تتوزع الممارسة الموسيقية في مناطق سوس بين ما هو تراثي قديم وما هو مستجد ومعاصر، فمن رقصات أحواش بتلاوينها وأنواعها ومناطقها، تمر إلى فنون الروايس، بآلاتهم المعروفة وألبستهم المزركشة وجولاتهم بين القبائل، ثم تلج عالم المجموعات، لتكشف تنوع أساليبها وتيمات أغانيها، وتوالي أجيالها، إنه الفن كما يمارس في سوس ومنطقها. «تيدوكلا» من المجموعات الغنائية الأمازيغية التي تؤثث فضاء الأغنية الأمازيغية في منطقة أشتوكن، تأسست منذ عامين وأحيت سهرات عدة قبل أن تصدر ألبومها الأول. الفنان أحمد باوش، واحد من العناصر التي تشكل مجموعة «تيدوكلا»، إلتقيناه من أجل تسليط الضوء على المجموعة، والتطرق إلى اشتغالها في حقل الموسيقى والغناء الأمازيغيين. متى بدأت مسيرتك الفنية؟ > أنتمي إلى أسرة تحب وتشجع الفنون الأمازيغية، وقد وجدت الأجواء الموسيقية قد مورست من قبلي، حيث كان أخي الأكبر ابراهيم مع مجموعة إيماراين في بدايات التسعينيات، ثم بعد ذلك مع تاوادا نايت ؤماركَ. كنت أرافقهم وأتعلم منهم مبادئ الموسيقى والعزف والغناء، ثم بعد ذلك فكرت في تأسيس مجموعة أخرى، خصوصا بعد تشتت مجموعتي إيماراين وأيت لهوى، فكانت مجموعة تيدوكلا. كيف تأسست مجموعة «تيدوكلا»؟ > حينما فكرت في تأسيس مجموعة أخرى، كانت بعض عناصر المجموعتين السالفتين ما زالت تمارس الموسيقى والغناء، منهم محمد سرحان، العازف على البانجو، وابراهيم أوكريش، ثم انضاف إليهم أفراد آخرون كمحمد العدناني، العازف على الكَيتار، وعمر أكَواض وحسن بوخداد. وكلهم كانوا أصدقاء، فسمينا المجموعة تيدوكلا نظرا لظروف كل فنان، فهناك من استمر مع المجموعة وهناك من غادر، لتكون مجموعة تيدوكلا مكونة الآن من الفنانين أحمد باوش (إيقاع البندير) محمد العدناني (آلة الكَيتار) الطيب أكَواض (آلة البانجو)، حسن بوخداد (إيقاع طمطام) عمر أكَواض (إيقاع البندير) عبد الله مرزوكَ (إيقاع الناقوس) والفنان الحسين معنى، وهم الأفراد الذين سجلوا الألبوم الأول للمجموعة. ما هي المواضيع التي تتناولها أغاني المجموعة؟ > لحد الآن تتوفر المجموعة على ألبوم واحد، ويمكن أن نقول إنه الألبوم التجريبي للفرقة، قبل أن تعمل على إبراز أسلوبها الخاص، ويتطرق هذا الألبوم لمواضيع اجتماعية، عاطفية وإنسانية. وستعمل المجموعة مستقبلا على الانفتاح على الشعراء الأمازيغ، من مختلف الأجيال والتجارب من أجل إغناء المواضيع التي ستتناولها مستقبلا. ما هو الأسلوب الفني الذي تتبعونه؟ > إن الغناء بالأمازيغية يعتبر لدى مجموعة «تيدوكلا» اختيارا وأسلوبا في نفس الوقت، لأننا نجد بعض الأمازيغ لا يغنون بلغتهم رغم أنهم يتقنونها. نحن في تجربتنا التي لانزال نؤسسها، نمزج بين فنون أحواش وأسلوب تيرويسا، المنتشرين في مناطق أشتوكن وأيت باها. وتعمل المجموعة على المزج بين النمطين والاجتهاد من أجل إفادة الأغنية الأمازيغية الحديثة. هل تتوفر المجموعة على إنتاجات؟ > لم تتأسس مجموعة تيدوكلا إلا خلال سنة 2007، لكن الأفراد الذين أسسوها راكموا تجارب موسيقية مهمة، جعلتهم منسجمين في تيدوكلا، ودفعهم ذلك إلى التفكير في إصدار أول ألبوم منتصف سنة 2008، يحتوي على ست أغاني من إبداع المجموعة ومن اجتهادها. وأتمنى أن يلقى التجاوب الملائم من طرف الجمهور الأمازيغي. ما هي مشاريعكم المستقبلية؟ > بعد الانتهاء من حفلات صيف 2008 ستنهمك مجموعة تيدوكلا في إعداد ألبوم غنائي VCD صوت وصورة، ونعتبره تجربة أخرى في مسارنا الفني، ثم بعد ذلك ستفكر المجموعة في المشاركة في المهرجانات الكبرى التي تنظم في المدن المغربية، كما ستعمل على إعداد ألبومها الثاني.