حال أزقة وشوارع العاصمة الاقتصادية مبعث على الرثاء والشفقة، ولم تفلح الميزانيات المتعددة للمقاطعات البيضاوية ولجماعتها في تعبيد طرقاتها وتفريج كرب المواطنين مع أمتار الأخاديد التي صارت بمثابة التجاعيد التي «تنقش» أغلب المعابر والممرات، شأنها في ذلك شأن عمالات المقاطعات، التي توحد أغلبها في الاكتفاء بالتفرج في سقوط مختلف وسائل النقل صباح مساء وسط هذه الحفر التي تتسبب في أعطاب ميكانيكية جمة وحوادث بشرية هي الأخرى مرتفعة، دون إغفال تأثير هذه «السكوسات» على سائقي مختلف الناقلات! الحفر التي انتشرت كالفطر العشوائي غير مرتبطة بالأشغال الخاصة بالترامواي فقط، وإن زادت من رفع درجة حدتها، لكون هذا الواقع القديم/الجديد أضحت أزقة ومناطق الأحياء «النافعة» و الأحياء «الضارة» متساوية بشأنها، فحفر الحي الحسني شبيهة بحفر الأزقة المحيطة بزنقة أكادير المؤدية نحو مقر الضريبة الإقليمية، ونفس الأمر ينطبق على ليساسفة في علاقة بالأزقة المحيطة بزنقة سبتة، ثم الحي المحمدي بالبرنوصي ... تعددت الأحياء والحفر واحدة. في مناطق عديدة أضيف إلى الحفر عبء آخر يتمثل في مطبات إسمنتية ( «ضوضانات» حجرية) منها ما هو «رسمي» ومنها ما هو «عشوائي» اجتهد سكان الحي في هندستها وجعلوا منها «تلالا» و«هضابا»، بهدف الحد من «تهور» بعض السائقين من أصحاب الدراجات النارية أو السيارات، فتسببوا وما زالوا في أضرار أخرى بالنسبة للسواد الأعظم من السائقين. مطبات عالية «استأسدت» بتراب البرنوصي وأخرى بأزقة مجاورة لسينما السعادة بالحي المحمدي، وبالحداوية بالكريمات ... حفر ومطبات أبت إلا أن تشكل عنوانا فاضحا لواقع البنية التحتية الهشة لأكبر مدينة مغربية!