بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط، اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرات اعتقال بحق رئيس حكومة إسرائيل ووزير دفاعه السابق    البطولة الوطنية الاحترافية لأندية القسم الأول لكرة القدم (الدورة 11): "ديربي صامت" بدون حضور الجماهير بين الرجاء والوداد!    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن    وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    تنسيقية الصحافة الرياضية تدين التجاوزات وتلوّح بالتصعيد    الجديدة: توقيف 18 مرشحا للهجرة السرية        "ديربي الشمال"... مباراة المتناقضات بين طنجة الباحث عن مواصلة النتائج الإيجابية وتطوان الطامح لاستعادة التوازن    دراسة: تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة    مشاريع كبرى بالأقاليم الجنوبية لتأمين مياه الشرب والسقي    جمعويون يصدرون تقريرا بأرقام ومعطيات مقلقة عن سوق الأدوية    اسبانيا تسعى للتنازل عن المجال الجوي في الصحراء لصالح المغرب    سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى        أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    "لابيجي" تحقق مع موظفي شرطة بابن جرير يشتبه تورطهما في قضية ارتشاء    نقابة تندد بتدهور الوضع الصحي بجهة الشرق    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    الحكومة الأمريكية تشتكي ممارسات شركة "غوغل" إلى القضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    المركز السينمائي المغربي يدعم إنشاء القاعات السينمائية ب12 مليون درهم    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    البابا فرنسيس يتخلى عن عُرف استمر لقرون يخص جنازته ومكان دفنه    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل        جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    منح 12 مليون درهم لدعم إنشاء ثلاث قاعات سينمائية        تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    "من المسافة صفر".. 22 قصّة تخاطب العالم عن صمود المخيمات في غزة    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمات لزملاء وأصدقاء نعيمة النوري فقيدة جريدة المغربية
استحضروا مناقبها وبكوا فراقها
نشر في الصحراء المغربية يوم 04 - 12 - 2009

كلمات نابعة من العمق ومن الكيان، وشهادات لم نطلب من أصحابها التصريح بها، كما نفعل دائما ونحن بصدد كتابة موضوع أو مقال ما. بل تهاطلت على الجريدة، كل واحد يحاول التخفيف عن نفسه، قبل أن يواسينا أو يخفف عنا المصاب الجلل، الذي نزل علينا كالصاعقة.الكل تسارع لتعداد مناقب الفقيدة، نعيمة النوري. خصالها وأخلاقها، مهنيتها وتفانيها في العمل، عفويتها وطيبوبتها...
ما زال طيف نعيمة النوري يحوم بيننا، حتى اليوم، ما زلنا نتحدث عنها وكأنها ستطل علينا بين الفينة والأخرى. ولكم نتذكرك في كل مناسبة وحين، لعلنا نستأنس بك غائبة عنا بكيانك، حاضرة بروحك الطاهرة.
إنها ذكراك الأربعينية التي نريد توديعك من خلالها مرة أخرى، وداعا يليق بك كإنسانة وصديقة عمرت حياتنا أزيد من 20 سنة.
هذه الصفحة هي تكريم لروح الفقيدة، وتأريخ للحظة لم تكن لتترك فينا غير الأسى والحزن.
رحل الكلام مع رحيلك يا صديقتي
نعيمة لمسفر
كيف يمكنني اختزال علاقة 20 سنة في كلمتين أو جملتين؟ 20 سنة مضت.
رحل الكلام مع رحيلك يا صديقتي، لكنني سأكابر، وأغالب الدمع، والغصة في الحلق، وأقول كنت أجمل امرأة عرفتها. كنت أراك هكذا دائما، جميلة الخلق والأخلاق والمشاعر، جميلة الغضب والفرح، قنوعة، ومتسامحة إلى أقصى حد.
كنا صديقتين وكنا نجلس إلى جوار بعضنا البعض.. يوم أبلغونا في قاعة التحرير أن على الصحافيين أن يتوزعوا حسب الأقسام التابعين لها، كان علي أن أجلس إلى جوار زملائي في قسم مجتمع، على أنك ستستقري أنت مع زملائنا في القسم الثقافي، قلقنا معا، لكن بروح مرحة، بدأنا نبحث معا عن حيلة لنبقى جنبا إلى جنب، وهكذا كان.
