أعادت ثورة ال 25 من يناير في مصر الروح لكتب عانت المنع والتجاهل طويلاً، لتبنّيها موقف المعارض من نظام الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، إذ برزت تلك الكتب، وخصص لها مكان في ميدان التحرير خلال الاحتجاجات الأخيرة في مصر، حسب تقرير نشرته وكالة رويترز. أعادت ثورة ال 25 من يناير في مصر الروح لكتب عانت المنع والتجاهل طويلاً، لتبنّيها موقف المعارض من نظام الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك، إذ برزت تلك الكتب، وخصص لها مكان في ميدان التحرير خلال الاحتجاجات الأخيرة في مصر، حسب تقرير نشرته وكالة رويترز. ومن بين تلك الكتب «جمهوركية آل مبارك» للصحافي محمد طعيمه، والذي حاول المساهمة في التصدي لمشروع توريث الحكم في مصر خلال المرحلة الماضية. ووثّق لقضية التوريث، وألقى الضوء على كثير من تجلياتها وشخوصها. يسجل «جمهوركية آل مبارك» للصحافي محمد طعيمه أول ظهور لجمال مبارك في عام 1998 ، والخطوات التي صحبت إعداده للدور المقبل، بدءاً من جمعية المستقبل، والمجلس الرئاسي المصري الأميركي حتى السيطرة على الحزب الوطني والحكومة، وتفاصيل الصراع الذي نشب بين الحرسين القديم والجديد. ويشير الكتاب إلى مواقف لغير السياسيين ممن تحمسوا لتولي جمال حكم البلاد، مثل الممثل الكوميدي عادل إمام الذي ناشد جمال مبارك عبر «النيوزويك» الأميركية، وقال وفق الكتاب «ياريت جمال يرشح نفسه، ويصبح رئيساً لمصر.. نحتاج إلى شخص قوي». وذكر المؤلف أنه «مع مجرد خطوات تمهيدية لسيناريو التوريث تكاد بنية الدولة الأقدم تاريخياً أن تتفكك». و«جمهوركية آل مبارك» يقع في 215 صفحة، وصدرت له أكثر من طبعة، وعنوانه نحت لغوي يجمع الجمهورية والملكية معاً بما يفيد باختلاط الأمور وتحول الجمهورية إلى حكم ملكي يورث. الروائي المصري صنع الله إبراهيم، المعروف بانتقاده حكم مبارك، كتب في مقدمته للكتاب: « فيما بعد،عندما ينجلي غبار المعركة، ويفوز الشعب المصري بحقه في اختيار حكامه، ويتخلص من القوانين المُقيدة للحريات، ومن القمع الذي كبل حيويته. عندما يفرض خطة للتنمية الحقيقية تأخذ مصالح الأغلبية في الحُسبان، وحقوقها في العمل والصحة والتعليم والعدالة. عندما يتحرر من النفوذ الأجنبي والهيمنة الأمريكية، ويستعيد دوره الطليعي عربياً وعالمياً، فيساند بحزم المقاومة العراقية للاحتلال الأجنبي، ويتصدى للعدو الإسرائيلي ولبرنامج تصفية الشعب الفلسطيني. «عندما يحدث كل ذلك سنكون في حاجة إلي سجل يذكرنا بالدور الذي لعبته مقالات محمد حسنين هيكل في تصحيح الوعي الجمعي، والدور الذي لعبه برنامج حمدي قنديل في إشعال الوعي القومي، وبموقف الصحفيين الشجاع من رموز السلطة في انتخابات نقابتهم، ودورهم في كشف المستور والتصدي للفساد الضارب في ظل سلطة شاخت وتعفنت وباعت مصالح البلاد وثرواتها من أجل الاستمرار بالتمديد أو التوريث، وبالدور الطليعي لحركة «كفايه» التي نقلت المعركة من الغرف المغلقة إلى الشارع رغم أنف الطغيان. «من هنا تأتي أهمية هذا الكتاب الذي يوثق فيه مؤلفه- من خلال مقالاته المتتابعة في صحيفة العربي الناصري- لفضيحة التوريث، ويلقي الضوء علي كثير من تجلياتها وشخوصها. «يسجل الكتاب أول ظهور لجمال مبارك في 1998 والخطوات التي صحبت إعداده للدور القادم بدءاً من جمعية المستقبل والمجلس الرئاسي المصري الأمريكي حتى السيطرة على الحزب الوطني والحكومة وتفاصيل الصراع الذي نشب بين الحرسين القديم والجديد. «ويسجل للمؤلف أنه - في وقت كان الاقتراب فيه من العائلة الحاكمة من المحظورات- من أوائل من