تزايدت بشكل ملحوظ، في الشهور الأخيرة، أعداد المتشردين والمختلين عقليا على مستوى العديد من أزقة وشوارع تراب سيدي البرنوصي، بما فيها المناطق التي تعرف حركة دؤوبة كحي طارق والامل والقدس. «هذا التواجد، يقول بعض السكان، أضحى مبعث خوف وقلق، خصوصا بالنسبة للأطفال والنساء الذين يتعرضون أحيانا لاعتداءات بواسطة الحجارة والعصي، حيث أن فتاة أصيبت مؤخرا بحجرة على مستوى رأسها قرب ثانوية المختار السوسي، ولولا الألطاف الربانية لكانت المضاعفات أخطر والعواقب وخيمة»! أعداد المختلين عقليا ، من كل الأعمار ومن الجنسين ، الآخذة في الإرتفاع ، تثير ، حسب بعض الفعاليات الجمعوية بالمنطقة ، أكثر من تساؤل باعتبار أنها تحمل في طياتها مؤشرات سلبية، بخصوص قدرة الجهات المعنية / الوصية على «التوفر على مراكز تتوفر فيها الشروط الدنيا لرعاية هذه الفئة من المجتمع»، بدل تركها عرضة للشارع، حيث «تشكل خطرا على نفسها وعلى الآخرين، من مارة وغيرهم»! إن إيقاع الحياة اليومية، يقول بعض المهتمين، المتسم بالقلق والتوتر، جراء انسداد الأفق وغلاء مستوى المعيشة، وتزايد أسباب الضغط والإحباط..، إضافة إلى السقوط في حبال الإدمان على المخدرات (الكوكايين، أقراص الهلوسة...) كلها عوامل قد تزيد من اتساع دائرة «المرض النفسي والعقلي»، ومن ثم من غير المعقول الاستمرار في التعامل مع الوضع ب « المنطق المناسبتي» الذي يعتبر الحالة «ظرفية» ويترك « الشارع» يقوم مقام «المراكز المتخصصة»!