أنهك نعيمة المرض، فقررت الانتقال إلى مكتب الرباط، حيث تقطن، حتى تتفادى عناء السفر اليومي.
بكيت، بكينا معا، انتابنا شعور مخيف حينها، وكأنه الفراق الأخير، وبالفعل، كان الفراق الأخير، إذ بعدها بأشهر قليلة فارقتنا نعيمة إلى دار البقاء.
لم ينقطع الهاتف بيننا، وظلت صديقتي، كما عادتها دائما، تحكي لي أبسط الأشياء وأهمها في حياتها.
حين تغضب نعيمة تغضب في صمت، وكنت أُستفَز عوضا عنها حين تحكي لي معاناتها، فإذا بها هي من يهدئ من روعي، وتخفف عني.
صوتك يهتف في أذني صديقتي، وصورتك لن تفارق مخيلتي، وأشجان روحي قد تداعت لحظة هذا الفراق، وما عساني أفعل؟
رحمك الله أختي وحبيبتي... لنا لقاء غدا.
وداعا يا نعم النواعم
ناعمة شكور
مرت 3 أيام على فراقك يا عزيزتي، والعقل يرفض استيعاب هذا الرحيل، والقلب ينزف دما، من كثرة الحزن والأسى وألم الفراق، والعين لا تكف عن الدمع، واللسان يعجز عن الكلام، وأحاول أن أصدق فعلا، أني فقدتك، رغم كل عبارات المواساة، التي أواسى بها (أنت مؤمنة بالله اصبري، ادع لها بالرحمة، الموت علينا حق، كلنا ليها ووو......)
كل هذا أعرفه، ولكن حرقة الألم لرحيلك إلى دار البقاء، بعد العشرة الطويلة، التي عشناها معا بحلوها ومرها، ليست بالهينة علي، لأن ما يربطنا يفوق كل ما يخالج القلب من محبة حقيقية، وأخوة صادقة، وصداقة بكل ما للصداقة من معنى. فخلال عِشرة ال 21 سنة، لم يصدر منك يوما، أي فعل، أو كلام جارح نحوي، أقولها باللهجة المغربية «ما عمرك ما غيرتيني أنعيمة»، كنت بلسم جروحي، يا حلوة المعشر، ويا ماسحة دموعي دوما، ويا مخففة آلامي، وسامعة شكواي في غربتي، دون ملل.....
ذكراك ستظل دائما حاضرة معنا، فما عساني إلا أن أدعو لك بالرحمة والمغفرة، وأدعو الله أن يسكنك فسيح جنانه.
أنت عزيزة وأخذك من هو أعز علينا جميعا.
نعيمة النوري الصحافية الملتزمة بقضايا الفن والفكر والإبداع
مينة حوجيب
بعد عشرين سنة من العطاء والتفاني في عملها، انطفأت شمعة الصحافية نعيمة النوري، وودعت أحبتها، وزملاءها في مهنة المتاعب، متحلية بصبر نادر، دون أن تفارقها الابتسامة، التي كانت تستقبل وتودع بها زوارها، الذين توافدوا على غرفتها في إحدى مصحات الرباط، حيث كانت تصارع الألم والمرض حد الموت.
بسبب المرض، لم تتمكن نعيمة النوري من إنجاز تغطية فعاليات مهرجان موازين، المنظم في شهر ماي الماضي. كانت آخر مهمة كلفت بإنجازها، لكن الداء، الذي كان أخذ ينخر جسدها البض، ويلون بياض بشرتها، حال دون إنجازها تغطية المهرجان، بعد أن ظلت، منذ انطلاق أول دوراته، تؤثث صفحات "المغربية" بمقالات حوله وحوارات، وتغطيات لفعالياته.
