خلال اللقاء الإعلامي الذي سبق للمكتب المسير لحسنية أكادير أن عقده بصدد قضية اللاعب جيرار بيغوا تم التأكيد، وبإلحاح، على أن المهاجم الإيفواري يربطه بالفريق الأكاديري عقد احترافي يمتد حتى شهر يوليوز 2011، كما تم الكشف خلال هذا اللقاء عن المفاوضات التي جرت بين عضوين من مكتب الحسنية، هما الكاتب العام أحمد أيت علا ونائب الرئيس خالد بورقية مع مبعوثي الفريق السويسري «نوشاتيل كسماكس» اللذين اقترحا مبلغ 150,000 دولار كقيمة لانتقال جيرار إلى فريقهم، وهو العرض الذي رفضه ممثلا الحسنية اللذين طالبا بمبلغ تسعة ملايين درهم. بين هذا اللقاء التفاوضي وسفر جيرار إلى سويسرا للالتحاق بفريقه الجديد جرت الكثير من الأحداث منها إلقاء القبض على اللاعب الإيفواري بمطار محمد الخامس و«تشريفه» خلال ثلاثة أيام لولاية الأمن بالدار البيضاء والإتيان به معتقلا إلى أكادير وتدخل وسيطه المغربي ليتم الإفراج عنه وتمكينه من جواز سفره. وفيما الفريق الأكاديري رفع قضية لاعبه إلى القضاء مع إسقاط تهمة السرقة التي كانت وراء اعتقاله بالبيضاء، قام هذا الأخير بدوره برفع دعوى قضائية ضد المكتب المسير للحسنية يطالب فيها بفسخ العقد الذي يربطه بالفريق، وهو الأمر الذي سبق أن راسل بشأنه مسيري الفريق الأكاديري. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل من أساس في نص العقد تستند إليه دعوى جيرار؟ حسب نص العقد هناك ما يتيح للاعب الإيفواري فسخ العقد من طرف واحد، فالمادة الرابعة من الفصل الثاني من العقد تؤكد أنه في حالة ما إذا أراد اللاعب فسخ العقد الذي يربطه بالفريق، فمن حق هذا الأخير أن يستعيد كل المبالغ التي أداها وصرفها على هذا اللاعب. لهذا يكون على هذا الأخير، حين توصله برسالة مضمونة في الموضوع أن يعيد كل المبالغ التي تسلمها من الفريق في أجل لا يتعدى 15 يوما وإذا كان هذا الفصل يمثل مخرجا حقيقيا بالنسبة للاعب جيرار، فإنه بالنسبة لمسيري يكشف بالملموس حدود «احترافية» العقد الذي وقعوه مع جيرار. فهل المبالغ التي قد يستردونها من هذا اللاعب تساوي المبلغ الذي طالبوا به الفريق السويسري، أي 9 ملايين درهم؟! بل هل ستساوي حتى المبلغ الذي اقترحه الفريق السويسري أي 150,000 دولار؟ لا نعتقد ذلك، فمهما كانت المبالغ التي سيتم استردادها ستبقى هزيلة، وهي تؤشر على مدى احترافية مسيري الفريق الأكاديري الذي بدلا من أن يحلوا مشكلهم مع هذا اللاعب بشكل ودي وديبلوماسي كان سيضمن لهم عقد صفقة مرضية مع الفريق السويسري اختار طريقة التصعيد والركوب على عقد اعتبروه «احترافيا» فيما هو يتضمن ثغرة كبيرة وعريضة لا نعرف كيف غابت عن ذكاء مسيري الفريق، ثغرة ركبها جيرار ليغادر بسلام الأجواء المغربية ويعطي في نفس الوقت لمسيري الفريق الأكاديري، درسا سيذكرونه طويلا.