يعتبر انجراف التربة من أخطر العوامل التي تهدد الحياة النباتية والحيوانية بإقليمالحسيمة، مما يستدعي التدخل باستعجال من أجل مواجهة مخاطر هذه الظاهرة للمحافظة على التوازنات الطبيعية. وينقسم انجراف التربة إلى انجراف ريحي ينتج عنه الغبار والعواصف الترابية، وآخر مائي ينتج من جريان المياه السطحية, والأمطار الغزيرة التي يصعب على التربة إمتصاص مياهها والتي تتسبب في السيول الجارفة. وقد عرفت مجموعة من الجماعات القروية بالإقليم خلال الفيضانات الأخيرة خاصة الساكنة المجاورة للغابات خسائر مادية جسيمة جراء السيول الجارفة التي تسببت في انهيار مجموعة من المنازل , كما أدت الى انهيار بعض المنشآت الفنية والمسالك وبعض المقاطع الطرقية. وفي هذا الصدد، حذرت الجمعيات العاملة في المجال البيئي من مخاطر انجراف التربة على البيئة البرية الذي يبلغ حوالي60 طنا سنويا بحوض النكور، مشددة على أن عدم التدخل باستعجال لوقف هذه الظاهرة سيؤثر على التوازن البيئي بالمنطقة، كما سيؤدي إلى تغيير سلبي في المنظومة البيئية التي تعد إحدى الركائز الأساسية لاقتصاد المنطقة عامة. وأشارت هذه الجمعيات إلى أن تضاريس إقليمالحسيمة تتميز بجبال شديدة الارتفاع في الجنوب والوسط ( حوض ورغة ) وسهول رسوبية محدودة المساحة على الواجهة المتوسطية ( النكور وغيس) وتربة حديثة التكوين هشة وقابلة للانجراف تستدعي المحافظة على الغابة وذلك بوضع حد لقطع أشجار الأرز، وما تبقى من أشجار عرعار شمال إفريقيا خاصة في جماعات بني بوفراح ، وبني جميل، واسناذة. وأبرزت أن البيئة البرية للمنطقة التي تقدر مساحتها الغابوية بالإقليم بنحو مائة ألف هكتار, أي ما يمثل30 في المائة من المساحة العامة للإقليم، تعد طبيعة متميزة تحتوي على مجموعة كبيرة من الأنساق البيئية ذات قيمة بيولوجية عالمية , بالإضافة إلى العوامل الطبيعية التي تؤدي إلى انقراض أصناف فريدة ونادرة من النباتات منها «» العرعار ، والدوم ، والزيتون البري»» التي يصعب نموها في مناطق أخرى من المغرب.