بدأت الكتابة وأنأ طفلة، وبالنسبة لي كانت دائما الكلمات لها سلطة. ولها سلطة تغيير الواقع وتغيير الإنسان، لأننا يمكننا تغيير أفكارنا. لهذا اعتبرت دائما أن الأدب له سلطة كبيرة، خاصة بالنسبة لي، حيث ترعرعت شمال فرنسا في منطقة المناجم في الباتكالي قرب مدينة نانسي، حيث استقرت عائلتي كباقي الأسر التي وصلت من المغرب في عقدي الستينيات والسبعينيات. وكان أبي من بين 70 ألف رجل يشتغلون في المناجم بهذه المنطقة. كيف بدأت تجربتك في الكتابة؟ كنت محظوظة، لأنني في صغري كانت الوالدة تحكي لنا قصصا تجعلنا نرتبط بالبلد في العلاقة باللغة والتربية، من هنا تعلمت سلطة الكلمات، وهناك النصوص أيضا. عندما كنت صغيرة وأرى أبي يقرأ القرآن كنت أقول مع نفسي أبي ليس أميا، لأنه يتقن العربية الفصحى بطلاقة، لكنه بفرنسا كان يعتبر أميا. وأجريت دراستي الجامعية بمدينة ليل في مجال الأدب، وبسرعة سقطت في حب القراءة والشعر والبحث عن كل ما هو جميل. في سنة 2008 نشرت روايتي الأولى«الحياة التي تحلم بها الانسة إس» في منشورات سربكان بفرنسا. اليوم نتحدث عن جيل جديد من الكتاب المولودين بالهجرة، هل تعطينا نظرة حول هذا الجيل الذي تنتمين إليه؟ هي بالفعل ظاهرة جديدة كل هذا الكتاب الذين يربكون الحياة الثقافية لصعوبة تصنيفهم. لأن لا أحد كان ينتظرنا في فرنسا، لكننا موجودون ونعبر عن مواقفنا وكتابتنا هي غنية سواء بالثقافة التي ورثناها عن الآباء أو الثقافة العالمية التي تعلمناها بفرنسا. وما يسمى الثقافات الحضرية والثقافة الأمريكية .وهو أدب شاب وجديد، ولابد من الوقت لكي نأخذ مكانا لنا في الحياة الثقافية الفرنسية. ونحن نسير على خطوات الذين سبقونا في هذا المجال، الذين يسمون بالكتاب باللغة الفرنسية والمنتمين الى الهجرة، والذين اكتشفتهم في عملي الجماعي، وهناك أسماء أصبحت اليوم معروفة بفرنسا منهم رشيد جعدني الذي هو حاضر بهذه الدورة لمعرض الكتاب، وسعيد أجان بالإضافة إلي. أنا أعتبر العلاقة بالكتابة أدبية وليست سوسيولوجية أو أنتروبولوجية، أو ما أكتبه ليس شهادة أو عملا صحفيا، بل نحن في مسار فني وإبداعي وليس شيئا آخر وهذا شيء جديد. هل هذه الموجة من الكتاب معترف بمكانتها اليوم بفرنسا ؟ أنا لا أحب هذه الكلمة، أي موجة لأنها تعني شيئا يتعرض إلى الزوال، وما نقوم به هو عكس ذلك، نحن شيء مستمر. بالنسبة للرواد كان هناك وضع خاص، فقد مروا من فرنسا لكي يعترف بهم المغرب. وبالنسبة لنا أيضا شيء غريب يحدث. إننا نقوم بالعكس، نحن سنمر من المغرب، لكي يعترف بنا في فرنسا، وسوف يتطلب الأمر وقتا لكي يتم الاعتراف بنا ككتاب. ونحن على خلاف جيل الرواد، نحن لغتنا فرنسية. بالنسبة لي أعطيت كل شيء لهذه اللغة، لأنني تخليت عن لغتي العربية والأمازيغية. والمغرب يعرف حركة فيما يخص الثقافة الحضرية منها دخول الدارجة إلى الكتابة وتطور أشكال من التعبير الغنائي. أنا أشعر أنني أقرب إلى هذه الفئات بالمغرب . وعلى خلاف الجيل السابق من الرواد فإن القضايا السياسية وقضايا المستعمر أو قضايا الاعتقال لا نعيشها ولا يعيشها جيلي من الكتاب. لكن القطيعة التي يعرفها جيلي مع الرواد هو طريقتنا المختلفة في الكتابة عن السابقين لتوفرنا على نفس آخر. ولنا وسائل اتصال جديدة مثل الانترنيت أو الفيديو وعلى مع مختلف أشكال الموسيقى.