منذ يومين (4 مارس)، مرت ذكرى رحيله.. لا يزال طيف شغبه ساكنا ردهات الجريدة، هو الذي كان يفلح في أن يعيدنا إلى لحظات الفرح التي كانت تعز علينا أحيانا في الطابق الثالث.. لكل منا حصته من رسوماته المشاغبة، التي تحولنا إلى تفاصيل لم نكن للنتبه إليها فينا.. وإذ نستعيده هنا، فلأجل استعادة لحظة عطاء لم تدبل أبدا، بدليل أن رسوماته لا تزال وستظل تمتلك راهنيتها بيننا.. فقد أبدع في كافة مجالات الحياة المغربية، وكانت تخطيطاته مقالات قائمة الذات. حمودة، الريشة الحزينة التي رحلت في عز شبابها بسبب أزمة ربو عابرة، كانت رئته الأخرى (المحبرة) ملأى بأوكسجين الإبداع.. ذاك الإبداع الذي يراهن على الأبقى، أي على ما ينفع الناس، كل الناس.. ومما ينفعهم، الضحك والفرح بالذات، وتنسيب الحقائق، وأيضا - كما قال الروائي الروسي الكبير، ماكسيم غوركي - « تجميل المأساة».. لنتأمل هذا الرسم، ولننتبه لما يمنحنا من إمكانيات تأويل وقراءة متراكبة.. ذاك هو حمودة، تلك قوته، وذلك سر ديمومته الإبداعية بيننا..