بفعل الهجرة وانسداد آفاق التشغيل بالعاصمة الاسماعيلية واتساع رقعة العطالة بجل احياء المدينة، الشئ الذي تنامت معه العديد من الانشطة التجارية غير المنظمة والهامشية خصوصا على مستوى الباعة المتجولين و الباعة المتواجدين بالمساحات والفضاءات الفارغة التي استغلت من طرفهم لسنوات عدة لبيع وعرض سلعهم والتي اصبحت مع مرور الوقت فضاءات للتسوق من طرف الاسر المحدودة الدخل التي تجد في هذه (السويقات) مايلبي حاجاتها التبضعية وبأثمنة مناسبة . ومع مرور الوقت اصبح استغلال هذه الفضاءات مصدرا للرزق ولإعالة الاسر المرتبطة بالمكان من خلال دورة اقتصادية تستفيد منها شرائح اجتماعية متعددة (تجار- باعة- اصحاب عربات النقل - اصحاب محلات المأكولات الجاهزة - بائعو الاكياس البلاستيكية - حمالة...). ومع انطلاق مشروع اعادة الهيكلة للمنطقة التي تتضمن فضاء سويقة تواركة عن طريق بناء مركب تجاري عصري يضم عددا من الدكاكين والمحلات التجارية ذات مواصفات هندسية تتماشى والدور الاقتصادي والاجتماعي للمشروع الذي حددت محلاته في 49 محلا تجاريا والتي لا تلبي طلبات ورغبات جميع الباعة والذين يصل عددهم الى 94 بائعا ومنتفعا مما حدا بهم الى تنظيم انفسهم في جمعية تحمل اسم جمعية سهب الرمان لبائعي الخضر والفواكه والسمك بحي تواركة -، والتي قامت بحصر اللوائح الرسمية للباعة وتحديد أقدميتهم في المكان والتي تصل الى 14سنة كحد أقصى وسنتين كحد ادنى واعتبار هذا الاتفاق كأرضية توافقية بين اعضاء الجمعية المنخرطين للاستفادة من الدكاكين. وامام هذا الوضع راسلت الجمعية والي الجهة وعامل اقليممكناس ملتمسين إيجاد الحلول المناسبة لكل الباعة المتواجدين بالسويقة باعتبار اوضاعهم الاجتماعية نتوفر على نسخة من الرسالة ، ولائحة الباعة المنتفعين من فضاء السويقة والذين يبلغ عددهم 94 بائعا خصوصا وان الانعكاسات الاقتصا دية على اسر الباعة ستكون لها مضاعفاتها اذا ما تم التعامل مع هذا الملف تعاملا احادي الجانب خصوصا مع ملاحظة تلكؤ بعض المسؤولين على مستوى الولاية من الحوار مع الجمعية واتباع اسلوب التهرب والمماطلة، مما اعتبر من لدن الباعة محاولة للالتفاف على المشكل ووضع الجميع امام الامر الواقع والضرب بعرض الحائط مصالح ومصير العديد من الاسر التي تعتمد في معيشها على هذا الفضاء التجاري الشعبي ، وبالتالي تعريض المستفيدين للمصير المجهول مع ما يترتب عن ذلك من تأزيم لوضعهم الاجتماعي المتأزم اصلا بسبب الظروف الاجتما عية والاقتصادية والحياتية المؤطرة لواقعهم مما يتطلب ايجاد الصيغ الملائمة لحل هذا المشكل من طرف المسؤولين بالولاية والعمالة انطلاقا من نظرة شمولية مرتكزة على بعد ومقاربة اجتماعية تهدف الي ايجاد الحلول المناسبة للاشكال المطروح عن طريق بناء دكاكين اخرى او ايجاد بدائل ملائمة تجنب الباعة وعائلاتهم المصير المجهول!