مستقبل الصناعات الثقافية والإبداعية يشغل القطاعين العام والخاص بالمغرب    بعد استهدافها بصواريخ باليستية من إيران.. إسرائيل تهدد برد قوي وحازم    بعشرة لاعبين.. اتحاد طنجة يتعادل مع بركان ويتربع على صدارة البطولة الوطنية    اقليم اسفي : انقلاب حافلة للنقل المدرسي واصابة 23 تلميذا    الحبس النافذ لطبيب بتهمة الإساءة للقرآن والدين الإسلامي على وسائل التواصل الاجتماعي    تنفيذا للتعليمات الملكية السامية.. منح مساعدات مالية مهمة للسكان الذين هدمت مساكنهم جراء فيضانات الجنوب الشرقي‏    نقابة مغربية تتضامن مع عمال فلسطين    نتائج اليوم الثاني من جائزة "التبوريدة"    تعنت نظام الكبرانات.. احتجاز فريق مغربي بمطار جزائري ليلة كاملة ومنعهم دخول البلاد    نائلة التازي: الصناعات الثقافية و الإبداعية رهان لخلق فرص الشغل    ملكة هولندا "ماكسيما" تفتتح معرضاً حول "الموضة المغربية" في أوتريخت    مغربي يقود مركزاً بريطانياً للعلاج الجيني    السياحة المغربية: رافعة أساسية للتشغيل، لكن هناك حاجة ملحة لتعبئة أكبر لجميع المناطق    انخفاض جديد في أسعار الغازوال والبنزين بمحطات الوقود    الرئيس الإيراني يتعهد ب"رد أقسى" في حال ردت إسرائيل على الهجوم الصاروخي    في العروق: عودة ليزلي إلى الساحة الموسيقية بعد 11 عامًا من الانقطاع    طقس الخميس .. امطار بالشمال الغربي ورياح قوية بالواجهة المتوسطية    مواجهة أفريقيا الوسطى.. منتخب الأسود يقيم في مدينة السعيدية        عبد اللطيف حموشي يستقبل المستشار العسكري البريطاني لمناقشة تعزيز التعاون الأمني    بلينكن يجدد دعم بلاده لمقترح الحكم الذاتي في الصحراء        دريانكور: الجزائر تنسى اتفاق الحدود مع المغرب .. والنظام يعاني من العزلة    أساتذة الطب والصيدلة يتضامنون مع الطلبة ويطالبون ب"نزع فتيل الأزمة"    الودائع لدى البنوك تتجاوز 1.200 مليار درهم    "حزب الله" يعلن تدمير 3 دبابات إسرائيلية    الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل ثمانية من جنوده في معارك مع حزب الله بجنوب لبنان    القاهرة.. الجواهري يستعرض التجربة المغربية في مجال دور المصارف المركزية في التعامل مع قضايا التغير المناخي    إحباط عملية للتهريب الدولي لشحنة من الكوكايين بمعبر الكركرات    الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024: انتهاء مرحلة تجميع المعطيات من لدن الأسر    اعتداء جنسي على قاصر أجنبية بأكادير    فيلم…"الجميع يحب تودا" لنبيل عيوش يتوج بجائزتين    الدنمارك: انفجار قنبلتين قرب سفارة إسرائيل    بسبب "عدم إدانته" لهجوم إيران.. إسرائيل تعلن غوتيريش "شخصا غير مرغوب فيه"    الصويرة بعيون جريدة إسبانية    لقجع: "سننظم كأس العالم لكرة القدم داخل القاعة 2028 وسنفوز بها على أراضينا"    نزاع يؤدي إلى طعن النائب البرلماني عزيز اللبار ومدير الفندق    إيران تقصف إسرائيل وتهدد باستهداف "كل البنى التحتية" لها    لهذا السبب تراجعت أسعار الدواجن !    