مر اليوم العالمي لمحاربة التدخين في صمت، لم ترافقه حملة اعلامية كما كان الشأن في الماضي. في المغرب كما في مجموعة من الدول نتوفر على قانون يمنع التدخين في الأماكن العمومية، دخل حيز التنفيذ مند سنوات لكن لا أحد يحترمه مادام ليس هناك من يسهر على تطبيقه. القانون الذي يحمل رقم 91/15 يحظر التدخين في الأماكن العمومية إلا أنه يظل قانونا ناقصا بسبب عدم توفر القوانين التطبيقية له لكي يتسنى تطبيقه على أرض الواقع، القانون صوت عليه البرلمان المغربي بالإجماع سنة 1991 ونشر بالجريدة الرسمية أربع سنوات بعد ذلك أي سنة 1995 و لم يخرج إلى حيز التنفيذ إلا في فبراير سنة 1996 . القانون يمنع التدخين في الأماكن العمومية بما فيها الإدارات العمومية و المدارس ووسائل النقل إضافة إلى منع بيع التبغ للقاصرين ومنع كافة أشكال الدعاية للتبغ وتوعد تغريم المخالفين ، وبالرغم من ذلك بقي حبرا على الورق و لم تتبع مساطر صارمة لتطبيقه بالرغم من التوقيع على الاتفاقية الإطار الدولية بشأن مكافحة التدخين في ابريل 2004 . وبحسب الاحصائيات الرسمية فإن المغرب يعرف تزايدا سنويا في أعداد المدخنين لكن الخطير في هذا التزايد هو ارتفاع عدد المذخنات من النساء حيث تقدر الاحصائيات التي أعلنت عليها مصالح التبغ بالمغرب حول التدخين في الوسط النسائي عدد المدخنات بالمغرب 132 ألف وهو رقم قد يرتفع بالنظر إلى أن الدراسة المنجزة لم تشمل كافة المدن المغربية وبسبب إخفاء كثير من النساء إدمانهن.. الدراسة توصلت إلى أن نسبة المدخنات في المغرب تفوق 3,3 في المائة من مجموع المدخنين و 9401 من مجموع نساء المغرب، فبحسب الفئات العمرية يرتفع عدد المدخنات بين الفئة العمرية 18 و 24 سنة، وينخفض مع الفئات العمرية الأعلى وهو غالبا مايرتبط بفترات المراهقة وقلة قليلة تستمر في التدخين بعد الدخول إلى عالم الشغل أو الإستقرار الأسري أما بحسب الطبقات الاجتماعية فنجد الطبقة الراقية بالمغرب تشكل النساء 37 في المائة من المدخنات وتقل هذه النسبة بين الطبقة الوسطى والطبقة بين الوسطية والنساء من العالم القروي نجد أن حجم صناعة التبغ حسب احصائيات منظمة الصحة العالمية، يبلغ 400 مليار دولار، و البحث خلص إذن إلى أن الإحصائيات حول نسب النساء المدخنات بالمغرب يرتفع عددهن في الأوساط الراقية عكس الرجال الذي يقل عددهم في هذا الوسط، كما تقل النسبة في العالم القروي، علاوة على ارتفاع نسبة المدخنات لدى فئة الشابات (بين 18 و 24 سنة). أغلب المستجوبات اللواتي شملهن البحث اعترفن أن أول سيجارة تناولنها كانت قبل سن السادسة عشر وفي ظروف متباينة، فهناك من تناولتها رفقة زميلاتها خلال فترة الدراسة ومنهن من خضعت لضغوطات عشيقهن وأخريات لم يشرعن في التدخين إلا بعد أن سلكن طريق البغاء وهناك من اعتبرنها من علامات التحرر من سيطرة العائلة والمجتمع الذكوري وأخريات فرضها عليهن واقع الشغل.