بعد مرور حوالي ست سنوات على زلزال مدينة الحسيمة، مازالت مجموعة من العائلات تقطن في الخيام بجوار أطلال منازلها أو أوراش بناء مساكنها الجديدة بالرغم من الظروف المناخية القاسية التي مرت بها المنطقة نتيجة تساقط الثلوج وانخفاض درجة الحرارة! مرت حوالي ست سنوات على زلزال مدينة الحسيمة، ووتيرة الاحتجاجات بمجموعة من المناطق النائية التي دمرها الزلزال في تصاعد، ست سنوات مرت ولم يتم طي ملف الإعمار، البعض يرد ذلك إلى الاستغلال السياسوي للقضية من طرف البعض، والبعض الآخر يحمل الدولة مسؤولية التأخير في تنفيذ ماسبق أن التزمت به. كيفما كان الأمر فالمعاناة قائمة والسكان يفترشون العراء وينتظرون ماستؤول إليه الأمور، ولأجل إسماع صوتهم صعد المتضررون من زلزال الحسيمة وتيرة الاحتجاج بتنظيم مسيرة، مشيا على الأقدام، انطلقت من مدينة امزورن في اتجاه ولاية جهة تازةالحسيمة تاونات، تعبيرا عن غضبهم ضد سنوات المعاناة. خلال زيارتنا لمجموعة من الدواوير (زاوية سيدي عيسى، إدردوشن، آيت عزيز آيت القاضي اعزوزن اعيادن اعثمانن إيفريحن تاغانينت إكلموثن أغليظ آيت القاضي العليا، آيت امحند أويحيا) بعد سنة من الزلزال كان هناك شبه إجماع على رفض هذه الصيغة من البرنامج، منددين بمجموعة من الأشخاص الذين استغلوا الكارثة للمتاجرة بمآسي السكان، مصرين على الاستمرار في الاقامة بالخيام أو الاكتفاء بالاستقرار في غرفة واحدة بعد أن تعذر عليهم استكمال البناء الى حين حل المشكل بشكل جماعي، مجموعة أخرى وتحت قساوة الظروف المناخية والضجر من طول الانتظار لم يخفوا رغبتهم في قبول العرض، لكن الخوف من الخروج عن الجماعة حال دون ذلك. هذا وفي انتظار قبول أو تغيير صيغة برنامج إعادة الإعمار بهذه الجماعة يقبع الآلاف من أبناء المنطقة داخل الخيام متخوفين من أن تطول إقامتهم هاته، وقد طالت بالفعل. يحق لنا أن نتساءل كيف فشلت الدولة محليا ومركزيا في طي ملف مخلفات زلزال الحسيمة؟ كيف عجزت عن احتواء الأزمة وامتداداتها؟ يحق لنا أن يعرف المغاربة حقيقة مايقع في هذا الجزء من الوطن خاصة وأننا زرناه غير مامرة ووقفنا على حجم المعاناة هناك وحاورنا السكان الذين وجدوا أنفسهم بين المطرقة والسندان. يحق لنا أن نطالب بالإسراع بطي هذا الملف، إذ لايعقل أن تطول المعاناة كيفما كانت التبريرات ، فالأصل في الضرر أنه زائل...