ابتداء من 149 درهما .. رحلات جوية صوب وجهات اوروبية انطلاقا من طنجة    الولايات المتحدة تعيد التأكيد على دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء كحل جاد وموثوق وواقعي    وفاة شاب في الأربعينات متأثراً بجروح خطيرة في طنجة    الولايات المتحدة تثمن الدور الحيوي الذي يضطلع به جلالة الملك في تعزيز السلام والأمن في الشرق الأوسط    الرياضة .. ركيزة أساسية لعلاج الاكتئاب        الاعلان عن موسم أصيلة الثقافي الدولي 45 بمشاركة 300 من رجال السياسة والفكر والادب والاعلام والفن    أبطال أوروبا.. أرسنال يحسم القمة أمام سان جرمان وإنتصارات عريضة للفرق الكبيرة    احتفاء بذكرى المسيرة الخضراء.. الداخلة تستعد لاحتضان حدث رياضي دولي في المواي طاي    السيد: مستشرقون دافعوا عن "الجهاد العثماني" لصالح الإمبراطورية الألمانية    الزاوية الكركرية تواصل مبادراتها الإنسانية تجاه سكان غزة    رجل يشتري غيتاراً من توقيع تايلور سويفت في مزاد… ثم يحطّمه    دراسة: التلوث الضوئي الليلي يزيد من مخاطر الإصابة بالزهايمر    جدري القردة يجتاح 15 دولة إفريقية.. 6603 إصابات و32 وفاة    تناول الكافيين باعتدال يحد من خطر الأمراض القلبية الاستقلابية المتعددة    القاضية مليكة العمري.. هل أخطأت عنوان العدالة..؟    "خزائن الأرض"    موسوعة تفكيك خطاب التطرف.. الإيسيسكو والرابطة المحمدية للعلماء تطلقان الجزئين الثاني والثالث    اَلْمُحَايِدُونَ..!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كلمات لزملاء وأصدقاء نعيمة النوري فقيدة جريدة المغربية
استحضروا مناقبها وبكوا فراقها
نشر في الصحراء المغربية يوم 04 - 12 - 2009

كلمات نابعة من العمق ومن الكيان، وشهادات لم نطلب من أصحابها التصريح بها، كما نفعل دائما ونحن بصدد كتابة موضوع أو مقال ما. بل تهاطلت على الجريدة، كل واحد يحاول التخفيف عن نفسه، قبل أن يواسينا أو يخفف عنا المصاب الجلل، الذي نزل علينا كالصاعقة.الكل تسارع لتعداد مناقب الفقيدة، نعيمة النوري. خصالها وأخلاقها، مهنيتها وتفانيها في العمل، عفويتها وطيبوبتها...
ما زال طيف نعيمة النوري يحوم بيننا، حتى اليوم، ما زلنا نتحدث عنها وكأنها ستطل علينا بين الفينة والأخرى. ولكم نتذكرك في كل مناسبة وحين، لعلنا نستأنس بك غائبة عنا بكيانك، حاضرة بروحك الطاهرة.
إنها ذكراك الأربعينية التي نريد توديعك من خلالها مرة أخرى، وداعا يليق بك كإنسانة وصديقة عمرت حياتنا أزيد من 20 سنة.
هذه الصفحة هي تكريم لروح الفقيدة، وتأريخ للحظة لم تكن لتترك فينا غير الأسى والحزن.
رحل الكلام مع رحيلك يا صديقتي
نعيمة لمسفر
كيف يمكنني اختزال علاقة 20 سنة في كلمتين أو جملتين؟ 20 سنة مضت.
رحل الكلام مع رحيلك يا صديقتي، لكنني سأكابر، وأغالب الدمع، والغصة في الحلق، وأقول كنت أجمل امرأة عرفتها. كنت أراك هكذا دائما، جميلة الخلق والأخلاق والمشاعر، جميلة الغضب والفرح، قنوعة، ومتسامحة إلى أقصى حد.
كنا صديقتين وكنا نجلس إلى جوار بعضنا البعض.. يوم أبلغونا في قاعة التحرير أن على الصحافيين أن يتوزعوا حسب الأقسام التابعين لها، كان علي أن أجلس إلى جوار زملائي في قسم مجتمع، على أنك ستستقري أنت مع زملائنا في القسم الثقافي، قلقنا معا، لكن بروح مرحة، بدأنا نبحث معا عن حيلة لنبقى جنبا إلى جنب، وهكذا كان.
