خلدت جمعية الأعمال الاجتماعية لمجموعة ماروك سوار، الذكرى الأربعينية لوفاة الزميلة الصحافية نعيمة النوري، في حفل تأبيني أقيم، مساء الجمعة الماضي، بمقر هيئة المحامين "دار المحامي"، في الدارالبيضاء. تصوير: الساوري وحضر الحفل المدير العام لمجموعة ماروك سوار، محمد الجواهري، ورئيس تحرير "المغربية"، أحمد نشاطي، ورؤساء وممثلو النقابات الفنية المهنية، وزوج الراحلة وطفلاها إلياس وإيمان، وعدد من أفراد أسرة الفقيدة وزملائها بالجريدة، ومجموعة من الإعلاميين بمختلف المنابر الإعلامية. وتحدثت، في هذا الحفل، الذي نشطه الزميل سعيد بونوار، مجموعة من الفعاليات، سواء الثقافية أو الفنية أو الإعلامية، التي سبق أن تعاملت معها الراحلة، في إطار عملها الصحفي، عن مهنيتها وشجاعتها في طرح القضايا الفنية، التي كانت تشغل الساحة، وهموم ومشاكل القطاع الفني والثقافي، مشيدة بحرفيتها وموضوعيتها في تناول هذه القضايا، ومساهمتها بآرائها في إغناء الحقل الثقافي. وألقيت بالمناسبة كلمة باسم أفراد عائلة الفقيدة، الذين عبروا عن تأثرهم البالغ وحزنهم لفقدان الأم والأخت والصديقة نعيمة النوري، مثمنين هذه المبادرة التي أقامتها جمعية الأعمال الاجتماعية، وأبرزت مدى تضامن أسرة مجموعة ماروك سوار من إداريين وصحافيين وموظفين، إلى جانب جميع الفعاليات الثقافية والفنية، معهم في مصابهم الجلل بفقدان العزيزة الغالية نعيمة. أحمد نشاطي، رئيس تحرير "المغربية"، قال إن وقع خبر وفاة نعيمة النوري، كان صدمة بالنسبة لهيئة التحرير، التي أحست كأن نعيمة انتزعت منهم في غفلة عنهم، مضيفا أن وفاة الراحلة شكلت خسارة كبيرة لأسرة التحرير، على رأسها القسم الثقافي والفني، الذي كانت تسهر على الإشراف عليه بكل تفان ونكران للذات، وأكد أن هيئة التحرير اتخذت قرارا بالإجماع بإطلاق اسمها على قاعة الاجتماعات، في دلالة رمزية على أن نعيمة النوري ستبقى دائما حاضرة معنا. واعتبرت جمعية الأعمال الاجتماعية لمجموعة ماروك سوار، في كلمة ألقتها مينة حوجيب، نائبة رئيس الجمعية، هذا الحفل استحضارا لروح الفقيدة نعيمة النوري، التي ساهمت في تأسيس أحد منابر مجموعة ماروك سوار "الصحراء المغربية"، سنة 1989 ،مؤكدة أن كتابات الراحلة المتزنة، والملتزمة بقضايا الفكر والثقافة والفن والإبداع، ستخلد ذكراها بين أسرتها الصحفية الصغيرة في المغربية، وفي الحقل الإعلامي المغربي بشكل عام. وذكرت حوجيب أن الراحلة كانت مثالا للصبر والتفاني في العمل والإخلاص لواجباتها الدينية والأسرية والمهنية، كما كانت شغوفة بعملها، وحريصة على إيلاء كل العناية لابنها إلياس وابنتها إيمان، دون أن تغفل مد يد العون، والتآزر والتضامن، كلما استدعى الأمر ذلك. وتضيف حوجيب "كانت الراحلة ذات خيال خصب، وقلم مرهف، متمكنة من اللغة العربية، تلجأ في كتاباتها إلى تعابير بتقنيات السجع والطباق، والاستعارة بشقيها المكنية والتصريحية". وألقى كلمة بالمناسبة، أيضا، كل من أحمد الصعري، رئيس الفرع الجهوي للنقابة المغربية لمحترفي المسرح بالدارالبيضاء، ومصطفى بغداد، الأمين العام للنقابة الحرة للموسيقيين المغاربة، وعبد الحي الملاخ، رئيس نقابة التشكيليين المحترفين، وعفيف بناني، رئيس نقابة الفنانين التشكيليين، إضافة إلى الفنانة المغربية، نعيمة إلياس، والكاتب المسرحي، المسكيني الصغير، والكاتب المسرحي، سعد الله عبد المجيد، ومحمد الباتولي، رئيس تحرير سابق بجريدة "الصحراء المغربية"، الذي اشتغلت الراحلة نعيمة النوري، إلى جانبه، خلال السنوات الأولى لتأسيس الجريدة، وممثل نقابة هيئة المحامين بالدارالبيضاء. وكان الحفل مناسبة تقدم فيها جميع الحاضرين بأحر التعازي إلى عائلة الفقيدة، إذ تليت في بداية الحفل التأبيني آيات من الذكر الحكيم، أعقبها عدد من الحاضرين، من فنانين وممثلي نقابات الفنانين والمهنيين والإعلاميين، في كلمات مقتضبة، عددوا فيها مزايا ومناقب وأخلاق الراحلة. واستحضروا خلاله روحها ومسيرتها المهنية، لأزيد من عقدين، حين التحقت نعيمة بجريدة "الصحراء المغربية" أياما قليلة بعد صدورها، سنة 1989، مشكلة واحدة من مؤسسي هذه التجربة الإعلامية، كما احتفلوا بإسهاماتها الكثيرة كصحافية مغربية، في إغناء التجربة الإعلامية المغربية، والرقي بمهنة المتاعب. كانت الراحلة نعيمة النوري، اشتغلت في بداية مسارها على قضايا مدينة الدارالبيضاء، قبل أن تنتقل إلى العمل في القسم الثقافي والفني، راسمة تجربتها، التي أغنتها بالتعامل مع كل المشارب الفكرية، والاتجاهات الفنية، بمهنية عالية، وحنكة أكسبتها احترام الفنانين والمثقفين والفاعلين في الحقل الإعلامي.