خلوة مجلس حقوق الإنسان بالرباط: اجتماع للتفكير وتبادل الآراء بشأن وضعية المجلس ومستقبله    مجلس الحكومة يصادق على مقترحات تعيين في مناصب عليا    الحكومة تصادق على مشروع مرسوم بوقف استيفاء رسم الاستيراد المفروض على الأبقار والأغنام الأليفة    تحطم طائرة تدريب تابعة للقوات الجوية الملكية بداخل القاعدة الجوية ببنسليمان    يخص حماية التراث.. مجلس الحكومة يصادق على مشروع قانون جديد    الرباط : ندوة حول « المرأة المغربية الصحراوية» و» الكتابة النسائية بالمغرب»    إتحاد طنجة يستقبل المغرب التطواني بالملعب البلدي بالقنيطرة    توقيف شخصين بطنجة وحجز 116 كيلوغراماً من مخدر الشيرا    القوات المسلحة الملكية تفتح تحقيقًا في تحطم طائرة ببنسليمان    الجديدة.. الدرك يحبط في أقل من 24 ساعة ثاني عملية للاتجار بالبشر    برقية تهنئة إلى الملك محمد السادس من رئيسة مقدونيا الشمالية بمناسبة عيد الاستقلال    القنيطرة تحتضن ديربي "الشمال" بحضور مشجعي اتحاد طنجة فقط    المنتدى الوطني للتراث الحساني ينظم الدورة الثالثة لمهرجان خيمة الثقافة الحسانية بالرباط    بعد غياب طويل.. سعاد صابر تعلن اعتزالها احترامًا لكرامتها ومسيرتها الفنية    "الدستورية" تصرح بشغور مقاعد برلمانية    استطلاع: 39% من الأطفال في المغرب يواجهون صعوبة التمدرس بالقرى    إسرائيل: محكمة لاهاي فقدت "الشرعية"    تناول الوجبات الثقيلة بعد الساعة الخامسة مساء له تأثيرات سلبية على الصحة (دراسة)    بإذن من الملك محمد السادس.. المجلس العلمي الأعلى يعقد دورته العادية ال 34    طنجة.. توقيف شخصين بحوزتهما 116 كيلوغرام من مخدر الشيرا    ميركل: ترامب يميل للقادة السلطويين    المغربيات حاضرات بقوة في جوائز الكاف 2024    الحزب الحاكم في البرازيل يعلن دعم المخطط المغربي للحكم الذاتي في الصحراء    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    المركز السينمائي المغربي يقصي الناظور مجدداً .. الفشل يلاحق ممثلي الإقليم    مؤشر الحوافز.. المغرب يواصل جذب الإنتاجات السينمائية العالمية بفضل نظام استرداد 30% من النفقات    الاستئناف يرفع عقوبة رئيس ورزازات    لأول مرة.. روسيا تطلق صاروخا باليستيا عابر للقارات على أوكرانيا    زكية الدريوش: قطاع الصيد البحري يحقق نموًا قياسيًا ويواجه تحديات مناخية تتطلب تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص        وزارة الإقتصاد والمالية…زيادة في مداخيل الضريبة    ارتفاع أسعار الذهب مع تصاعد الطلب على أصول الملاذ الآمن        سعر البيتكوين يتخطى عتبة ال 95 ألف دولار للمرة الأولى    بعد تأهلهم ل"الكان" على حساب الجزائر.. مدرب الشبان يشيد بالمستوى الجيد للاعبين    رودري: ميسي هو الأفضل في التاريخ    أنفوغرافيك | يتحسن ببطئ.. تموقع المغرب وفق مؤشرات الحوكمة الإفريقية 2024    ارتفاع أسعار النفط وسط قلق بشأن الإمدادات جراء التوترات الجيوسياسية    حادثة مأساوية تكشف أزمة النقل العمومي بإقليم العرائش    الشرطة الإسبانية تفكك عصابة خطيرة تجند القاصرين لتنفيذ عمليات اغتيال مأجورة    من شنغهاي إلى الدار البيضاء.. إنجاز طبي مغربي تاريخي    مدرب ريال سوسيداد يقرر إراحة أكرد    انطلاق الدورة الثانية للمعرض الدولي "رحلات تصويرية" بالدار البيضاء    8.5 ملايين من المغاربة لا يستفيدون من التأمين الإجباري الأساسي عن المرض    تشكل مادة "الأكريلاميد" يهدد الناس بالأمراض السرطانية    اليسار الأميركي يفشل في تعطيل صفقة بيع أسلحة لإسرائيل بقيمة 20 مليار دولار    الأساتذة الباحثون بجامعة ابن زهر يحتجّون على مذكّرة وزارية تهدّد مُكتسباتهم المهنية    شي جين بينغ ولولا دا سيلفا يعلنان تعزيز العلاقات بين الصين والبرازيل    جائزة "صُنع في قطر" تشعل تنافس 5 أفلام بمهرجان "أجيال السينمائي"    بلاغ قوي للتنسيقية الوطنية لجمعيات الصحافة الرياضية بالمغرب    تفاصيل قضية تلوث معلبات التونة بالزئبق..    دراسة: المواظبة على استهلاك الفستق تحافظ على البصر    من الحمى إلى الالتهابات .. أعراض الحصبة عند الأطفال    اليونسكو: المغرب يتصدر العالم في حفظ القرآن الكريم    بوغطاط المغربي | تصريحات خطيرة لحميد المهداوي تضعه في صدام مباشر مع الشعب المغربي والملك والدين.. في إساءة وتطاول غير مسبوقين !!!    في تنظيم العلاقة بين الأغنياء والفقراء    غياب علماء الدين عن النقاش العمومي.. سكنفل: علماء الأمة ليسوا مثيرين للفتنة ولا ساكتين عن الحق    سطات تفقد العلامة أحمد كثير أحد مراجعها في العلوم القانونية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الراقصة نور : ليس ذنبي أن جسدي يفتن الرجال

الجسد المتمرد على دستور «حشومة...عيب»، إمرأة تقول إنها عاشت في جلباب رجل....فمن هي الراقصة نور؟ «لأ ... لأ ذي مذهلة»... «دي سفيرة الجمال المغربي»، «إيه دي كريزما، أنت فاتنة».....هي عبارات انتقتها الراقصة نور من بين عبارات ثناء كثيرة سمعتها من أفواه مسؤولين كبار في بريطانيا وفرنسا ومصر وغيرها، وفي المقابل شنف بعض المغاربة كما تقول سمعها بتهديدات ومضايقات، وبكلمات خلاصتها «رجل تحول إلى امرأة الله يمسخو...»، والحقيقة التي فرضتها نور في انتصارها على دستور «حشومة عيب» وفي تحطيمها أوثان «الطابو» هي أنها كانت أنثى عاشت في جلباب رجل، وأدركت أن عليها تصحيح جنسها بعد أن ثبت طبيا أنها تعاني من تشوه خلقي،على حد قولها، عندما ولدت بجهازين ظاهرين لذكر وأنثى، فيما كان القرار لنفسيتها، وميولها واقتناعها أنها أنثى لا رجل...
""
من هي الفنانة الراقصة نور؟
نور فنانة مغربية بدأت من الصفر، وكانت لها مشاكل كما يعرف جميع المغاربة، وهي مشاكل يعيشها أي شخص في هذه الدنيا، لكن كما يقال "لكل داء دواء"، والحمد لله أن المشكل الذي كان يقض مضجع نور قد تم حله والتغلب عليه، والآن تعيش حياتها بشكل طبيعي وبتوازن نفسي واجتماعي.
نور امرأة جريئة، وتحب الخير لكل الناس، تساعد المحتاجين، تحب الحياة وتقبل عليها بشغف، إنسانة محبوبة من طرف كل من يعرفها وتقرب منها، وأظن أن هذا الحب الصادق الذي أتقاسمه مع جمهوري ومع المواطن البسيط في الشارع نابع من احترامي لنفسي وصدق نيتي مع الناس، فأنا "ما عنديش عشرين وجه"...لنور وجه واحد، وهذا هو سر الحب الكبير المتدفق الذي تلقاه يوميا من الناس أينما حلت وارتحلت.
لقد لمسنا ذلك في ليلة 8 مارس في حفل "لايدي فيتنيس" بمسبح "طايتي" عندما غضب الجمهور بمجرد علمه أنك لست مدرجة في البرنامج. صراحة، ما الأسباب....؟
(مقاطعة بغضب) لا أريد الحديث عن هذا الموضوع مرة أخرى، لا أريد أن أساهم في إشهار مجاني لذلك النادي أكثر من اللازم، الكل يعلم، بما في ذلك مسؤولو النادي، أن الجمهور جاء من أجل نور، وهذه حقيقة للأسف لا يمكن حجبها بالغربال. اختلفنا لأنني إنسانة أحترم مبادئي ولا أتنازل عن رؤيتي وتقييمي للأمور، أنا إنسانة قنوعة، ولست مهووسة بجمع المال، لذلك ارتأيت الانسحاب، بمقدوري أن أرقص في أفخم الصالات العالمية وأن أحطم الرقم القياسي في شباك التذاكر، وأنا أعي جيدا ما أقول، وأتحدى من يرى العكس.
طيب، نود أن تحدثنا نور عن بدايتها، هل صحيح أنك ترعرعت وسط أسرة محافظة من الجنوب المغربي؟
(تسترجع ابتسامتها) صحيح، "وزايدون أنا شلحة بنت أكادير"، أتحدر من أسرة متوسطة ومحافظة، ومن لا شيء استطعت أن أبني هذا المجد وهذه الشهرة، ولم أحقق ذلك على مستوى المغرب فقط ، بل في العالم العربي والغربي كذلك، فقصتي أصبحت معروفة في العالم، وأنا أول فنانة في المغرب لها موقع رسمي على شبكة الانترنيت يعرف بها وبأنشطتها.
وما هي حقيقة تحولك من ذكر إلى أنثى؟
خرجت إلى الوجود وأنا أحمل إسم ذكر، كانت ميولاتي منذ الصغر للجنس الآخر، ألعب مع الإناث وأتحاشى الذكور، اكتشفت أنني "خنثى"، إحساسي وميولاتي كانت كلها أنثوية، عشت عذاباً أليما، خصوصا أن الأمر في المغرب كان "طابو" وهو موضوع يحظر الحديث فيه، ويجوز للخنثى التي تحس بأن تكوينها غير طبيعي وغير مكتمل وأنها تميل لجنس ما أن تجري عملية تصحيح لهذا الجنس. وعانيت الأمرين، خصوصا أن العملية لا تجوز في المغرب وفي دول العالم العربي.
وماذا عن العائلة؟
كانت عائلتي ترى في الذكر، لكنني كنت أرى في نفسي الأنثى، لذلك تدبرت مبلغا ماليا وقررت السفر إلى الخارج لتعديل وتصحيح جنسي، فكانت وجهتي أحسن العيادات العالمية المتخصصة بلوزان في سويسرا، حيث اكتشفت أنني امرأة كاملة الأنوثة، أجريت لي عملية جراحية لتصحيح التشوه الخلقي على مستوى الجهاز التناسلي.
لكن كثيرين لم يتقبلوك بشكلك الجديد واعتقدوا أنك كنت رجلا كامل الذكورة فغير جنسه إلى أنثى بثديين ومهبل نتيجة نزوة ما؟
(بانفعال شديد) أنا لا يهمني ماذا يقول الناس عني، لقد أجريت العملية عن قناعة بعد أن عشت عذابا كبيرا لم يتقاسمه معي أحد، فأن ترى فيك العائلة والمجتمع الوجه الذكوري الفحل بيد أنك تشعر وتحس أنك أنثى تعاني وضعا خطأ، فإن الأمر حقا يحتاج إلى تصحيح وجرأة لفعل ذلك، أنا لم أرتكب جرما، كل ما فعلته أنني صححت وضعا شاذا، وأنا مقتنعة ومرتاحة بوضعي الحالي، وأستطيع أن أؤكد لك أن حتى أولئك الذين كانوا ضدي في السابق أصبحوا اليوم مقتنعين، بل فخورين بي، بما فيهم عائلتي.
صححت جنسي لأن طباعي وسلوكاتي أنثوية منذ الصغر، ولم أغير جنسي من رجل لأنثى، إضافة إلى أنه لا يمكن للوردة أن تصبح شوكة، كما لا يمكن للشوكة أن تنقلب فجأة إلى وردة. فهذا الجمال الأنثوي الذي ترى هو جمال طبيعي ورباني، وهو موهبة من الله، فالخالق منحني حقي من الجمال والأنوثة وساعدني على إبرازه، وهو وحده الذي يحكم ويقتص من عباده. وأنا مرتاحة لعلاقتي مع خالقي وأعرف أنني لم أقم بفعل يغضبه، ولهؤلاء الذين مازالوا متشبثين بفكرة تمردي على جنس الذكر وتغييري لجنسي أقول دعوني وشأني، دعوني لخالقي فأنتم مجرد عباد للخالق الذي يعاقب المخطئ إن أخطأ.
لقد جرحتني كثيرا أقوال الناس، وأنا أقول لهم "سيبوني أعيش، إنما للصبر حدود"، أقول لهم تعاملوا معي كإنسانة، كروح، احترموني كامرأة، لا تنظروا إلى جنسي وإن كنت ذكرا أم أنثى، حاسبوا أفعالي وتصرفاتي، فأنا جديرة بأن يكون لي ولو الحد الأدنى من الإحترام.
هل هذا يعني أنك صححت وضعا خطأ شاذا واخترت جنسا يتماشى وطبيعتك النفسية كأنثى؟
هذا كل ما وقع، وللمرة الألف أقول إنني ازددت بتشوه خلقي في جهازي التناسلي، فكما يزداد الطفل بتشوه خلقي في الشفتين والأرجل واليدين وباقي أنحاء الجسم، قد يزداد بتشوه خلقي في جهازه التناسلي، وهذا ليس عيبا يجب إخفاؤه فقط لأنه في منطقة حساسة وتعتبر عورة، فهذا تشوه خلقي كباقي التشوهات الأخرى، فما ذنب المولود الذي يزداد بهذا التشوه الذي لا يحدد جنسه الحقيقي؟ هل يحكم عليه بالعيش بهذا التشوه لإرضاء رغبة المجتمع؟ هناك المئات من الحالات التي تعاني من تشوهات خلقية في الأجهزة التناسلية، وتعايشت مع المشكل لأنه فرض عليها ذلك من الأسرة والمجتمع تحت يافطة "حشومة، عيب"، فإلى متى سيبقى المشكل حبيس عبارة "حشومة، عيب"؟
وهذه القضية لا تعنيني وحدي، فهناك في مجتمعنا المغربي عدة أطفال يعيشون مشاكل على مستوى الجهاز التناسلي، بل هناك مراهقون يعيشون عذابا يوميا إما لأنهم ذكور لكن ميولاتهم النفسية أنثوية، أوالعكس وهذا وضع يحتاج إلى تصحيح على ما أعتقد. وهناك أطفال رضع يعانون من خلل على مستوى الجينات ولا أحد تحرك للكشف عنهم لتشخيص وضعيتهم وتصحيح وتدارك المشكل كي لا يعيشوا محنا قاسية، فالمجتمع ينبذ هؤلاء، ويحرمهم عنوة من الحل الطبي تحت يافطة "الطابو"، والأسر المغربية تواجه هذا المشكل بالكتمان، وتختار للمولود إسم ذكر ولا تريد التنازل عنه خوفا من "الشوهة والفضيحة"، وأعتقد أن الفضيحة الكبرى هنا تكمن في ترك الطفل عرضة لحياة نفسية مضطربة ولانحرافات سلوكية جنسية مشبوهة. ومن هذا المنبر أدق ناقوس الخطر وأقول: " أيها الآباء لا تتجاهلوا حياة أطفالكم الجنسية، راقبوا وتفحصوا جيدا جهازهم التناسلي عند الولادة، فتدارك الموقف خير من غض الطرف عنه".
هل يمكن القول إن نور فتحت بابا كان موصدا باعتباره "طابو"، وأعني تغيير الجنس، أقصد تصحيحه أو تعديله على حد قولك؟
كنت مرارا ومنذ الصغر أفكر وأقول حرام أن يبقى جسدي حبيس ملابس ذكورية مفروضة عليه، حرام أن يبقى هذا الجسد الذي يفيض أنوثة من الداخل مكبلا بعادات وتقاليد متحجرة، تمردت وقررت أن أطلق العنان لأنوثتي ولجسدي كي يحلق عاليا في عالم جديد دون قيد أو شرط. ناضلت من أجل ذلك ولم أقف عند هذا الحد، لا أريد أن يتذوق أحد من كأس العذاب المر التي شربت منها، لا أريد أن يعيش أحد معاناتي، ولذلك فأنا حاليا أهيء بحثا في الموضوع ليستفيد الناس من تجربتي وحتى لا تتكرر المأساة، فالكثير من المغاربة قد يقلقهم أن أتحدث عن الموضوع، وحتى القناتان الأولى والثانية قد لا تملكان الجرأة الكافية لاستدعائي لبلاتوهاتهما للحديث عن الموضوع وعن تجربتي ليستفيد منها الناس، استدعيت للحديث في الموضوع في تونس ومصر وبعض دول أوربا وأمريكا وكندا، "لكن دياولنا ما بغيينيش نهضر حيت الهضرة ديالي قالوا ليا بأنها غادا تصدم المغاربة، بحال إلا المغاربة معاندهومش البارابولات، ما شيفينش مساكن أشنو واقع في العالم".
يجب أن يفتح الآباء أعينهم على المشكل، ولهذه الغاية أسعى الآن لتأسيس جمعية للتوعية والتحسيس بالمشكل، وهي الأولى على مستوى العالم العربي، جمعية ستسعى إلى إسداء النصح والإرشاد للآباء للتصرف بحكمة في حالة اكتشاف تشوه خلقي تناسلي لأطفالهم، وستسعى الجمعية إلى تمزيق سكوت الآباء عن المشكل باعتباره أمرا عاديا قد يقع، وحله متوفر ومضمون.
ما هي الخدمات التي ستوفرها جمعيتك؟ ومن أين ستحصل على مصادر التمويل؟ وهل ستتبنى بعض عمليات الأطفال الذين يعانون من نفس المشكل؟
ستعمل الجمعية التي دعوت إلى تأسيسها عبر قناة "إم بي سي 1" بتنسيق مع بعض أطباء المسالك البولية والتناسلية وأطباء الغدد والولادة والجراحة التقويمية والتجميلية والأطباء النفسانيين الذين رحبوا بالفكرة (ستعمل) على تمويل بعض العمليات للأطفال الذين يعانون من تشوهات في الجهاز التناسلي، وستقوم بتمويل عمليات تصحيح جنسهم، كما ستمد الآباء بالنصائح الضرورية لإشاعة ثقافة تصحيح الجنس، وستوضح لهم أن المشكل جد عادي ويجب التعامل معه ببساطة.
أما في ما يخص مصادر التمويل فسأحاول الإتصال بجمعيات عالمية تهتم بمشكل الخنثى والتداخل الجنسي بين الذكر والأنثى، كما سأقوم بإحياء ليال ساهرة لجمع تبرعات لتمويل هذا النوع من العمليات. أريد أن تكون جمعيتي الأذن التي ستنصت إلى هذا النوع من القضايا، "الناس ما بغاش تسمع لهاذ المواضيع، بالنسبة ليها يا بنت يا ولد القضية محسومة من الأول".
هل سبق أن التقيت بحالة تشبه إلى حد ما حالتك؟
فعلا هناك حالات كثيرة، فقد اتصل بي من الرباط مثلا شخص اسمه حفيظ، يقول إنه ذكر لكنه يحمل في البطاقة الوطنية إسم حفيظة وأسرته تعتبره أنثى، لكن ميولاته ذكورية، ويقول إنه يعيش في عذاب، ومن القنيطرة قرأت عن فتاة اسمها حبيبة تقول إنها تعيش معاناة نفسية قد تدفعها للانتحار لأنها تحس بانجذاب لممارسة الجنس مع الأنثى وأنها لا تحس بأي شيء في حضن الذكر، وحكايات أخرى لأناس يعانون في صمت لأن المجتمع لا يريد أن يفتح صفحات معاناة هؤلاء وأن يستمع إليهم، ومن أجل هؤلاء قررت تأسيس الجمعية لتكون سندهم في حل مشاكلهم.
ألا ترين أن فكرة وأهداف جمعيتك ستكون صادمة بالنسبة للكثيرين، لأن الحديث عن الجنس مازال من "الطابوهات"؟
سأؤسس هذه الجمعية وأتمنى أن تلقى التجربة التجاوب والمساندة، وأعلم أنها جاءت بفكرة جديدة ولن تلقى الرضى عند البعض في البداية لأننا نعاني من مشكل غياب الثقافة الجنسية، فالإنسان المغربي والعربي بصفة عامة مهووس بالجنس، لكن شريطة أن لا يتحدث عنه، يمارسه ويشاهده على القنوات فقط، لكن لا يملك الجرأة الكافية للحديث عنه، "الدري كيحشم يهضر معا أمو أو مع أباه، والبنت كتحشم تمشي للحمام مع أمها لأنها كينوض ليها الزغب في رجليها وعضلاتها خشنة وصوتها خشن وغادي يضحكو عليها..."، في البحث الذي أقوم به سجلت أنه في مجتمعنا البدوي هناك الكثير من هذه الحالات وأنه يمنع الحديث في موضوع الجنس بصفة قطعية، والأشخاص الذين يعانون من مشاكل "الخنثى" منبوذون من طرف المجتمع ومصنفون في خانة "شواذ"، أو "مثقفين"، أو "ساكنهم جن"...ولهذا كانشوفو انحرافات سلوكية، الرجل كيلبس حوايج المرا وكيقلدها، والمرا لابسا حوايج الرجل وكتقلدو..."، كل هذه الأمور هي انعكاسات لأوضاع لم تصحح في وقتها المناسب، وكنتاج لهذه الممارسات الشاذة تظهر ردود أفعال غير طبيعية، "بنتي مسكونة خصني نديها للمسيح وبويا عمر، ولدي ضرباه للا عيشة البحرية خاصني نديه إيزور..." (تضحك)، للأسف فغياب الثقافة الجنسية لا يمكن أن يصنع مجتمعا ناضجا واعيا بما يقع حوله ويجري داخله، بل يسقطنا في مغالطات ويعمق هوة الجهل والتخلف.
ألا يمكن أن تمهد هذه الجمعية الطريق أمام كل من سيرغب في تغيير جنسه في الخارج، مما قد يعيق تحقيق أهدافها التي ذكرت، ألا يراودك هذا الخوف؟
أبدا، فأنا صريحة مع نفسي، وأهداف جمعيتي اجتماعية محضة، وأرغب في منح القليل من تجربتي ومن أشياء عشتها إلى عموم الناس، كما أرغب في مساعدة كل من يعاني من هذا المشكل، وأوجه دعوتي للمحسنين ليساهموا من خلال هذه الجمعية لإرجاع الإبتسامة إلى وجوه هؤلاء الذين يعانون لتصحيح جنس خطأ.
وشخصيا عاينت حالات من الصعب تركها دون تصحيح وإجراء عملية، فتاة بمظهر جهاز خارجي أنثوي، لكنها لا تحمل الرحم والمبيض وفي الداخل لها خصيتان وقضيب في طور التشكل، ماذا يمكننا فعله في مثل هذه الحالة؟ هل سنتركها؟ خصوصا وأن عائلتها لا تملك تكاليف العملية، فهي أنثى خارجيا، لكنها بمواصفات ذكورية داخلية، لذلك يجب أن تجرى لها العملية لإبراز الجهاز الذكوري وإخراجه، فهي ذكر ولا يجب أن تترك لتعيش على أنها أنثى.
كيف احترفت نور فن الرقص؟ وكيف بدأ هذا الولع بالرقص؟ وهل حب الجمهور لك منبعه أداؤك الفني أم لأنه يضع في الاعتبار أن الراقصة كانت رجلا؟
لماذا الإلحاح على هذه النقطة بالذات، الجمهور أحبني كأنثى وكفنانة تؤدي رقصا شرقيا بلمسات إبداعية راقية، أحببت الرقص الشرقي منذ نعومة أظافري ولولاه لما اكتشفت أنوثتي، أعتقد أن الذنب ليس ذنبي، فعندما بدأ نجمي في الرقص يصعد تزامن ذلك مع تصحيحي للمشكل، والناس يرفضون الحديث عني كفنانة مغربية وصلت إلى العالمية، وغيرت نظرة المجتمع للراقصة باعتبارها إحدى بنات الليل، فالراقصة في المغرب هي حتما "شطاحة وعاهرة في الكباريهات"، وأنا غيرت هذه النظرة بفني الراقي، وأصبح الجمهور في المغرب والخارج يتسابق لحجز الموائد في الحفلات والليالي التي أحييها، وهذا مكسب كبير بالنسبة لي.
أريدكم أن تتحدثوا عن أناقتي و"شياكتي" وجمالي وليس دائما نور التي غيرت جنسها من رجل إلى امرأة. تحدثوا عن وصولي إلى العالمية، فقد أصبحت مشهورة عالميا "نور فروم موروكو واو"، فأن ينحني عمدة مونريال بكندا ليقبل يدي ويقول لي "أنت فاتنة"، فذاك اعتراف كبير بأنوثتي المثيرة، وحتى فاروق حسني وزير الثقافة المصري قال عني ذات يوم "لا... لا... ذي مذهلة، ذي سفيرة الرقص الشرقي في المغرب"، والراقصة الأولى في مصر فيفي عبدو قالت أمامي "لأ دنا موش رقاصة قدام دي"، وقالت نجوى فؤاد لكل الناس "دي قنبلة رقص شرقي"، عزت العلايلي، نور شريف، يسرا....في مهرجان مراكش كلهم قالوا لي "دانتي مفخرة للمملكة المغربية، دانتي ألمازا، إيه دي كريزما..."، وأنا أقول "أكثر من كده إيه".
هل أضافت نور لمسة جديدة إلى الرقص الشرقي أم حافظت على اللوحات الشرقية الخالصة؟
أكيد أن اجتهادي في إضافة لمسات فنية جديدة إلى اللون الشرقي هو سر نجاحي، فقد أضفت الطابع المغربي واللون الكناوي والحساني والكدرة والفلامينغو والهندي وحس الأمواج والطبيعة ... وكل شيء جميل، وأؤدي فنا راقيا خاليا من الشبهات، لهذا احترمني الجمهور وأحبني، رقصاتي كلها تعبيرية وعبارة عن "ميساج"، ولا أؤدي رقصا مجانيا، فكل حركاتي مدروسة ونتاج تمارين يومية وعمل دؤوب، وحتى الأجانب أصبحوا مهتمين بالرقص الشرقي، والمغنية العالمية شاكيرا أصبحت تغني وتؤدي في نفس الوقت لوحات تعبيرية ورقصات شرقية لأنها أصبحت مطلوبة، فالإقبال على راقصة الشرقي المحترفة ازداد بشكل كبير وكثرت الدعوات لحضور ورشات وحفلات خارج وداخل المغرب. رقصي مطلوب لأنني أبدعت وكان إبداعي في محله. فكل حركاتي لها لغز ولها تعبير جسدي فوق الخشبة ينطق ويحكي ويتناغم مع الموسيقى ليقدم لوحات فنية راقية.
وكلمة "الشطيح والرديح" يجب أن ننساها وأن نتكلم بلغة "رقص، وكوريغرافيا وحركات جسد"، الرقص فن من الفنون التعبيرية، "خلاص وداعا لكلمة هز ياوز ورقصني على وحدة ونص"، هذه الأشياء أكل عليها الدهر.
أصبح الرقص الشرقي يعاني من منافسة كبيرة خاصة من طرف الراقصات الأوكرانيات والبولونيات، هل يضايق نور ذلك؟
بالعكس، أنا أحب راقصات أوروبا الشرقية لأنهن مبدعات، ورغم أنهن غربيات، فإنهن يبذلن مجهودا إضافيا لجعل الجسم أكثر نحافة، فالرقص الشرقي لا يعني بالضرورة بدانة الجسم، وأحضر دعوات لورشات تعليم الرقص في أوربا وأرى حجم الإقبال الكبير للأوروبيات على الرقص الشرقي، وحقيقة لا أحب الرقص "البلدي" الذي يعتمد على الوسط وهز الخصر، فهذا النوع من الرقص أصبح متجاوزا وغير مطلوب خصوصا في المحلات والحفلات الراقية.
فعندما ترقص نور فكأنها ترسم لوحة ولا يمكن فهم رسالة اللوحة إلا بعد انتهاء الرسم/الرقصة. كنت أرقص وأنا مازلت في بطن أمي وكبرت مع الرقص، ولا يمكن أن أعيش بدونه، فهو الأوكسجين الذي يمدني بالحياة، وأنا لا أرقص من أجل المال بل من أجل المتعة.
هل يضايقك تهافت الجمهور عليك بشكل ملفت في الشارع وفي الأماكن العامة، والكل يريد أن يلتقط صورة تذكارية معك؟ وهل حصولك على جوائز عالمية في الرقص هو الذي زكى هذا التهافت؟
هذا من فضل الله، أصبحت أعيش حياة النجومية، كل الناس يريدون الحديث إلي والتقاط صور تذكارية معي في الشارع وفي الفندق وفي المقهى وفي كل مكان، فقد أصبحت نور ظاهرة ليس في المغرب، بل في العالم، لأنني فنانة استعراضية عالمية حصلت على الرتبة الأولى في المهرجان العالمي للرقص الشرقي بنيس في فرنسا، وحتى في كندا يعتبرونني سفيرة الرقص الشرقي في المغرب، وأنا أستاذة فن الرقص الشرقي في المغرب، كما أسهر على دورات تكوينية في الرقص الشرقي أو ما يسمى ب "وورك شوب" في أمريكا وكندا، وأقدم دروسا في الرقص في أوربا ومصر وفي مجموعة من الدول، ويكفيني فخرا أنني أول فنانة مغربية، أقولها صراحة، وصلت إلى العالمية، ويعرف موقعها الرسمي إقبالا منقطع النظير، وأعتبر نفسي فنانة مناضلة ومتواضعة، حصلت على الباكالوريا وسافرت إلى الخارج للتعلم، أتقن خمس لغات حية، ومازلت أتعلم في هذه الدنيا التي تعتبر مدرستي الأولى.
نور (قلتها بتشديد وتغليظ النون)...
(مقاطعة) أولا دعني أصحح لك الإسم أنا إسمي "نور" بتخفيف وترقيق النون، لأن "نور" التي يقول المغاربة تحمل في نطقها لمسة ذكورية وخشنة كما أنها ثقيلة على اللسان والسمع، المشارقة يقولون لي : "هاي نور"، "كيفك نور"، "مليحة نور" فتبدو "نور" خفيفة وعذبة وبها لمسة أنوثة وشاعرية، لذلك أفضل أن تناديني "نور" بترقيق وتلطيف النون.
هل سبق لك أن عشت قصة حب؟
كأي امرأة قلبها ينبض رقة وحياة لابد وأن تحب، وقلبي مملوء بحب الناس وحب جمهوري وحب الله والوالدين. أنا إنسانة عاشقة للحياة تحب الحياة والموسيقى، وكل شيء له وقته، والحب عندما يأتي لا يستأذن ولا يدق الباب.