أنهك نعيمة المرض، فقررت الانتقال إلى مكتب الرباط، حيث تقطن، حتى تتفادى عناء السفر اليومي.
بكيت، بكينا معا، انتابنا شعور مخيف حينها، وكأنه الفراق الأخير، وبالفعل، كان الفراق الأخير، إذ بعدها بأشهر قليلة فارقتنا نعيمة إلى دار البقاء.
لم ينقطع الهاتف بيننا، وظلت صديقتي، كما عادتها دائما، تحكي لي أبسط الأشياء وأهمها في حياتها.
حين تغضب نعيمة تغضب في صمت، وكنت أُستفَز عوضا عنها حين تحكي لي معاناتها، فإذا بها هي من يهدئ من روعي، وتخفف عني.
صوتك يهتف في أذني صديقتي، وصورتك لن تفارق مخيلتي، وأشجان روحي قد تداعت لحظة هذا الفراق، وما عساني أفعل؟
رحمك الله أختي وحبيبتي... لنا لقاء غدا.
وداعا يا نعم النواعم
ناعمة شكور
مرت 3 أيام على فراقك يا عزيزتي، والعقل يرفض استيعاب هذا الرحيل، والقلب ينزف دما، من كثرة الحزن والأسى وألم الفراق، والعين لا تكف عن الدمع، واللسان يعجز عن الكلام، وأحاول أن أصدق فعلا، أني فقدتك، رغم كل عبارات المواساة، التي أواسى بها (أنت مؤمنة بالله اصبري، ادع لها بالرحمة، الموت علينا حق، كلنا ليها ووو......)
كل هذا أعرفه، ولكن حرقة الألم لرحيلك إلى دار البقاء، بعد العشرة الطويلة، التي عشناها معا بحلوها ومرها، ليست بالهينة علي، لأن ما يربطنا يفوق كل ما يخالج القلب من محبة حقيقية، وأخوة صادقة، وصداقة بكل ما للصداقة من معنى. فخلال عِشرة ال 21 سنة، لم يصدر منك يوما، أي فعل، أو كلام جارح نحوي، أقولها باللهجة المغربية «ما عمرك ما غيرتيني أنعيمة»، كنت بلسم جروحي، يا حلوة المعشر، ويا ماسحة دموعي دوما، ويا مخففة آلامي، وسامعة شكواي في غربتي، دون ملل.....
ذكراك ستظل دائما حاضرة معنا، فما عساني إلا أن أدعو لك بالرحمة والمغفرة، وأدعو الله أن يسكنك فسيح جنانه.
أنت عزيزة وأخذك من هو أعز علينا جميعا.
نعيمة النوري الصحافية الملتزمة بقضايا الفن والفكر والإبداع
مينة حوجيب
بعد عشرين سنة من العطاء والتفاني في عملها، انطفأت شمعة الصحافية نعيمة النوري، وودعت أحبتها، وزملاءها في مهنة المتاعب، متحلية بصبر نادر، دون أن تفارقها الابتسامة، التي كانت تستقبل وتودع بها زوارها، الذين توافدوا على غرفتها في إحدى مصحات الرباط، حيث كانت تصارع الألم والمرض حد الموت.
بسبب المرض، لم تتمكن نعيمة النوري من إنجاز تغطية فعاليات مهرجان موازين، المنظم في شهر ماي الماضي. كانت آخر مهمة كلفت بإنجازها، لكن الداء، الذي كان أخذ ينخر جسدها البض، ويلون بياض بشرتها، حال دون إنجازها تغطية المهرجان، بعد أن ظلت، منذ انطلاق أول دوراته، تؤثث صفحات "المغربية" بمقالات حوله وحوارات، وتغطيات لفعالياته.
في ماي من هذه السنة، توقفت نعيمة النوري عن الكتابة، للتفرغ لمصارعة مرض أصر على انتزاعها منا مبكرا، وقبل ذلك، في ماي من سنة 1963، رأت نعيمة نور الحياة، وأطلقت أول صرخاتها، حين اقتحم هواء الدنيا رئتيها، إنها صدفة الأقدار.
