في الوقت الذي كانت الطاقات الشابة ومختلف الفعاليات الشبابية ببركان تنتظر ان تحمل اليها ( رياح «التدبير الجديد» التي هبت على وزارة الشبيبة والرياضة ) بعض الغيوم علها تمطر قطرات من دور الشباب وبعضا من فضاءات التنشيط على اقليمها الذي طاله التهميش والاقصاء واصبح مختبرا لتجريب مختلف اساليب لغة ذر الرماد في العيون ، في هذا الوقت تتحول هذه الرياح بقدرة قادر الى عاصفة هوجاء اتت على ما كان قد حققته هذه الفئات العريضة من الشباب من مكتسبات بفضل نضالاتها الطويلة ، فالذين أوكل اليهم أمر تدبير الشأن الشبابي محليا ووطنيا يبدو انهم جادون في ( طحن) كل النداءات الداعية الى تغيير الواقع المرير الذي يعيش فيه اطفال وشباب الاقليم اذ انه لم يتم بناء اية دار اضافية للشباب بتراب الاقليم اللهم على اوراق بعض المناسبات بالرغم من ارتفاع نسبة شبابه و تنامي عدد تجمعاته السكنية (اغبال .فزوان.السعيدية .مداغ.لعثامنة.اكليم .الشويحيةتافوغالت.رسلان وسيدي بوهرية وغيرها) وحتى تكتمل الصورة اقدموا وحتى اشعار اخر على إغلاق قاعة العروض بدار الشباب بأحفير ( حفاظا على سلامة فلذات الاكباد) لأن أجزاء منها بدأت تتهاوى، وامعانا منهم في ( تشييب) اطفال وشباب مدينة بركان لزموا الصمت ولايزالون ازاء ما تتعرض له دار الشباب بالمدينة التي بلغت درجة عالية من الاهتراء وقدمت بحق صورة نموذجية لسياسة الاستخفاف بأمن ومستقبل اعداد هائلة من الابناء والبنات، فهي بناية اخترقتها الشقوق والتصدعات من كل جهة حتى اضحت مرشحة للسقوط ، بل ان اجزاء منها قد تساقطت فعلا لاسيما بقاعة العروض التي تم هي الاخرى اغلاقها حتى اشعار لايعلمه احد، أما الحديث عن التجهيزات وامكانيات التنشيط فلم يعد أحد يثيره تقريبا، ويكفي ان نلقي نظرة على باب الدخول الى هذه الدار ( ليتضح لنا الاهتمام الذي يوليه المسؤولون لها حتى اضحت جوانبها فضاء آمنا ومطمئنا للمتسكعين والمشردين. وامام هذا الوضع المتردي، لم تفوت الجمعيات التي تنشط بها اية فرصة لتضع المسؤولين محليا ووطنيا امام مسؤولياتهم مطالبة بإغلاق هذه الدار بشكل فوري ومستعجل ليتم هدمها واعادة بنائها من جديد بمواصفات تنسجم مع ما تتطلبه المرحلة الراهنة. ونبهت هذه الجمعيات الى احتمال ان تتهاوى اجزاء اخرى اكثر قوة من سابقاتها ، وفي تصريح ل«الاتحاد الاشتراكي» قال المنسق الجهوي لمنظمة الطلائع اطفال المغرب « اننا نستغرب الطريقة التي يتعامل بها المسؤولون مع مراسلاتنا ففي الوقت الذي تطالب فيه كل الجمعيات بإغلاق هذه الدار لاحتمال ان تقع بها كارثة نحن في غنى عنها نقابل بوعود وتسويفات تقدم لنا ببرودة دم ، بل ان الاخطر هو ما بدأنا نسمعه هنا وهناك من ان الوعاء العقاري الذي توجد به هذه الدار هو وعاء في ملكية الوارثين وهم يطالبون باسترجاعه، مما يعني ان اعادة بنائها في مكانها الحالي امر مستحيل، مما سيدفعنا الى مواجهة مشاكل اشد صعوبة » ولم يستبعد مصدرنا امكانية ان تجمد 20 جمعية ببركان انشطتها بالدار مع تسطير برنامج نضالي مكثف للمطالبة بحلول عملية واستعجالية . للاشارة فإن مجلسا للدار كان قد انعقد اخيرا للتداول في الوضعية الخطيرة التي آلت اليها دار الشباب وفتح نقاشات جادة بين مختلف الجمعيات التي أبانت عن غضبها و استنكارها الشديد لمثل هذه الظروف التي تفرض بكل الوسائل على شباب المدينة كما ان هذه الوضعية كانت موضوع نقاش مطول داخل الورشة الثقافية التي نظمها ببركان أخيرا المكتب الاداري للمجلس الاستشاري لحقوق الانسان بوجدة حيث طلبت الفعاليات الجمعوية من هذا المكتب التدخل في اطار اختصاصاته لتقديم الدعم المناسب لها في الموضوع .