منحت الدورة السادسة والعشرون، متصدرا جديدا لبطولة القسم الأول، بعد أن حقق الرجاء فوزا غاليا على غريمه التقليدي الوداد في قمة الدورة التي سجلت أيضا رقما قياسيا من حيث عدد الانتصارات خارج الميدان. في أجواء احتفالية عرفها المركب الرياضي محمد الخامس، تمكن الرجاء من تحقيق فوز صعب على جاره الوداد، في ديربي تقاطعت فيه العديد من الطموحات والحسابات. فالوداد المتصدر، كان شعاره الوحيد والأول هو تحقيق الفوز، ليظل متصدرا وبفارق خمس من النقط، ليطمئن على مساره. بالمقابل كان رهان الرجاء الأقوى، هو تحقيق الفوز، ليصعد إلى قمة الترتيب وبالتالي رسم الخط الأفقي للحفاظ على اللقب. وبالنظر إلى المعطيات العامة التي أفرزتها المواجهة بين الوداد والرجاء يمكن القول إن الرجاء تعامل بشكل جيد مع مجريات هذا النزال التقليدي. إذ عمدت في المراحل الأولى، إلى تحصين الدفاع وتقوية عنصر الاطمئنان لدى اللاعبين، وفي مرحلة ثانية تقوية دور خط الوسط مع تفعيل دور الهجوم ومنحه أكثر الفرص الممكنة. هذا الايقاع في البناء، ساهم بشكل كبير في إرباك عناصر الوداد، التي كانت مندفعة، وفي غياب أي أفق محدد. الرجاء تمكن بفضل هذا النهج التكتيكي، من خلق فرص واضحة للتسجيل. لكن المهاجمين تمكنوا من ترجمة فرصة عن طريق المهاجم بايلا الذي انسل عميقا حاملا معه كرة من ذهب سلمها له المدافع رشيد السليماني. وإن كان الديربي في عمومه قد تحكمت فيه النتيجة قبل الأداء، فإن المستفيد منه بشكل كبير، فريق الرجاء الذي أصبح متصدرا وراسما لأفق جديد لمساره هذا الموسم، وإن كانت مباريات الموسم مازالت تخفي الكثير من المفاجآت. الدورة السادسة والعشرون، منحت نتائج غريبة جدا، إذ استطاعت خمس أندية (من ضمنها الرجاء بمركب محمد الخامس) أن تعود بثلاث نقط من خارج الميدان، وكان من أبرز هذه النتائج، الفوز الثمين والغالي الذي أحرزه النادي القنيطري من قلب عاصمة الفوسفاط، الفوز مكنه بشكل كبير من الخروج من دائرة الحساب الأخير واطمأن بشكل واسع عن مكانه في حظيرة الكبار. ويمكن القول في هذا السياق، أن فريقي الجمعية السلاوية المنهزم بملعبه أمام العسكريين والاتحاد الزموري المنكسر امام وداد فاس بالخميسات من أكبر الخاسرين في سباق السرعة النهائية المؤدي الى الحفاظ على المكانة، وبالطبع، يعتبر الأولمبيك المسفيوي من هذه الدائرة، بعد أن عجز عن تحقيق الفوز بالملعب أمام الحسنية، مكتفيا بنقطة واحدة. الدورة السادسة والعشرون، منحت بعض الدفء لشباب المسيرة الذي حقق فوزا كبيرا على فريق كبير، وهزم الكوكب المراكشي الذي كان يراهن على الفوز ليقترب أكثر من أجواء الصدارة. على هذا المستوى، حقق فريق المغرب الفاسي، و بعد سلسلة من التعثرات فوزا على حساب المغرب التطواني لينعش آماله في تثبيت أقدامه ضمن رباعي المقدمة، في انتظار فعاليات الدورات القادمة التي ستكون حاسمة.