لم تكد نعيمة النوري تبلغ من العمر خمس عشرة سنة، حتى ودعت والدتها إلى دار البقاء، وها هي ابنتها إيمان، تودعها أمها الوداع الأخير، وهي بعد لم تتجاوز سنتها الخامس عشرة، إنها صدف الأقدار، مرة أخرى.
كانت نعيمة صبورة، كتومة، هادئة في طبعها، مسالمة متسامحة، تجنح لفعل الخير، لا تتردد في مؤازرة كل من كان بحاجة إلى دعمها، متفانية في عملها، إذ منذ أن تدخل قاعة التحرير، لا تغادر مكتبها إلا من أجل تسليم صفحاتها للقسم التقني، حتى وجبات الغداء، كانت تتناولها وعيناها مسمرتان على جهاز الحاسوب، وبين لقمة وأخرى، تضيف فاصلة، أو تصحح خطأ نحويا أو إملائيا، أو ترقن كلمة أو جملة، في سباق مع زمن صحفي، يحده موعد إغلاق الصفحات (البوكلاج).
قضت نعمية النوري جزءا من حياتها داخل مقطورات القطار، وحين ينهكها السفر اليومي بين مدينتي الرباط، حيث تقيم مع أسرتها الصغيرة، والدارالبيضاء، حيث مقر عملها، تلملم أحزانها وتردد "حسبي الله".
رغم معاناتها مع الألم، والإنهاك بسبب العلاج الكيماوي، كانت نعيمة، ذات العينين الخضراوين، والبشرة الناصعة البياض، تفكر في مرضى، كانت تقابلهم في المصحة، وفي محادثاتها مع زملائها وأفراد أسرتها، كانت تردد باستمرار "هناك من يعاني أكثر مني، وهناك حالات أعقد من حالتي، حمدا لله على هذا المصاب".
التحقت نعيمة بجريدة "المغربية" أياما قليلة بعد صدورها، سنة 1989، مشكلة واحدة من مؤسسي هذه التجربة الإعلامية. اشتغلت في بداية مسارها على قضايا مدينة الدارالبيضاء، قبل أن تنتقل إلى العمل في القسم الثقافي والفني، راسمة تجربتها في التعامل مع كل المشارب الفكرية، والاتجاهات الفنية، بمهنية عالية، وحنكة أكسبتها احترام الفنانين والمثقفين والفاعلين في الحقل الإعلامي.
لم تكن نعيمة تلك المرأة المدللة، بل كانت تتجلى فيها صورة امرأة مكافحة، تجسد كل قيم المساواة في علاقتها بزوجها، تتحمل معه أعباء الحياة، ومسؤوليات الأطفال، وحتى وهي ترقد في فراش الموت، ظلت تواصل مهامها بالسؤال عن ابنها إلياس، وابنتها إيمان، وتواكب أخبارهما، وتذكر زوجها، حسن، بمواعيد دراستهما وأكلهما واستحمامهما، وترعاهما بحنانها، الذي لم ينضب حتى أخذتها يد المنون.
ومنذ انتشار خبر وفاة نعيمة، تقاطرت على عنوان "المغربية" وعناوين زملائها، العشرات من التعازي، مرفوقة بعبارات المواساة، من فنانين ومثقفين وسينمائيين، ومبدعين وإعلاميين، كشفت مدى حب هؤلاء لزميلة فقدناها جميعا، وسنفتقدها دائما، لكن ذكراها ستظل حاضرة، بكل تقاسيم اللحظات التي قضتها بيننا.
إبداعاتها كانت احتفاء بالإنسانية والإنسان
محمد فنساوي
لم يكن وقع مغادرتها إلى دار البقاء سهلا على زملائها الصحافيين، وتحديدا أولئك الذين يتعاملون معها يوميا من خلال مقالاتها، التي كانت تدبجها باحترافية ومهنية، تماما كحواراتها الموضوعية، التي تبرز قلما لا يستسهل الأشياء، ولا يكتب كيفما اتفق. كتاباتها تنير دروب الإعلام، وإبداعاتها احتفاء بالإنسانية والإنسان.
