مازالت دواوير ومداشر تعيش تحت حصار مطبق فرضته الظروف المناخية التي ضربت، مؤخرا، إقليمتازة وجعلتها في عزلة تامة. إذ انهار جبل ركامي من الأتربة والحجارة بجماعة تايناست على الطريق الرابطة بينها وبين جماعة طهر السوق بتاونات عند الممر الجبلي بين الصفوف وبالضبط عند المنطقة المسماة كهف الحمارة، حيث بقيت الدواوير التالية تعيش في عزلة تامة عن باقي مناطق الإقليم: دوار تمسكان دوار فدان لكبير باب السهام دوار تازيانت والكدية وجالة وفي غياب تجهيزات وآليات وجرافات من نوع د 8 ود 10 سظل هذه الدواوير في عزلة تامة. أما على مستوى جماعة باب مرزوقة، فقد عزلت الفيضانات ساكنة دوار القوس ببني وجان نتيجة أشغال الطريق السيار التي حولت مجرى الوادي الذي جرفت مياهه قنطرة الوادي لتزج بالساكنة في عزلة إجبارية. ورغم احتجاجات الساكنة أمام عمالة إقليمتازة، مازال الوضع كما هو عليه، إذ فرض على الساكنة قطع مسافة ساعتين ونصف سيرا على الأقدام للوصول إلى الطريق الرئيسية أو لقضاء أغراضهم أو تمدرس أبنائهم الدين انقطعوا قهرا عن الدراسة. أما بجماعة أولاد ازباير، فقد انهارت القنطرة الرابطة بينها وبين جماعة بني لنت مع انجراف التربة بعدة نقط، كما انقطعت الطريق الرابطة بين طابوعبان إقليم تاونات وجماعة أولاد ازباير، وهذه الأخيرة وأولاد شريف، كما قطعت الطريق الرابطة بين جماعة بني فراسن والربع الفوقي. كما أن الطريق الرابطة بين أولاد زباير وبني فراسن يصعب المرور منها نتيجة انجراف الأتربة على قارعة الطريق . كما أن الدراسة تعطلت بما يزيد عن 89 مؤسسة بالوسط القروي وارتفعت الأسعار والمضاربات فيها نتيجة صعوبة المواصلات بمجموعة من هذه المناطق. كل هذا جعل المسؤولين الجماعيين في حيص بيص من أمرهم والسلطات الإقليمية على حد سواء. إذ لم يتم عقد أي دورة استثنائية بأي جماعة قروية أو حضرية لتدارس الأضرار واقتراح الحلول الناجعة والتدخلات اللازمة التي تفرض التضامن بينها والتحلي بروح المواطنة الصادقة بعيدا عن المزايدات السياسوية. وهذا هو دور سلطة الوصاية التي كانت تدخلاتها محدودة بالنظر إلى الاحتجاجات التي صاحبت هذه الكوارث، سواء أمام باشوية أوعمالة إقليمتازة. وبالموازاة مع ذلك، قام ممثل شركة أوزون للنظافة بتوزيع العديد من القمصان والملصقات على الأطفال تحفيزا لهم على مشاركتهم وتجاوبهم التلقائي مع مضامين اليوم التحسيسي. هذا وقد أدلى السيد محمد الزهراوي رئيس الجماعة لأحد أولاد افرج بتصريح للجريدة جاء فيه كون أعضاء المكتب بالجماعة سبق أن تعهدوا أمام الساكنة برفع الحيف والتهميش والإهمال الذي كانت تعاني منه وجعلها بالمقابل تنخرط في مسار التنمية بالجماعة والحفاظ على البيئة باعتبار أن صحة المواطن في سلامة بيئته، وهذا يندرج كذلك في إطار التنمية البشرية، ويأتي هذا اليوم التحسيسي ليعبر كذلك عن الوعي الذي يمتاز به ساكنة أحد أولاد افرج والتحلي بالسلوك الحضاري الذي سيساهم في ازدهار المنطقة وجعل وتيرة النمو بها تعرف تصاعدا مستمرا. وقد عرف اليوم التحسيسي في ختامه توزيع مجموعة من الجوائز والهدايا والشواهد التقديرية على المشاركين، تحفيزا لهم لما قاموا به، وتشجيعا لهم على إبداعاتهم وانخراطهم التطوعي في الحفاظ على نظافة جماعتهم من كل تلوث يضر بصحة الساكنة.