أضحى سكان دوار «ولد امبيركو» بدرب غلف بتراب مقاطعة المعاريف، يضعون أيديهم على قلوبهم مع كل غيمة وتغير في حالة الطقس، خوفا من أن تسقط الجدران المتهالكة على رؤوسهم، خاصة بعدما ظهرت بعض التشققات والتصدعات المتفاوتة الحجم ببعض البيوت القصديرية، كما هو الحال بالنسبة للسور الخارجي للدوار المسندة عليه عشرات البيوت الصفيحية، مما يهدد ، علاوة على الساكنة، حياة المواطنين /المارة ، خاصة زبناء الحافلات نظرا لتواجد محطة لتوقف الطوبيسات قرب هذا الحائط، رغم خط عبارة تحذيرية على هذا السور تنبه لخطورة الوضع! سكان دوار ولد امبيركو المحكوم عليهم منذ أزيد من سن بالافراغ يواجهون اليوم قساوة الطقس كما هو حال العديد من الكاريانات وسط أكواخ قصديرية تتحول إلى برك مائية مع كل تساقطات مطرية، بعدما تتسرب المياه العادمة التي عجزت قنوات الصرف الصحي لشارع أنوال عن احتوائها، فتغمر بيوتهم لتأتي على الأمتعة والملابس، متسببة في خسائر مادية لا يستهان بها لأسر غالبيتها من المياومين الذين يكدحون لضمان دخل يومي وسط إكراهات قاسية. وعن حجم المأساة التي تعيشها الأسر، تقول مي فاطنة 75سنة ، «ما تنعسش أءولدي بالليل نباتْ خايفة لا يريب علي هاذ البيت» ! معاناة بات يشاركها إياها أغلب السكان بعد ظهور مجموعة من التصدعات بالحيطان والتي يقولون إنهم غير ملزمين بترميمها أو إصلاحها لأنهم لا يعلمون إلى متى سيطول المقام بها رغم علمهم مسبقا بخطورة الوضع وهم المحكوم عليهم بالافراغ في وقت لاتزال القضية معروضة على المحاكم . من جانبه يقول (محمد)، أحد المتضررين: «هذا المشكل يتكرر كل سنة، لكن لا حياة لمن تنادي» . في إشارة الى الجهات المعنية. وغير بعيد عن دوار ولد امبيركو تعيش ساكنة «عرصة الحاج امبارك» نفس المعاناة بعدما فرضت الامطار وتجمعات الوحل عزلة تامة على هذا الحي الصفيحي ليلة الخميس الماضي و«تلاعبت» الرياح بالألواح الخشبية التي تقي القاطنين من البرد والشتاء. مشاهد أضحت جزءا لا يتجزأ من يوميات سكان دور الصفيح، الذين تتجدد معاناتهم / محنهم مع كل موسم ممطر، في انتظار إيجاد حل منصف لأوضاعهم، يخلصهم من شبح سقوط أسقف بيوتهم المتداعية في أية لحظة جراء هبوب رياح هوجاء!