في يوم الأرض والبيئة الذي تميز هذا العام باختيار المغرب لاحتضان الذكرى الأربعين في اعتراف دولي واضح بمجهودات بلادنا التي وضعت مبدأ البيئة في مرتبة الرهانات الأساسية، عن طريق إطلاق عدد من الأوراش والمبادرات القوية في هذا الصدد، وفي مقدمتها الميثاق الوطني للبيئة والتنمية المستدامة، وفي زحمة هذا الاحتفال وردت على جريدتنا أخبار من القباب، إقليمخنيفرة، تتحدث عن مهزلة إقدام أحد الأشخاص المعروفين بالبلدة على اجتثاث وتدمير حوالي 20 شجرة من فصيلة «تايدا» التي تشكل رمزا للمنطقة، وذلك بطريقة مزاجية لم تحترم لا البيئة ولا الإجراءات القانونية، فقط أن الرجل سعى إلى توسيع الساحة المفتوحة على بيته، وبينما كان طبيعيا أن يخلف هذا الفعل المتهور استياء وتذمر العديد من أوساط الرأي العام المحلي، علم في هذا الصدد أن الأمر بلغ إلى علم السلطات المحلية والإقليمية التي شكلت لجنة للتحقيق أنجزت محضرا في الموضوع ولا يزال الرأي العام يتساءل عن مصير نتائج التحقيق وعما تم اتخاذه من إجراءات في هذا الملف. وبالقباب دائما، وفي خضم الاحتفال بيوم الأرض والبيئة، تسلمت «الاتحاد الاشتراكي» من سكان قبيلة آيت سلام ألسوس بنسخة من مراسلة مذيلة بعريضة احتجاجية ينددون فيها بسلوك أحد النافدين بالمنطقة، على خلفية قيام هذا الأخير ببناء بئر بضيعة له اشتراها خلال السنة الأخيرة، وتسبب بفعلته في امتصاص كل العيون التي هي مصدر السكان ومواشيهم ومزارعهم من الموارد المائية، وبينها تحديدا عيون بووغروم، متجراروت، أمزيل، أكلمام، حرارة، أعثمان، ألمو نعسو. ويكشف المحتجون كيف عمد المعني بالأمر إلى استعمال آلة للحفر في مشروعه المتسيب، محدثا بذلك ثقوبا بأرض زراعية، وفي أول الامر لم يكثرت السكان بالأمر بالنظر لحسن النية والجوار، إلا أن الرجل بالغ في الحفر إلى العمق بطريقة تدنى بفعلها صبيب العيون المائية، مما دفع بالسكان إلى إعلاء احتجاجهم وتعميم مراسلاتهم بين مختلف الجهات المسؤولة، ليعمل المشتكى به على «ترقيع» الفعل ببعض الاسمنت دون مراعاة للضرر الذي خلفه بالسكان والمزارعين، ولم تتدخل الجهات المعنية للضغط على الرجل بما يلزم من الإجراءات المعمول بها، علما أن هذا الشخص فعل فعلته دونما أي ترخيص أو مساطر قانونية، وكل نداءات المحتجين لإعادة المياه إلى عيونها ظلت عبارة عن صيحة في واد.