تعرضوا إلى دور زوجة الرئيس المتشعب في الحياة السياسية، وربما أول من تحدث عن اللواء عمر سليمان الذي ما زال يعتبر من الشخصيات الغامضة في الحياة السياسية، وأول من أشار إلي حديث جمال مبارك الشهير في يناير 1999، والي اعتراف الأب في 1993 بمشاركة ابنه في شراء وبيع ديون مصر. «وما زلت أتذكر مشاعر الإشفاق عليه بعد كل مقال من مقالاته، والصعوبات التي واجهها بسبب مواقفه. ولا أنكر أني خفت عليه بعد أن قرأت هذا الكتاب. لكن هناك في الحياة أدوار مقدرة مهما بلغت فداحة ثمنها.» أما صاحب «جمهوركية آل مبارك.. صعود سيناريو التوريث «، الصحفي محمد طعيمه، فيكتب في الغلاف الأخير لمؤلفه: «هذا كل..»كل» ما أتركه ل(عمر).. لعله عندما يعيه يغفر لي تقصيري الفادح معه. «شوية» موضوعات.. لعلها تعطي لأبيه قيمة ما لديه. «وقتها كانت تلميحات «التوريث» تظهر خجولة بالمجالس الخاصة، لتتشجع قليلاً بعد إشارة (الأستاذ هيكل) إليها بالجامعة الأمريكية. «قبلها لم يتعرض لها أحد بصراحة ووضوح.. البعض تحدث عن مخاوف تكرار سيناريو (بشار).. لكن أحدا لم يقترب بالقضية كما كانت تُطبخ.. كما بدأت تتضح للمتابعين. «وقتها، وبعد لقاء جاك سترو (وزير خارجية بريطانيا) بجمال، دشن مصريون مقيمون بالخارج، تحديداً في تورونتو بكندا، حملة جمع توقيعات ضد التوريث، مع رصد لتطورات صعود جمال. التقطناها من منتداهم الغير مشهور على الشبكة العنكبوتية إلى أوراق (العربي) بتأثيرها الأوسع إعلامياً. «وبدأ خروج سيناريو التوريث للنور في ثلاث حلقات متتابعة، أذكر وقتها كلمات المبدع.. الغارق في هموم وطنه (صنع الله إبراهيم) بكل قيمته لدينا..»هذا عمل غير مسبوق في تاريخ الصحافة المصرية».. كوسام سأظل أفخر به. «لكل»موضوع» ظرفه الخاص في تاريخ نشره، بعضها تأخر نشره لحساسية النشر في توقيت معين.. فكان «النت» ملجأي، لكن يظل لكل منها «طزاجته الزمنية» وسبقه وقت نشره. «كلها نُشرت في التجربة التي سيتوقف عندها تاريخ مصر أكثر فيما بعد) العربي)، قد تختلف «كلمة».. مجرد كلمة أو أكثر عما هي هنا، لكن الكلمة «الحاضرة» هنا لا تضيف أكثر.. وإن كانت تحسم دلالة أو معنى. وبالطبع إذا كان «العنوان» كما هو مستقر مهنياً ملك الجريدة، فإنه هنا يعود لحالته الأولى.. كما كُتب مع موضوعه أول مرة. «انشغلت بهم واحد.. «هم» أضاع من عمري ربع قرن في موات دمر وطناً، هم توجعني معه.. دائماً مرافعة (أحمد زكي) في فيلم «ضد الحكومة» التي صاغها (بشير الديك).. عن»بلد نخره السوس، بنيانه يوشك أن يتداعى»، كان يحاكم قبل 14 عاماً «نظام كامل».. من «المجرمين الحقيقيين»، لم يكن أمامه وقتها _ والآن- إلا أن يستغيث بالقضاء باكياً..»لدي مستقبل هنا أُريد أن أحميه»..»أغيثونا.. أغيثونا». الكتاب ينقسم إلى ثمانية محاور يضم كل واحد منها فصلا أو عدة فصول: - كشف اللا مستور (استفتاء على توريث مصر، تكهنات غربية ترصد سيناريو التوريث ) - تداعيات (صحف العالم تُشيد بجرأة «العربي»، أول نفي من مبارك للتوريث) - الجمهوركية ) صحافة التوريث، انتعاش لوبي التوريث، ترسيخ مخاوف التوريث، الزواج والبابا والزعيم والأحزاب ) - به حكم الأب.. وعبره صعد الابن (السينما تتهم «الوطني» ببيع البلد) - ضد التيار ( فتح ملف تنحي مبارك، منافسة مبارك، الشارع ينتظر من يقوده) - قانون الجمهوركية (شفافية هتك الأعراض) - الخيوط (عمر سليمان: الرجل الذي لم يعد غامضا، دولة سوزان مبارك ، أنتيم جمال: مخاض لا ندري ماذا سيلد ، جمال وعلاء ( - ع الهامش (جمال وبيع الديون: حوار مُجهل للأب، الابن والشيخ والجنرال: دراسة أمريكية) .