدان في جل بقاع المعمور. ولعل الطريقة المتبناة في إنجاز حلقات الكاميرات الخفية سواء غيرالمحبوكة منها أو التلقائية، يوضح أن هناك خللا ما يجب تقويمه.. فالواضح، أن ما أريد لنا أن نتابعه، ولم ينجح في ترجمته، هو تقديم مواقف فكاهية ناتجة عن ما يسمى بتقنية «الحوار الزائف» وأخرى لا أحد اشتغل عليها بالشكل الجيد. لقد انزاح بنا كل من الشابين سمير ورشيد من الحوار الزائف وغسان لم يقنعنا والكاميرا الخفية الأخرى تطرح أكثر من سؤال، الأكيد لو تم اتقانها لكانت حلقاتها من أروع اللحظات الفكاهية خلال هذا الشهر الفضيل، غير أن استسهالهما للعمل التلفزيوني، وعدم استيعابهما للتصور كما هو في مخيلة من اقترحه، وعدم مراقبة انجاز حلقات الكاميرا الخفية سواء في الأولى أو الثانية خلال الانجاز، وترك «غسان على سبيل المثال يلعب بالتلفزيون، إلى أن شوه ملامح ما يقدم، وحوله إلى برنامج كاميرا خفية بكاميرات ظاهرة رديئة.