فارقتنا في صمت، ولم ترغب في إزعاجنا، وهي التي عانت حرقة الألم، ووزعت ابتسامة الأمل قبل رحيلها، ولأنها من ألطف خلق الله، فالله أخذها إلى جواره في حكمته الربانية، ولا راد لقضاء الله.
عاشت عزيزة، كريمة، شامخة
عزيز القبا
أحيانا أجد نفسي دون منبع الكلمات والعبارات، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالحديث عن شخص له مكانة خاصة في قلبي، وأكون متخوفا من عدم إنصافه، وعدم اختيار الكلمات اللائقة في الوقت المناسب.
الحديث عن الراحلة نعيمة النوري يستوجب العودة أزيد من 20 سنة إلى الوراء، عندما قررنا، نحن حفنة من الأشخاص، العمل داخل مولود جديد، أطلق عليه اسم "الصحراء المغربية".
وحدتنا الغربة، جميعا، بمدينة الدارالبيضاء، فسهل الحوار بيننا، وأعترف أننا لم نجد إطلاقا، أدنى صعوبة في التواصل، وفي ظرف وجيز وجدنا أنفسنا وكأننا نتعارف منذ عشرات السنين.
كانت عطوفة وحنونة، وكلما جرى الكلام عن الدعم والمساندة، سارعت لتقديم حصتها دون أدنى تردد. وحتى عندما تغضب لسبب معقول، يصعب جدا أن تسمع منها صراخ الاحتجاج، لأنها تربت على الصبر والتحمل، فعاشت عزيزة، كريمة، شامخة.
أياما قليلة قبل رحيلها، ومن خلال حديث قصير معها، أحسست أنها ترفض الاستسلام للمرض، وأنها تصر على الصمود، لأنها لم تعتد يوما الانحناء.
رحم الله الزميلة، والصديقة، والأخت الحنون، التي اجتمع فيها ما تفرق في غيرها، وأسأل الله أن يسكنها فسيح جنانه مع الصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا، إنه سميع مجيب.
كانت تشتغل في صمت ومهنية
فاطمة الإفريقي
أشعر بحزن عميق لفقدان هده الصحافية الرائعة، التي كانت تشتغل في صمت ومهنية ونكران للذات. تعازي الحارة لأسرتها الصغيرة، وفريق عمل جريدة "المغربية". وإنا لله وإنا إليه راجعون.
نعم الزميلة الصبورة البشوشة
بوشعيب النعامي
اغرورقت عيناي وأنا أقرأ خبر رحيل زميلة عزيزة، جمعتني معها أيام بل سنوات، داخل محراب "الصحراء المغربية" إذ كنا من المؤسسين، رفقة زملاء آخرين، لهم نفس القدر من المعزة والحب ..
نعيمة كانت فعلا نعم الزميلة الصبورة البشوشة، التي ستبقى صورتها موشومة في الذاكرة ... رحمك الله أيتها العزيزة وأسكنك فسيح الجنان، وألهم ذويك وأصدقائك الصبر والسلوان ..
جميلة الروح تفرض حبها واحترامها
سليمة وفاق
نعيمة النوري، ومن لا يعرفها، تعرفنا عليها عندما تزوجها ابن الجيران، ومنذ ذلك اليوم لم نر فيها إلا الخير، كانت إنسانة جميلة الروح، ورائعة، تفرض حبها واحترامها على من يعرفها، ومن لا يعرفها.
فعلا سنفتخر دائما بأمثالها، فإنها كانت عنوانا للإخاء، ومدرسة للتواصل.
اللهم انزل نورا من نورك على النوري، اللهم نور لها قبرها، ووسع مدخلها، اللهم اجعل قبرها روضة من رياض الجنة، اللهم أطعمها من الجنة، واسقها من الجنة، وأرها مكانها من الجنة، وقل لها ادخلي من أي باب تشائين.
اللهم اجعل ذريتها ذرية صالحة، تدعو لها بالخير إلى يوم الدين، وارزق زوجها الصبر والسلوان.