في ماي من هذه السنة، توقفت نعيمة النوري عن الكتابة، للتفرغ لمصارعة مرض أصر على انتزاعها منا مبكرا، وقبل ذلك، في ماي من سنة 1963، رأت نعيمة نور الحياة، وأطلقت أول صرخاتها، حين اقتحم هواء الدنيا رئتيها، إنها صدفة الأقدار.
لم تكد نعيمة النوري تبلغ من العمر خمس عشرة سنة، حتى ودعت والدتها إلى دار البقاء، وها هي ابنتها إيمان، تودعها أمها الوداع الأخير، وهي بعد لم تتجاوز سنتها الخامس عشرة، إنها صدف الأقدار، مرة أخرى.
كانت نعيمة صبورة، كتومة، هادئة في طبعها، مسالمة متسامحة، تجنح لفعل الخير، لا تتردد في مؤازرة كل من كان بحاجة إلى دعمها، متفانية في عملها، إذ منذ أن تدخل قاعة التحرير، لا تغادر مكتبها إلا من أجل تسليم صفحاتها للقسم التقني، حتى وجبات الغداء، كانت تتناولها وعيناها مسمرتان على جهاز الحاسوب، وبين لقمة وأخرى، تضيف فاصلة، أو تصحح خطأ نحويا أو إملائيا، أو ترقن كلمة أو جملة، في سباق مع زمن صحفي، يحده موعد إغلاق الصفحات (البوكلاج).
قضت نعمية النوري جزءا من حياتها داخل مقطورات القطار، وحين ينهكها السفر اليومي بين مدينتي الرباط، حيث تقيم مع أسرتها الصغيرة، والدارالبيضاء، حيث مقر عملها، تلملم أحزانها وتردد "حسبي الله".
رغم معاناتها مع الألم، والإنهاك بسبب العلاج الكيماوي، كانت نعيمة، ذات العينين الخضراوين، والبشرة الناصعة البياض، تفكر في مرضى، كانت تقابلهم في المصحة، وفي محادثاتها مع زملائها وأفراد أسرتها، كانت تردد باستمرار "هناك من يعاني أكثر مني، وهناك حالات أعقد من حالتي، حمدا لله على هذا المصاب".
التحقت نعيمة بجريدة "المغربية" أياما قليلة بعد صدورها، سنة 1989، مشكلة واحدة من مؤسسي هذه التجربة الإعلامية. اشتغلت في بداية مسارها على قضايا مدينة الدارالبيضاء، قبل أن تنتقل إلى العمل في القسم الثقافي والفني، راسمة تجربتها في التعامل مع كل المشارب الفكرية، والاتجاهات الفنية، بمهنية عالية، وحنكة أكسبتها احترام الفنانين والمثقفين والفاعلين في الحقل الإعلامي.
لم تكن نعيمة تلك المرأة المدللة، بل كانت تتجلى فيها صورة امرأة مكافحة، تجسد كل قيم المساواة في علاقتها بزوجها، تتحمل معه أعباء الحياة، ومسؤوليات الأطفال، وحتى وهي ترقد في فراش الموت، ظلت تواصل مهامها بالسؤال عن ابنها إلياس، وابنتها إيمان، وتواكب أخبارهما، وتذكر زوجها، حسن، بمواعيد دراستهما وأكلهما واستحمامهما، وترعاهما بحنانها، الذي لم ينضب حتى أخذتها يد المنون.
ومنذ انتشار خبر وفاة نعيمة، تقاطرت على عنوان "المغربية" وعناوين زملائها، العشرات من التعازي، مرفوقة بعبارات المواساة، من فنانين ومثقفين وسينمائيين، ومبدعين وإعلاميين، كشفت مدى حب هؤلاء لزميلة فقدناها جميعا، وسنفتقدها دائما، لكن ذكراها ستظل حاضرة، بكل تقاسيم اللحظات التي قضتها بيننا.
إبداعاتها كانت احتفاء بالإنسانية والإنسان
محمد فنساوي
لم يكن وقع مغادرتها إلى دار البقاء سهلا على زملائها الصحافيين، وتحديدا أولئك الذين يتعاملون معها يوميا من خلال مقالاتها، التي كانت تدبجها باحترافية ومهنية، تماما كحواراتها الموضوعية، التي تبرز قلما لا يستسهل الأشياء، ولا يكتب كيفما اتفق. كتاباتها تنير دروب الإعلام، وإبداعاتها احتفاء بالإنسانية والإنسان.
