عاش سكان دور الصفيح معاناة حقيقية، عقب التساقطات المطرية والرياح القوية التي عرفتها مدينة الدارالبيضاء ونواحيها ، في الأيام الأخيرة، كما هو حال ساكنة دوار أهل الغلام. وللوقوف على هذا الواقع المر، كان لابد من زيارة المنطقة! من خلال حديثنا مع العديد من قاطني «الدوار»، أجمع محاورونا على أن هذه التساقطات أتلفت مجموعة من الأثاث المنزلية و الأجهزة الإلكترونية. تحكي نادية (45 سنة، أم لخمسة أبناء) عن معاناتها مع التساقطات المطرية قائلة: «حنا ديما مكرفصين ف الشتا والبرد، هذا المشكل كيتكرر كل عام»! وترى نادية أن السكان في ظل المحنة المتكررة كل موسم يعملون كل ما في وسعهم لتجنب إتلاف الأثاث المنزلية المختلفة ، من خلال العمل على وضعها في مكان لا تصل إليه القطرات المائية التي قد تتسرب بين الفينة والأخرى من الثقوب الموجودة بالسقف، وتضيف قائلة: «إنني لم أذق طعم النوم طيلة هذه الأيام، خوفاً من أن تطير صفائح القصدير التي تحمينا، نظرا لقوة الرياح التي هبت مؤخرا». في هذا الوقت تدخلت ابنتها سارة التي لا يتجاوز عمرها 16 سنة، التي كانت منهمكة في تجفيف الأمطار التي غمرت البيت، ناهيك عن الوحل الذي يقتحم الداخل نتيجة انجراف التربة، قائلة: «عيشين ف العذاب والقهرة»، مشيرة إلى أن بعض الملابس والأفرشة والأغطية أتلفت بسبب المياه التي تقاطرت من السقف. نادية وأبناؤها ليسوا الوحيدين الذين يعانون بدوار «أهل الغلام»، فهناك أعداد كبيرة هي الأخرى تعيش نفس المشاكل. زهرة 36 سنة، أم لطفلين تقول: «إننا في كل موسم شتاء نزود بيوتنا بالبانيوات والسطُولاَ، نظراً لكثرة الثقوب الموجودة بالسقف، ومع ذلك، لا يمكن أن نجلس في مكان معين دون أن تسقط على رؤوسنا قطرات الماء»! وقد أشارت إلى أن الكتب المدرسية للأبناء تبللت بسبب المياه التي تسربت من النافذة، بالإضافة إلى وجود بعض البرك المائية داخل البيت! وفي الأخير، قالت بنبرة تعبر من خلالها عن رفضها لهذه الوضعية المريرة: «حنا عيينا من الترقاع ، العام اللي جا كيلقانا هكذا»! في كل موسم أمطار ، إذن ، تتكرر نفس المعاناة ويتكررمعها نفس الكلام ونفس الوعود!! .