مع حلول فصل الشتاء من كل سنة تتجدد معاناة سكان جماعة بني جميل في إقليمالحسيمة، مع انجراف التربة، إذ تتسبب هذه الأخيرة في تشريد عشرات الأسر وهدم مئات المنازل، وتجريد أبناء المنطقة من ممتلكاتهم.جانب من الانهيارات التي شهدتها بعض مناطق الحسيمة (خاص) وفي حصيلة قابلة للارتفاع، خلف انجراف التربة، خلال الأسبوع الماضي في جماعة بني جميل بدواوير أولاد الشعرة وتدموتين وتيزاخت وأولاد عبد الله، انهيار عشرة منازل طينية، وأكدت فعاليات جمعوية في المنطقة ل "المغربية"، أن مصير الأسر المتضررة من هذا الحادث يبقى معلقا، إذ فقدوا منازلهم وقصدوا جيرانهم وأهاليهم للعيش معهم، في انتظار حل ينقذهم من التشرد. وصعبت الانجرافات المتوالية للتربة، تنقلات سكان هذه الدواوير، وفرضت عليهم عزلة قاتلة، بعد أن تضررت المسالك الطرقية، الرابطة بين الجماعات المجاورة للدواوير، وجاء هذا الانهيار بعد التساقطات الثلجية الكثيفة والأمطار الغزيرة، التي عرفتها المنطقة الشمالية، خلال الأيام الأخيرة. وقال رشيد محمد، رئيس جمعية الخضراء للتضامن والتنمية، "إن الانهيارات ما زالت متواصلة، وتهدد عددا مهما من الأسر، التي تسكن منازل في سفح الجبل". السكان مستاؤون وعبر سكان دواري الصفوف وأولاد عبد الله، بجماعة بن جميل، عن استيائهم من التجاهل التام للسلطات المحلية لهم، بعد أن أدى انجراف التربة، بداية الأسبوع الماضي، إلى تشريد أكثر من عشر عائلات، وانهيار 13 منزلا، التي غمرتها الصخور والأتربة. وأكد مصدر "المغربية" أنه رغم مرور أكثر من 15 يوما على الحادث، فإن السلطات اكتفت بالتنقل إلى مواقع الانهيار، لمعاينة حجم الأضرار، التي لحقت بالسكان ومنازلهم، دون أن تبادر إلى إيواء الضحايا، أو تزويدهم بالخيام والأغطية والمؤونة، إذ اضطرت الأسر إلى البقاء طيلة هذه المدة، لدى جيرانهم وأسرهم، في انتظار وعود السلطات بإيجاد حل لمشكلهم. وازداد عدد المنازل المهددة بخطر انهيار التربة ليصل إلى 14 منزلا، توجد في سفح الجبل، وفقدت الأسر المتضررة من انجراف التربة في دواوير الصفوف وأولاد عبد الله بجماعة بن جميل، كل ممتلكاتها، ووصل عرض المساحة، التي غمرتها الأتربة المحملة بالصخور والأشجار، إلى ثلاث مائة متر، في حين وصل عرضها إلى كيلومتر، وتسبب الانهيار في انقطاع الطرق المؤدية إلى الدوارين، وندرة في المياه الصالحة للشرب، إذ غمرت الأتربة والأوحال آبارا بالكامل بعد الانجراف، وقال رشيد محمد "إن الأسر المتضررة تعاني الأمرين، بعد الكارثة، إذ فقدت كل موارد رزقها، بعد أن أدى الانجراف إلى تجريدهم من أراضيهم الفلاحية". ويضيف "كما لا يمكن لأفراد عائلتهم وجيرانهم، تحمل بقاء المتضررين لمدة أطول، لأن طابعها البدوي يفرض عليهم إيجاد مكان مستقل يعيشون فيه"، ومن بين أسباب انجراف التربة بهذه المنطقة، حسب تقرير لمكتب الدراسات الفرنسي المختص في دراسات المناطق، التي تتعرض لانجراف التربة ودراسة تحركات الأرض والمخاطر الطبيعية، هناك التكوين الجيولوجي المعقد وهشاشة التربة، وتسرب مياه الأمطار، ووجود منبع "عين" بالمنطقة. وجاء هذا الانهيار بعد التساقطات الثلجية الكثيفة والأمطار الغزيرة، التي عرفتها المنطقة الشمالية، خلال الأيام الأخيرة، من جهة أخرى، رصد نحو 21 مليون درهم لتدعيم وتثبيت انجراف التربة بهضبة شارع الزرقطوني بمدينة الحسيمة، لحماية مدرسة طارق بن زياد الابتدائية ومجموعة من المساكن ومدخل ميناء المدينة، وأشار تقرير لمكتب الدراسات الفرنسي المختص في دراسات المناطق، التي تتعرض لانجراف التربة ودراسة تحركات الأرض والمخاطر الطبيعية، إلى أن من بين أسباب انجراف التربة بهذه المنطقة التكوين الجيولوجي المعقد وهشاشة التربة، وتسرب مياه الأمطار، ووجود منبع عين بالمنطقة. قطع الطرق وأكد التقرير أن انجراف التربة بهذه المنطقة، ليس له أي تأثير خطير حاليا على المؤسسة، خاصة وأنها شيدت فوق صخور صلبة، مشيرا إلى أن عملية الإصلاح والترميم تتطلب استعمال طريقة حديثة ومتطورة، مثل التي تستعمل عند بناء القناطر والطرق السيارة، ببناء حاجز من الإسمنت المسلح لتثبيت الجزء الأعلى من المنطقة، كما يتطلب بناء حاجز آخر بالجزء الأسفل قرب منبع العين، مع وضع قنوات لتصريف مياه الأمطار بشارع الزرقطوني، للحد من آثار انجراف التربة. وأفاد تقرير للنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية أن تغيرات الأحوال المناخية أثرت بشكل سلبي على سير الدراسة بعدد من المؤسسات التعليمية، الموجودة بكل من دوائر بني ورياغل، وتارجيست، وبني بوفراح، مشيرا إلى أن السيول الجارفة، وانجراف التربة، تسببت في قطع الطرق والمسالك، التي تربط الوحدات المركزية والفرعيات، وكذا في انهيار بعض القناطر، والمدارس.