طالب مهتمون بتدخل المجلس الأعلى للحسابات بفتح تحقيق بخصوص ملف الفضاء الرياضي الفداء الذي يتواجد بمقاطعة الفداء، والذي أفادت مصادر مطلعة للجريدة بأنه «استنفد من ميزانية المبادرة الوطنية للتنمية البشرية مبلغ 303 ملايين سنتيم، في حين أن كلفته الحقيقية لاتتجاوز ثلث المبلغ، حسب أحد الخبراء الذي فضل عدم الكشف عن اسمه. وأفادت مصادر مقربة من الملف أن شبكة جمعيات بعمالة الفداء قدمت مشروعا يتعلق بفضاء رياضي بنفس المقاطعة، وقدرت كلفة البناء في 168 مليون سنتيم، بينما تم تحديد كلفة التجهيز في 135 مليون سنتيم، علما أن العقار لم يكن بقعة أرضية خلاء، بل إنه كان عبارة عن مجموعة من المرافق في ملكية المجلس الجماعي، والتي سبق تشغيلها كمكاتب تابعة لوزارة الداخلية، وكانت تضم مجموعة من الأقسام. وأضافت ذات المصادر أن كلفة البناء لايمكنها أن تتجاوز 60 مليون سنتيم، وذلك باعتبار مساحة البقعة الأرضية، اضافة إلى امكانية الاستفادة من البنايات المشيدة مسبقا. وارتباطا بنفس الموضوع، أشار خبراء في الميدان أن دفتر التحملات الخاص بهذا المشروع تشوبه مجموعة من الخروقات كغموض الجهة المجهزة له، وخلوه من بعض التوضيحات التقنية الضرورية، علما أن أي مشروع تتجاوز قيمته المالية 100 ألف درهم يجب أن يخضع للمناقصة، كما يفترض أن يهيئه مكتب للدراسات يشرف على المشروع من بدايته حتى الانتهاء منه، والتأشير على تطبيق كل الشروط قبل تسليم الأموال النهائية للمقاولة المكلفة بالبناء. وأشارت مصادر أخرى إلى أن المقاولة التي قامت ببناء المشروع المثير للجدل، هي نفسها التي قامت ببناء مجموعة من المشاريع الأخرى التابعة لنفس العمالة، والمرتبطة بنفس الجمعيات المستفيدة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالمنطقة.