محمد يونس، حاصل على جائزة نوبل للسلام، لأنه ذات يوم فكر في إقراض الفقراء ، وإدماجهم في الرأسمالية من باب القروض. وكان بذلك قد وضع الطريق والسكة معروفة أصلا.. لأن الفقراء يعيشون بالقروض بدون... أبناك. ومحمد يونس يعتبر أن القروض الصغرى يجب أن تتحول إلى حق من حقوق الإنسان، وتضاف بذلك إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، نسخة مزيدة ومنقحة. محمد يونس لا يريد أن ينقذ العالم كما قالت «الليبراسيون» الفرنسية. ولكنه يقر، ببساطة، بأن إخراج الفقراء من الفقر هو إعطاؤهم المال، وليس النصائح أو الأوراد. وأن إعطاءهم المال لا يمكن أن يرتبط دوما بالصراع في السياسة. لقد بدأ هذا البنغلاديشي النبيل سيرته الصغيرة، وعادت سيرة عالم برمته لكي يبدأ الزمن الاقتصادي التضامني. الجميل أن الأرض كلها تنتظره، كفكرة وكممارسة، لأن قضيته وصلت إلى أمريكا وإلى فرنسا، حيث يرقد الفقر في ناطحات السحاب، أو بين أقواس النصر. البعض يمارسه من أجل تجميل صورته أكثر، من الحرص على النتائج، والبعض الآخر يعتبره تأكيدا على قوة الرأسمالية من أجل تحسين صورته الجشعة. ولكن القروض الصغرى جعلت الكثيرين سادة قدرهم الخاص، وقدر عائلات. يقول محمد يونس أن المال عندما تصبه في عالم الفقر يشبه صب الوقود في سيارة لا يمكنها أن تتحرك إلا ب50 كلم في الساعة، وأن رفع السرعة يقتضي تغيير السيارة وليس صب المازوت. ويضيف بأن الآلات، أو السيارات نفسها لا يمكن أن تكون وحدها مفيدة، فلابد من الإنسان، لأن الإنسان يتغير والآلة لا تتغير أو لا تقود التغيير.. ويشير أيضا إلى أن الشركات الكبرى عليها أن تتعلم البيزنس الاجتماعي، في تناقض مع المساعدة الاجتماعية، لأن هذه الأخيرة لا يمكنها أن تكون هي الحل، فهي تحرم الناس من كرامتهم أو تحولهم إلى آلات انتخابية .. وهي فكرة ولا شك يمينية محضة. وهو ما يلخصه بالقول« نعطيك المال، ولا تنس أن تستفيد منه عند.. التصويت!» يقول يونس محمد أيضا أن القروض الصغرى تنجح كثيرا مع النساء..، مع الإشارة إلى أن القروض المتوسطة بمبلغ (2) ألفي دولار تستغلها النساء بنسبة 99,9 % ..! ولعل أهم شيء قاله هو أنه لا يمكن أن تتحول القروض الصغرى إلى «بوتيك»..! وماذا عنا؟ بعض المعلومات: في المغرب هناك 12 مؤسسة للقروض الصغرى، قدمت ما لا يقل عن 6 ملايير درهم، يستفيد منها 450 ألف زبون ، 75 % منهم نساء. كما أن نصف المستفيدين من القروض الصغرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط من ... المغرب! كفى في ما يبدو، والسؤال: متى يصير محمد يونس مغربيا؟