أيدت الغرفة الجنحية لدى محكمة الاستئناف بالمدينة الحمراء ، الأسبوع الماضي ، الحكم الذي سبق وأن صدر في مواجهة امرأة تتعاطى الشعوذة وأحد جيرانها الذي استغل زوارها ونصب على بعضهم ، وحكمت المحكمة الابتدائية بثلاثة أشهر في حق الأولى، وتسعة في مواجهة الثاني، يقضيانها حاليا في السجن مع غرامة 1000 درهم للشوافة و500 درهم للنصاب. وكانت هذه القضية قد انطلقت عندما قادت التصريحات الأولية والتلقائية الي أدلى بها المدعو (ر)، أثناء إخضاعه لإجراءات التحقيق معه من طرف عناصر الشرطة القضائية لأمن مراكش، بعد اعتقاله بتهمة سرقة حلي ذهبية من غرفة النوم بمنزل مجاور للمنزل الذي يقطنه وإعادة بيعها ل «الشوافة» التي تسكن بجواره، الى اعتقال الاخيرة التي جرى ضبطها من طرف عناصر الشرطة متلبسة بجرمها، إذ كانت بصدد مباشرة النصب على أربع نساء، كن ينتظرن دورهن في صالون مخصص لاستقبال الضيوف عن طريق وسائل تستعين بها في ممارسة الشعوذة، منها البخور وملعقة كبيرة الحجم تستعملها في تذويب معدن «اللدون» إضافة الى كمية من الرمال وأوراق تستعملها في تدوين خطوط توهم ضحاياها بأنها سوف تحقق لهن مطالبهن بعد أخذها لصورهن الفوتوغرافية من أجل مساعدتهن على الزواج. اكتسبت المتهمة «الشوافة» التي جرى تقديمها الى العدالة مرة واحدة في حالة سراح من أجل النصب عن طريق الشعوذة، شهرة واسعة في أوساط فتيات ونساء مدينة مراكش، خصوصا منهن العازبات والعوانس، بعدما ذاع صيتها، وتمكنت مجموعة من الفتيات اللواتي كن يترددن على يدها بممارسة السحر والبخور، من الحصول على مبتغاهن!؟ لم تترك (ح) التي التحقت بالعمل، الفرصة تمر بعد علمها بالخبر، خصوصا انها مازالت عازبة في عقدها الثالث، وترغب في الزواج، وبدأت تتردد على منزل العرافة مرة كل أسبوع، قبل أن تتردد عليها باستمرار بطلب منها، بعد أن ادعت لها ان بها مسا وتلبّسها الجن، لتكتشف في الاخير بعد مرور أزيد من سنة، بأنها كانت ضحية نصب واحتيال من طرف «الشوافة». اعتاد (ر) الذي كانت تربطه علاقة وطيدة ب «الشوافة» بحكم الجوار، التردد على منزل مهاجر مغربي بالديار الايطالية بجوار منزله بحكم الصداقة، التي كانت تجمعه مع أبناء المهاجر المغربي، وخلال أحد الأيام استغل فرصة خروج ابن المهاجر ، كان يوجد وحيدا في المنزل، من أجل قضاء بعض الاغراض، فدخل غرفة النوم وسرق حليا ذهبية، عبارة عن خمسة أساور من الذهب وخاتم نسوي ذهبي أيضا من حقيبة «سامسونيت» كانت غير مقفلة بالقن السري موضوعة بداخل دولاب خشبي، وبعض الوثائق الشخصية الخاصة.. وعند عودة ابن المهاجرمن خارج المنزل، تظاهر (ر) بأنه يرغب في المغادرة. ابن المهاجر كان يود الرجوع إلى لديار الايطالية.. اخرج (ر) المسروقات وتوجه بها الى جارته «الشوافة» التي تمارس الشعوذة بمنزلها وباع لها الأساور الخمسة بمبلغ 5 آلاف درهم والخاتم النسوي بمبلغ 6 آلاف درهم، بعد ذلك ندم على فعلته، وقرر إبلاغ المهاجر المغربي وزوجته بموضوع السرقة بعد تسليمهما الوثائق الشخصية التي جرى الاستيلاء عليها رفقة المسروقات، واعترفت «الشوافة» بدورها للمهاجر المغربي، الذي توجه رفقة المتهم الى منزلها بشرائها للمسروقات ورفضت تسليمها له. تقدم المهاجر المغربي الى مصلحة الأمن ووضع شكاية في موضوع السرقة، التي تعرضت لها زوجته بمنزلهما من طرف المدعو (ر) ليجري إيقافه من طرف عناصر الشرطة واقتياده الى مخفر الدائرة الأمنية. وبناء على تعليمات النيابة العامة بمراكش، انتقلت عناصر الشرطة رفقة المتهم الى منزل «الشوافة» ليجري اعتقالها بعد إجراء تفتيش بمنزلها ووضعهما تحت تدابير الحراسة النظرية، قبل إحالتها والمتهم (ر) على النيابة العامة، التي قررت متابعة «الشوافة» وجارها في حالة اعتقال، بتهمة النصب والاحتيال عن طريق الشعوذة والسرقة...