على باب الاعتراف، نافذة ورسم جديد لأسماء ظلت دوما تمنحنا وحدة لقياس المرحلة، لقياس الزمن الذي لانلتفت إليه إلا حين نصبح أمام الفراغ. على باب الاعتراف ، لحظة لاستعادة الأمل التيمومي هو الاسم الذي سحرالناس على امتداد الثمانينات، كانت يسراه الساحرة ترسم الابداع الكروي وتخلق الفرجة الحقيقية التي افتقدناها اليوم في ملاعبنا التي أضحت كثلاجة باردة . هذا الفتى الاسمر ، ولد ونشأ في قلب اتواركة . هناك قرب القصر الملكي تعلم أولى حروف الابداع الكروي ضمن أسرة يصل عدد أفرادها ستة . التيمومي لم يرسم فقط صور الابداع الكروي ، بل كان ومايزال على قدر كبير من الاخلاق والهدوء، صاحب ضحكة قصيرة وسريعة ولكنها مليئة بالكثير من الحب ، ربما لذلك السبب أطلق عليه رفاق الدرب والحياة اسم حمودة . في الكثير من المناسبات العامة والخاصة التي التقيت فيها مع حمودة ، كنت دائما أشعر بفرحة كبيرة ، كان الصدق يتدفق من عيونه ولسانه يقول: مازلتَ حيا وأين صاحبك « جمك»؟ في مناسبات عديدة حينما يلتقي الاصدقاء ( أصحاب الملفات والدواصا) تدور الصمطة على شخص أوعلى حدث ، ترى حمودة وقد دخل في لعبة صمت مع نفسه ومع الاخرين ، يخشى الدخول في هذه المنعرجات التي لايتقنها ولم يتعلمها ، فقط يستمع ويضحك ويدعها تمر بدون أن يوقع عليها كما كان يفعل على أرضية الملاعب . حمودة وهو طفل صغير، كان اسم عميد فريق الجيش الملكي والمنتخب الوطني إدريس باموس يشعله رغبة في الصعود إلى أعلى منصات العطاء الكروي ، لذلك كان رقم 10 ، رقم يعني الحياة لهذا الطفل الاسمر الذي يلامس دائما التواضع حتى لا نقول الخجل. لقد تفاجئت كثيرا حينما تابعت تحليلاته الرياضية على القناة الرياضية، ليس من جانب القدرة على التحليل أو الفهم أو ابداء وجهات النظر ، ليس من هذا الباب على الاطلاق، ولكن من باب أن الرجل لا يتحدث كثيرا مع الاخرين . ما عدا طبعا الاصداقاء القريبين والمقربين ، فكان التحليل والتعليق على قدر كبير من السمو. هكذا عرفت حمودة ، الاسم الذي يشبه الاسم ويشبه اللون والقلب، دائما يمر بهدوء ، دون أن يثير الضجيج . كما كان يفعل على أرضية الملاعب . حمودة يسكن ظله، يسكنه دائما خاصة حينما تصبح الأماكن كلها مسكونة بالعبث وبالضجيج الذي يزيل الهدوء ويطرده من عتبة الصدق والكفاءة. حمودة هذا الاسم الطائر الحر في سماء الكرة الوطنية سيظل عنوانا كبيرا لمرحلة منحت أسماء ونجوما نتذكرها كلما ضاق الحال بنا. حمودة حينما تسأله عن أحسن الاهداف ، يقول ذلك الهدف الذي سجلته بالدارالبيضاء أمام المنتخب المصري ، كانت المدرجات مليئة وغاصة بالناس، وذاك الهدف ضاعف من حجم الحضور إلى حد الاختناق. وعن أسوء لحظة يؤكد حمودة ، ذلك الكسر الذي تعرضت له أمام الزمالك المصري ، إذ ابتعدت عن الميادين لمدة سنتين.