أدى انجراف للتربة، بداية الأسبوع الحالي، في دواري الصفوف، وأولاد عبد الله، بجماعة بن جميل في إقليمالحسيمة، إلى تشريد أكثر من عشر عائلات، بعد انهيار جبلي، حمل الصخور والأتربة، وخرب 13 منزلا. جاء الانهيار المفاجئ للجبل، حسب مصادر "المغربية"، بعد هزة أرضية، ضربت جماعة بن جميل الأسبوع الماضي، ولم يخلف الحادث خسائر في الأرواح، إذ انتبه السكان للحركة غير العادية للأتربة، ورحلوا أفراد أسرهم عند جيرانهم. ووصل عرض المساحة، التي غمرتها الأتربة المحملة بالصخور والأشجار، إلى 300 متر، وعرضها إلى كيلومتر. وتسبب الانهيار في انقطاع الطرق المؤدية إلى الدواوير، وندرة في المياه الصالحة للشرب، إذ غمرت الأتربة والأوحال أبارا بالكامل بعد الانجراف. وقال محمد الشعرة، عضو في جماعة بن جميل، في اتصال مع "المغربية"، إن "السكان يوجدون في حالة يرثى لها، ولم يجدوا سوى جيرانهم، الذين تكلفوا بإيواء أفراد الأسر المتضررة". وما زال خطر الانهيار يهدد 14 منزلا، توجد في سفح الجبل، واكتفت السلطات المحلية في إقليمالحسيمة بزيارة الموقع، لمعاينة حجم الأضرار، دون أن تبادر إلى إيواء الأسر المتضررة، التي فقدت كل شيء. وقال الشعرة "مباشرة بعد الانجراف، أخبرنا السلطات المحلية، التي انتقلت، الاثنين الماضي، لمعاينة حجم الأضرار في دواري الصفوف وأولاد عبد الله، دون إجراءات، من شأنها تخفيف هول الكارثة على السكان". جاء الانهيار بعد تساقطات ثلجية كثيفة وأمطار غزيرة بالمنطقة الشمالية خلال الأيام الأخيرة. وقال رشيد محمد، رئيس "جمعية الخضراء للتضامن والتنمية"، إن "الانهيارات ما زالت متواصلة، وتهدد عددا مهما من الأسر، تسكن منازل في سفح الجبل". من جهة أخرى، رصد نحو 21 مليون درهم لتدعيم وتثبيت انجراف التربة بهضبة شارع الزرقطوني بمدينة الحسيمة، لحماية مدرسة طارق بن زياد الابتدائية ومجموعة من المساكن ومدخل ميناء المدينة. وأشار تقرير لمكتب دراسات فرنسي مختص في دراسات مناطق تتعرض لانجراف التربة، ودراسة تحركات الأرض والمخاطر الطبيعية، إلى أن من بين أسباب انجراف التربة بهذه المنطقة التكوين الجيولوجي المعقد وهشاشة التربة، وتسرب مياه الأمطار، ووجود منبع عين بالمنطقة. وأكد التقرير أن انجراف التربة بهذه المنطقة ليس له تأثير خطير حاليا، مشيرا إلى أن عملية الإصلاح والترميم تتطلب استعمال طريقة حديثة ومتطورة، مثل التي تستعمل عند بناء القناطر والطرق السيارة، ببناء حاجز من الإسمنت المسلح لتثبيت الجزء الأعلى من المنطقة، كما يتطلب بناء حاجز آخر بالجزء الأسفل، قرب منبع العين، مع وضع قنوات لتصريف مياه الأمطار، بشارع الزرقطوني للحد من آثار انجراف التربة.