هل جاء رقص نور لزيادة التأكيد على أنها أنثى ترقص رقصا شرقيا لا يمكن أن يرقصه الرجل؟
إطلاقا، الرقص جاء عن حب وقناعة، ولأنني أنثى فقد أبدعت في الرقص، نور حصلت في موقع الفنانات العربيات على وسام أجمل امرأة فنانة في العالم العربي، فأنا أتدفق أنوثة، ويأتي من يقول "هذيك كانت راجل وولات مرا، تصحيح، تزوير، وماعرفتش آش"، أي هراء هذا؟ الناس في الخارج يعتقدون أنني جميلة من لبنان، فأقول لهم "لا أنا شلحة من المغرب"، فأنا لا أنسى أصلي و "علاه مال الشلحات مازويناتش".
أحييت حفلات وأعراسا كثيرة في أماكن لا يمكن أن تتخيلها، حفلات زواج حضرها كبار الشخصيات الذين استحسنوا رقصي وفني، وليس ذنبي أن جسدي يفتن كل من نظر إليه، أحييت حفلات خاصة وعامة في المغرب كله، وكل المغاربة يعزونني.
انتهيت مؤخرا من تصوير دورك في الفيلم الجديد "إكس شمكار"، هل يمكن أن تتحدثي لنا عن دورك في الفيلم؟
لعبت دور راقصة في الفيلم، وتقاسمت دور البطولة مع الفنانة الشابة مجدولين الإدريسي، والفيلم يحكي جانباً من حياة فنانة راقصة رغم وصولها إلى المجد والشهرة إلا أنها لم تستطع الانسلاخ عن ماضيها، واحتفظت بعلاقاتها القديمة بأصدقاء "شمكارة" في حي شعبي، فالراقصة هي التي تمد أصدقاءها الشمكارة بكل ما يحتاجون إليه من مأكل ومشرب ودخان وكل مستلزماتهم، الفيلم يحكي التناقض بين عالم الأضواء والشهرة والمال وعالم الموت والفقر والعدم، فيلم أحببته بشكل لا يصدق وأتمنى أن يستحسنه الجمهور.
هل دورك كراقصة سهل عليك التمثيل في الفيلم؟ وهل يمكن القول إن دورك في الفيلم نسخة من نور الحقيقية؟
صحيح، أبدعت في الفيلم لأنني أحسست أنه يحكي جزءا من حياتي، فرغم وصولي إلى العالمية فإنني حقا لم أستطع أن أنسى الوسط الشعبي الذي ترعرعت فيه، الأكيد أن دور الراقصة في الفيلم قد سهل علي 50٪ من شخصية الفيلم التي وجدت أنها نور طبق الأصل.الفيلم سيكون ناجحا في القاعات السينمائية.
بعد ظهورك الملفت في مهرجان مراكش للسينما، هل صحيح أنك تستعدين لحضور مهرجان "كان" الدولي؟
مباشرة بعد انتهاء فعاليات مهرجان مراكش الدولي للسينما تلقيت دعوة شرفية من إدارة مهرجان "كان" العالمي لحضور فعالياته شهر ماي القادم، وجاء في الدعوة أن لجنة المهرجان اختارتني لتمثيل "الجمال المغربي"، وهذا اعتراف دولي آخر بأنوثتي وجمالي، وقد قامت المطربة هيفاء وهبي بتمثيل الجمال اللبناني في "كان" الماضي، وشرف كبير لي وللمغرب أن أمثله في فعاليات "كان" القادم. الأجانب قد يعتقدون أحيانا عندما ألتقي بعضهم في فعاليات المهرجانات العالمية أنني إسبانية من موريسيا أو إيطالية من صقلية، وأنا أقول لهم "أنا حرشة من المغرب وسأمثله في مهرجان كان، فانتظروني".
على ذكر الفنانة اللبنانية هيفاء وهبي، ما سر الصداقة التي تجمعكما؟ وهل صحيح أن عملا مشتركا سيجمعك بها؟
تعرفت على هيفاء في أول حفل جمعني بها في شهر دجنبر من السنة الماضية هنا بالدار البيضاء في فندق شيراتون، وقد أحيينا ليلة "ولا في الأحلام"، كانت هيفاء تغني وأنا أرقص، وقد شكلنا "ديو" رائع استحسنه الحضور وصفق له كثيرا، ومنذ تلك الليلة أصبحت هيفاء من أعز صديقاتي، نتصل ببعضنا البعض.
وسأصرح لأول مرة بخبر لجمهوري، وهو أنني أستعد لتقديم "ديو" مع الفنانة هيفاء، وقد اقترحت علي شرطا مقابل موافقتها هو "أن أقدم العرض بصحبتها بدون حذاء بكعب عال، ربما لأنني أطول قامة منها"، (تضحك).


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.