في عزّ موسم الأمطار يموت شاب بعد أن عضه كلب مسعور بالولجة بمدينة سلا، ليخلف الهالك طفلين يكبران في اليتم وراءه، بعد أن لم تتمكن الإسعافات الطبية من إنقاذه. وفي سلا، كما في غيرها من المدن المغربية، بتنا نجد الكلاب الضالة والقطط التائهة تتسكع في الشوراع والأزقة ليل نهار، وفي حرية تامة، تبث الرعب في قلوب الأطفال الصغار من المتمدرسين، وتضطرهم إلى تغيير مسار طريقهم كلما لمحوا قافلة من الكلاب آتية أو واقفة في هذا المكان أو ذاك. وأن يموت أب في ريعان شبابه، وفي بداية الألفية الثالثة، لأن كلبا مسعورا يتسكع بحرية في شوارع المدينة، ولأن مستشفياتنا - شافاها الله - تكاد تكون بلا حول ولا قوة إزاء بعض الطوارئ أو العوارض، فذلك عنوانه الإهمال والإهمال واستقالة المسؤولين عما يعني عموم المواطنين. ورحم الله زمانا كنا نرى فيه دوريات المحجز البلدي بشبابيكها الحديدية تتجول في كل شوارع المدن الكبرى، لاعتقال الكلاب الضالة وحجزها درءا لكل خطر محتمل!