اللهم ابني لها بيتا في الجنة، واسقها من حوض نبيك محمد صلى الله عليه وسلم، شربة هنية مرية، لا تظمأ بعدها أبدا، اللهم آمين.
صديقة ابنتك إيمان، رغم فارق السن.
نعيمة من طينة الأشخاص الذين نحبهم
محمد دومة
الموت حق والتذكير بخصال الميت واجب، ولو من باب تطبيق الحديث الشريف "اذكروا أمواتكم بخير"، لكن ما حصل مع رحيل نعيمة النوري، من تعاطف وتأثر نابعين من القلب، لا يحدث إلا مع أشخاص بعينهم، أشخاص نحبهم في الله، ونحترمهم لطيبوبتهم، وحسن خلقهم.
نعيمة النوري من طينة هؤلاء الناس، الذين يشعرونك بالثقة والأمان، ويجعلونك تتعامل معهم بكل تلقائية، دون التقيد بالمجاملات.
نعيمة كانت طيبة مع الجميع، وتصغي للجميع، ولم تكن لها حزازات مع أحد، لأنها كانت، ببساطة، "مْربية وبنت الناس". حتى في أصعب الحالات، التي مرت بها خلال المرض، ظلت نعيمة تحافظ على ابتسامتها في وجه زملائها، وتحدت كل معاناتها بالصبر والصلاة.
تمنيت لو أمهلك المرض قليلا حتى أتعلم منك
ليلى أنوزلا
"الله يا نعيمة"، فبعد أن فرحت كثيرا بعودتك إلى جنبي في مكتب الرباط، خطفك مني القدر، ففي الفترة التي قضيتها معي من قبل، في مكتب الرباط، كنت بمثابة الأخت بالنسبة إلي، لن أنسى أبدا الأفراح ولا النكسات التي عشناها في المكتب، لن أنس أبدا صمودك أمام كل المصاعب، سيظل حبي لك إلى الأبد أختي، وصديقتي نعيمة، وسأبقي كل الأشياء، التي عشناها معا، لي، لنفسي، كنت أتمنى أن يمهلك المرض قليلا، حتى أتعلم منك الكثير، ولكن اللهم لا اعتراض، رحمك الله وأسكنك فسيح جناتك
رحلت في صمت لكن ذكراك وصورتك ستظلان حاضرتين
سعيدة شريف
رحمك الله يا نعيمة، وأسكنك فسيح جناته. كنت نعم الصديقة والزميلة، لم تدم فترة اشتغالنا معا طويلا، لأنني التحقت بكم أخيرا، ولكنني أعرفك من قبل صحافية مجتهدة وزميلة نبيلة.
بفقدان العزيزة نعيمة النوري، تفقد أسرة تحرير "المغربية"، أحد أبرز الكفاءات الثقافية بها، وأحد أنبل الأشخاص وأطيبهم، خلقا ومعاملة. وبفقدانها، أيضا، نفقد صديقة محبة ودودة، تحب الخير للناس، قبل أن تحبه لنفسها.
رحلت في صمت، لكن ذكراك وصورتك ستظلان حاضرتين باستمرار في أذهاننا.
رحمك الله.
في صمت الموت وجلاله رحلت نعيمة
خالد المنوري
في صمت الموت وجلاله رحلت عن دنيانا إلى ذمة الله، الزميلة نعيمة النوري، بعد صراع مع المرض ضربت فيه، رحمها الله، مثالا للصبر، لا يستطيعه الكثير من الرجال، إذ لم تصرخ ولم تتأوه يوما، رغم شدة الآلام.
في هدوء عجيب، تسكن الآلام جميعها، وتومض الشمعة ومضتها الأخيرة، لتخلف من بعدها الظلام، وتعلن الحياة انحسارها عن ردهات الجسد المسجى، بعد رحلات من الآلام والآمال، وبعد سنوات من البذل والعطاء، عطاء الحب، الذي لا يبحث عن كلمة شكر أو امتنان.
رحلت في صمت عجيب، وودعت الحياة بهدوء أعجب، كأنها وجدت السلوى في الرحيل.