فارقتنا في صمت، ولم ترغب في إزعاجنا، وهي التي عانت حرقة الألم، ووزعت ابتسامة الأمل قبل رحيلها، ولأنها من ألطف خلق الله، فالله أخذها إلى جواره في حكمته الربانية، ولا راد لقضاء الله.
عاشت عزيزة، كريمة، شامخة
عزيز القبا
أحيانا أجد نفسي دون منبع الكلمات والعبارات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحديث عن شخص له مكانة خاصة في قلبي، وأكون متخوفا من عدم إنصافه، وعدم اختيار الكلمات اللائقة في الوقت المناسب.
الحديث عن الراحلة نعيمة النوري يستوجب العودة أزيد من 20 سنة إلى الوراء، عندما قررنا، نحن حفنة من الأشخاص، العمل داخل مولود جديد، أطلق عليه اسم "الصحراء المغربية".
وحدتنا الغربة، جميعا، بمدينة الدارالبيضاء، فسهل الحوار بيننا، وأعترف أننا لم نجد إطلاقا، أدنى صعوبة في التواصل، وفي ظرف وجيز وجدنا أنفسنا وكأننا نتعارف منذ عشرات السنين.
كانت عطوفة وحنونة، وكلما جرى الكلام عن الدعم والمساندة، سارعت لتقديم حصتها دون أدنى تردد. وحتى عندما تغضب لسبب معقول، يصعب جدا أن تسمع منها صراخ الاحتجاج، لأنها تربت على الصبر والتحمل، فعاشت عزيزة، كريمة، شامخة.
أياما قليلة قبل رحيلها، ومن خلال حديث قصير معها، أحسست أنها ترفض الاستسلام للمرض، وأنها تصر على الصمود، لأنها لم تعتد يوما الانحناء.
رحم الله الزميلة، والصديقة، والأخت الحنون، التي اجتمع فيها ما تفرق في غيرها، وأسأل الله أن يسكنها فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، إنه سميع مجيب.
كانت تشتغل في صمت ومهنية
فاطمة الإفريقي
أشعر بحزن عميق لفقدان هده الصحافية الرائعة، التي كانت تشتغل في صمت ومهنية ونكران للذات. تعازي الحارة لأسرتها الصغيرة، وفريق عمل جريدة "المغربية". وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نعم الزميلة الصبورة البشوشة
بوشعيب النعامي
اغرورقت عيناي وأنا أقرأ خبر رحيل زميلة عزيزة، جمعتني معها أيام بل سنوات، داخل محراب "الصحراء المغربية" إذ كنا من المؤسسين، رفقة زملاء آخرين، لهم نفس القدر من المعزة والحب ..
نعيمة كانت فعلا نعم الزميلة الصبورة البشوشة، التي ستبقى صورتها موشومة في الذاكرة ... رحمك الله أيتها العزيزة وأسكنك فسيح الجنان، وألهم ذويك وأصدقائك الصبر والسلوان ..
جميلة الروح تفرض حبها واحترامها
سليمة وفاق
نعيمة النوري، ومن لا يعرفها، تعرفنا عليها عندما تزوجها ابن الجيران، ومنذ ذلك اليوم لم نر فيها إلا الخير، كانت إنسانة جميلة الروح، ورائعة، تفرض حبها واحترامها على من يعرفها، ومن لا يعرفها.
فعلا سنفتخر دائما بأمثالها، فإنها كانت عنوانا للإخاء، ومدرسة للتواصل.
اللهم انزل نورا من نورك على النوري، اللهم نور لها قبرها، ووسع مدخلها، اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة، اللهم أطعمها من الجنة، واسقها من الجنة، وأرها مكانها من الجنة، وقل لها ادخلي من أي باب تشائين.
اللهم اجعل ذريتها ذرية صالحة، تدعو لها بالخير إلى يوم الدين، وارزق زوجها الصبر والسلوان.
