عبد الله شقرون الذي شكل قاسما مشتركا لكل أغاني الولع العاطفي التي كان حسني يؤديها في بداية التسعينيات، حتى تلك الموّجهة لحبيبته والتي ساهمت في رفع رصيد شعبيته لدى الجمهور، وخصوصا منهم الشباب الذين تعاملوا مع حسني على أنه صوتهم الذي كانوا يعبرون ويدافعون ويسخرون به من واقعهم الاجتماعي المرير،...عبد الله شقرون، 21 سنة، الابن الذي أوجع في حضوره وفراقه الوالد، والمغني والإنسان، ما يزال حتى الآن يتذكر والده الذي يشاركه في حبه الملايين من الجزائريين في الماضي والحاضر والمستقبل. ولأنه، عانى كثيرا من الشهرة الفنية التي كان يحققها والده في تلك الفترة، وابتعد عن عائلته بوهران لأسباب عائلية، تتعلق بالمشاكل القائمة بين حسني وملوكة في سنوات سابقة، اختارا مستقبلا صعبا ومحفوفا بالمخاطر ومثيرا للتساؤلات، فعبد الله الآن جندي في القوات المسلحة الفرنسية، وليس ذلك فقط، بل إنه، شارك لفترة قصيرة ضمن القوات التابعة للحلف الأطلسي، الناتو، التي تقاتل حركة طالبان في أفعانستان؟ ! * المصير الذي وصل إليه عبد الله شقرون، ابن الراحل الشاب حسني، هو مصير صعب، شكل صدمة لوالدته التي تحبه والتي قضت مؤخرا أيام العيد لدى عائلتها في عين تموشنت، وحاولت الضغط عليه لكن دون فائدة، كما أن مصدرا مقربا من العائلة، أشار إلى أن ملوكة ما تزال تتذكر كل خير عن حسني، وترى أن ابنه عبد الله هو جزء منه، خصوصا أن الراحل لا يملك ابنا آخر ما عداه، ولاشك أن مخاطرته بحياته في الوقت الحالي بأفغانستان، تشكل صدمة للعائلة، تفهمتها بصعوبة في ظل غياب أي بدائل أخرى لعبد الله من أجل العمل فيها. * عائلة شقرون التي حاولت التدخل من أجل الحفاظ على حياة عبد الله، اصطدمت برغبته وتمسكه بفكرة الانخراط في القوات العسكرية الفرنسية، لكنها في الوقت ذاته احترمت تلك الرغبة، رغم أن والدته ما تزال حتى اللحظة قلقة بشأنه وعلى حياته، وهي ترفض الخوض في كثير من التفاصيل فيها، وتحاول نفيه في كل المناسبات، لأن العائلة اكتوت بنار الشهرة في كثير من المرات، وتعلم أفرادها الدرس جيدا أن الخصوصية أمر هام ومفيد لاستمرار الاستقرار العائلي، علما أن السيد ملوكة خاضت في السنتين الأخيرتين العديد من الحروب والمعارك في سبيل الحفاظ على صورة الشاب حسني، وخافت عليها من التشويه عبر الأفلام والمسلسلات التي كان من المفروض انجازها بخصوصه، وهي لذلك اعترضت بالأساس على قيام صناع أحد الأفلام بإظهارها في صورة مشوهة غير صورة تلك الزوجة التي أنجبت لحسني ابنا ما يزال يمثل بالنسبة لعائلة الفقيد في وهران، جزء من رائحة الابن المغتال ذات صباح من يوم التاسع والعشرين سبتمبر 1994 . * وينظر الكثير من عشاق حسني إلى عائلته على أنها جزء من سبب السعادة الغامرة التي منحهم إياها ملك الأغنية العاطفية والذي لم يتمكن أي مغن حتى الآن من احتلال مكانته الشاغرة بل ربع مكانته، وفشل الجميع في تحقيق التأثير الكبير الذي كان حسني يحصل عليه عقب كل أغنية يؤديها أو حفلة يحييها عبر الكثير من الولايات وحتى في دول المهجر . الشروق