رحلت في صمت وهدوء، بعد أن عاشت مخلصة، كامل الإخلاص لواجباتها الدينية والدنيوية، رحلت وأودعت الحياة زهرتين يانعتين، لتلحق بوالدتها التي سبقتها بسنوات إلى دار البقاء، تاركة وراءها آلاما تعتصر قلب أبيها، ليبكيها في صمت، كما بكى أمها من قبل، كما تركت وراءها قلب زوج مكلوم، يبحث عنها في غرف البيت، وردهاته، فتطل عليه الذكرى مجللة بروحها العطرة الندية.
رحلت نعيمة إلى عالم رحب منير، تخلصت فيه من أوجاع البدن، ومن قمع الروح، لا عقاقير كيماوية، أو أجهزة تفترس الجسد وهي تعالج، ولا أصحاب يوجع رحيلهم عن دنيانا، أو يدمينا رحيلنا عنهم، لا ندم على انسحاب الشمس والقمر، وكل منجزات المد والتغيير، رحلت إلى عالم السلام المطلق.
لم يذهب منها إلا الجسد، الذي حملها عمرا، وأتعبها أعواما، لتبقى مثالا للمرأة، التي ظلت وفية للمبادئ، عفيفة اللسان، محبوبة من الجميع، ودودة للجميع، حتى نفسها الأخير.
رحمها الله رحمة واسعة وجعل الجنة خير جزاء لها، ورزق الله أهلها الصبر والسلوان.
الإدريسي حميد
"ظلت الفقيدة، على مدى أزيد من 20 عاما من العمل ب"المغربية"، رمزا للتعاون والتآزر والتسامح، كما ظلت سباقة إلى مد يد العون لمختلف الوجوه الجديدة، التي تحل ضيفة على الجريدة، فضلا عن تأطيرها لصحافيات وصحافيين مبتدئين آثروا الاستفادة من تجربتها كصحافية في القسم الثقافي والفني".
انتهى المقتطف من نص الخبر، وأقسم بالله العلي العظيم، أنها كانت فعلا كذلك، امرأة فاضلة، وصادقة، ومحترمة، وجدية، تكاد تكون حالة خاصة في المشهد الصحافي المغربي.
رحمها الله تعالى، وتكفيها شهادات الزملاء، الذين يجمعون على خصالها الحميدة.
اوشن طارق
لقد شرفت بالتعامل المباشر مع الفقيدة الفاضلة نعيمة، ولم أر منها إلا الخير. كانت طيبة ودمثة الأخلاق. وحتى بعد انقطاع تعاملي مع جريدة المغربية، ذات زمان، بقي التواصل معها مستمرا ولو بشكل متقطع. كانت نعم المرأة البشوشة والطيبة. رحمها الله تعالى وجزاها عنا كل خير. الرجاء الدعوة لها بالرحمة والغفران.
كرست تقليد متابعة الأحداث الثقافية والفنية
محمد الاشراقي
ترك فقدان الإعلامية العزيزة على الجميع، إعلاميين ومثقفين وفنانين، بالغ الأثر في النفوس ..نعيمة النوري، شملها الله بواسع رحمته، كانت من العلامات المضيئة في مشهدنا الصحافي، إذ أسست، رفقة زملاء آخرين، لصرح الصحافة الفنية، التي كانت من أشد الأقلام حرصا على تكريس تقليد متابعة الأحداث الثقافية والفنية، بشكل مهني لائق، يعيد الاعتبار للمشتغلين بمجالات الإبداع.. رحمها الله، كانت تؤازر كل فنان طاله التهميش أو الإهمال، أو داهمه المرض، فتكون سباقة للمطالبة بالاهتمام به....مارست مهنتها بنبل نادر، وأخلاق عالية، وصبر واستماتة وصمود...لذلك كانت محط تقدير الجميع، دون استثناء.
كانت الإعلامية، الراحلة نعيمة النوري، محط تقدير واحترام الجميع، نظرا لنبلها وطيبوبتها. فرحمة الله عليها..وإنا لله وإنا إليه راجعون....


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.