اللهم ابني لها بيتا في الجنة، واسقها من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، شربة هنية مرية، لا تظمأ بعدها أبدا، اللهم آمين.
صديقة ابنتك إيمان، رغم فارق السن.
نعيمة من طينة الأشخاص الذين نحبهم
محمد دومة
الموت حق والتذكير بخصال الميت واجب، ولو من باب تطبيق الحديث الشريف "اذكروا أمواتكم بخير"، لكن ما حصل مع رحيل نعيمة النوري، من تعاطف وتأثر نابعين من القلب، لا يحدث إلا مع أشخاص بعينهم، أشخاص نحبهم في الله، ونحترمهم لطيبوبتهم، وحسن خلقهم.
نعيمة النوري من طينة هؤلاء الناس، الذين يشعرونك بالثقة والأمان، ويجعلونك تتعامل معهم بكل تلقائية، دون التقيد بالمجاملات.
نعيمة كانت طيبة مع الجميع، وتصغي للجميع، ولم تكن لها حزازات مع أحد، لأنها كانت، ببساطة، "مْربية وبنت الناس". حتى في أصعب الحالات، التي مرت بها خلال المرض، ظلت نعيمة تحافظ على ابتسامتها في وجه زملائها، وتحدت كل معاناتها بالصبر والصلاة.
تمنيت لو أمهلك المرض قليلا حتى أتعلم منك
ليلى أنوزلا
"الله يا نعيمة"، فبعد أن فرحت كثيرا بعودتك إلى جنبي في مكتب الرباط، خطفك مني القدر، ففي الفترة التي قضيتها معي من قبل، في مكتب الرباط، كنت بمثابة الأخت بالنسبة إلي، لن أنسى أبدا الأفراح ولا النكسات التي عشناها في المكتب، لن أنس أبدا صمودك أمام كل المصاعب، سيظل حبي لك إلى الأبد أختي، وصديقتي نعيمة، وسأبقي كل الأشياء، التي عشناها معا، لي، لنفسي، كنت أتمنى أن يمهلك المرض قليلا، حتى أتعلم منك الكثير، ولكن اللهم لا اعتراض، رحمك الله وأسكنك فسيح جناتك
رحلت في صمت لكن ذكراك وصورتك ستظلان حاضرتين
سعيدة شريف
رحمك الله يا نعيمة، وأسكنك فسيح جناته. كنت نعم الصديقة والزميلة، لم تدم فترة اشتغالنا معا طويلا، لأنني التحقت بكم أخيرا، ولكنني أعرفك من قبل صحافية مجتهدة وزميلة نبيلة.
بفقدان العزيزة نعيمة النوري، تفقد أسرة تحرير "المغربية"، أحد أبرز الكفاءات الثقافية بها، وأحد أنبل الأشخاص وأطيبهم، خلقا ومعاملة. وبفقدانها، أيضا، نفقد صديقة محبة ودودة، تحب الخير للناس، قبل أن تحبه لنفسها.
رحلت في صمت، لكن ذكراك وصورتك ستظلان حاضرتين باستمرار في أذهاننا.
رحمك الله.
في صمت الموت وجلاله رحلت نعيمة
خالد المنوري
في صمت الموت وجلاله رحلت عن دنيانا إلى ذمة الله، الزميلة نعيمة النوري، بعد صراع مع المرض ضربت فيه، رحمها الله، مثالا للصبر، لا يستطيعه الكثير من الرجال، إذ لم تصرخ ولم تتأوه يوما، رغم شدة الآلام.
في هدوء عجيب، تسكن الآلام جميعها، وتومض الشمعة ومضتها الأخيرة، لتخلف من بعدها الظلام، وتعلن الحياة انحسارها عن ردهات الجسد المسجى، بعد رحلات من الآلام والآمال، وبعد سنوات من البذل والعطاء، عطاء الحب، الذي لا يبحث عن كلمة شكر أو امتنان.
رحلت في صمت عجيب، وودعت الحياة بهدوء أعجب، كأنها وجدت السلوى في الرحيل.
رحلت في صمت وهدوء، بعد أن عاشت مخلصة، كامل الإخلاص لواجباتها الدينية والدنيوية، رحلت وأودعت الحياة زهرتين يانعتين، لتلحق بوالدتها التي سبقتها بسنوات إلى دار البقاء، تاركة وراءها آلاما تعتصر قلب أبيها، ليبكيها في صمت، كما بكى أمها من قبل، كما تركت وراءها قلب زوج مكلوم، يبحث عنها في غرف البيت، وردهاته، فتطل عليه الذكرى مجللة بروحها العطرة الندية.
رحلت نعيمة إلى عالم رحب منير، تخلصت فيه من أوجاع البدن، ومن قمع الروح، لا عقاقير كيماوية، أو أجهزة تفترس الجسد وهي تعالج، ولا أصحاب يوجع رحيلهم عن دنيانا، أو يدمينا رحيلنا عنهم، لا ندم على انسحاب الشمس والقمر، وكل منجزات المد والتغيير، رحلت إلى عالم السلام المطلق.
لم يذهب منها إلا الجسد، الذي حملها عمرا، وأتعبها أعواما، لتبقى مثالا للمرأة، التي ظلت وفية للمبادئ، عفيفة اللسان، محبوبة من الجميع، ودودة للجميع، حتى نفسها الأخير.
رحمها الله رحمة واسعة وجعل الجنة خير جزاء لها، ورزق الله أهلها الصبر والسلوان.
الإدريسي حميد
"ظلت الفقيدة، على مدى أزيد من 20 عاما من العمل ب"المغربية"، رمزا للتعاون والتآزر والتسامح، كما ظلت سباقة إلى مد يد العون لمختلف الوجوه الجديدة، التي تحل ضيفة على الجريدة، فضلا عن تأطيرها لصحافيات وصحافيين مبتدئين آثروا الاستفادة من تجربتها كصحافية في القسم الثقافي والفني".
انتهى المقتطف من نص الخبر، وأقسم بالله العلي العظيم، أنها كانت فعلا كذلك، امرأة فاضلة، وصادقة، ومحترمة، وجدية، تكاد تكون حالة خاصة في المشهد الصحافي المغربي.
رحمها الله تعالى، وتكفيها شهادات الزملاء، الذين يجمعون على خصالها الحميدة.
اوشن طارق
لقد شرفت بالتعامل المباشر مع الفقيدة الفاضلة نعيمة، ولم أر منها إلا الخير. كانت طيبة ودمثة الأخلاق. وحتى بعد انقطاع تعاملي مع جريدة المغربية، ذات زمان، بقي التواصل معها مستمرا ولو بشكل متقطع. كانت نعم المرأة البشوشة والطيبة. رحمها الله تعالى وجزاها عنا كل خير. الرجاء الدعوة لها بالرحمة والغفران.
كرست تقليد متابعة الأحداث الثقافية والفنية
محمد الاشراقي
ترك فقدان الإعلامية العزيزة على الجميع، إعلاميين ومثقفين وفنانين، بالغ الأثر في النفوس ..نعيمة النوري، شملها الله بواسع رحمته، كانت من العلامات المضيئة في مشهدنا الصحافي، إذ أسست، رفقة زملاء آخرين، لصرح الصحافة الفنية، التي كانت من أشد الأقلام حرصا على تكريس تقليد متابعة الأحداث الثقافية والفنية، بشكل مهني لائق، يعيد الاعتبار للمشتغلين بمجالات الإبداع.. رحمها الله، كانت تؤازر كل فنان طاله التهميش أو الإهمال، أو داهمه المرض، فتكون سباقة للمطالبة بالاهتمام به....مارست مهنتها بنبل نادر، وأخلاق عالية، وصبر واستماتة وصمود...لذلك كانت محط تقدير الجميع، دون استثناء.
كانت الإعلامية، الراحلة نعيمة النوري، محط تقدير واحترام الجميع، نظرا لنبلها وطيبوبتها. فرحمة الله عليها..وإنا لله وإنا إليه راجعون....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.