احتفاء باليوم العالمي للغة الأم نظمت أخيرا جمعية تيللي ن أدرار الثقافية الاجتماعية بتنسيق مع جمعية تاوسنا لأجماك أيت وادريم للثقافة و التراث الأمازيغي ندوة فكرية تحت عنوان :» فن أجماك : ثقافة و تراث» بقاعة الاجتماعات التابعة لبلدية أيت باها. وأطر هذه الندوة كل من عبدالرحمان فارس و رشيد جدال وهما باحثان مهتمان بالثقافة الأمازيغية. وبحضور مجموعة من إنضامن حماد أودريس، الريس حماد حنتج، الحاج أوزال و آخرون.... وتأتي هذه الندوة في إطار رغبة الجمعيتين في التعريف بهذا الفن لدى الشباب باعتباره فنا راقيا له مميزاته و خصائصه ورواده وجمهوره من جهة ومن جهة أخرى التعريف باليوم العالمي للغة الأم الذي يصادف 21 فبراير من كل سنة من خلال إبراز أهمية الإبداع باللغة الأم « فن أجماك نموذجا» لدى الساكنة المحلية ورفع تلك الصورة النمطية الفلكلورية عن هذا النوع الإبداعي الفني. وكان رشيد جدال وهو أستاذ بالثانوي وحاصل على الماستر في الدراسات الأمازيغية أول المتدخلين و تناول موضوع «تامديازت نوسايس مستعرضا أهم الأنواع الأدبية الشعرية المغناة ب»إسوياس» التي تنضوي تحت فن أحواش: أهنقار، الدرست، تيمناضين، أهياض، أحربيل، تماووشت، أكلاكال، أجماك.... واعتبر في مداخلته أن أسايس فضاء مقدس له حرمته فهو فضاء حميمي ومكان للتربية والحكمة كما يتخذ عدة أسماء منها: أبراز، أسراك، أنرار، أسرير... أما بخصوص المواضيع التي تتناولها تامديازت نوسايس فهي عديدة تتجسد في الاهتمامات التي تشغل حياة الفرد والمجتمع: مواضيع اجتماعية، سياسية، دينية... واستشهد بالمساجلة الشعرية بين الشاعرين الحاج عابد أوطاطا و أجماع... المداخلة الثانية تناول فيها عبدالرحمان فارس وهو أستاذ مهتم بفن أجماك و فاعل جمعوي، أهم ما يميز فن أحواش عامة و فن أجماك، مؤكدا أن الإنسان الأمازيغي أبدع عبر تاريخه العريق في شتى المجالات و شيد حضارة عظيمة تتجسد في أساليب الزراعة ، أبجدية تيفيناغ، الخطارات، إكودار، سن القوانين العرفية...و ابدع في المجال الرمزي و المتخيل الجماعي المتمثل في فن أحواش و أحيدوس.... وفن أحواش عبارة عن غناء جماعي في الهواء الطلق على العموم وهو مجال الإبداع في الشعر و اللحن و الغناء و الرقص و هو كذلك دعوة لحضور منتديات القبيلة. وقبل الحديث عن فن أجماك استطرد بالحديث عن بعض الفنون الغنائية الأمازيغية التي تستمد ألحانها وأشعارها أغانيها من فن أحواش: تيرويسا، تاكروبييت و تاكيطارت معززا استطراده بأمثلة عن كل فن غنائي. وفن أجماك فن غنائي إبداعي جماعي ينتشر في رقعة جغرافية مهمة يندرج تحت لواء فن أحواش بصفة عامة. فأجماك ينتشر في منطقتي أشتوكن أيت باها و إرسموكن فباستثناء الشريط الساحلي و ماست فأجماك يمارس في القبائل التالية، إداومحند، أيت وادريم أيت ميلك أيت صواب أيت باها، إيلالن، من حين انقرض في بعض المناطق التي كان يعرف بها كإداوكنيضيف و أيت مزال. أما العناصر المكونة لفن أجماك فحددها في المكونات فمن بينها «لعمت» وهي مجموع المشاركين في فرقة أجماك و يتراوح عددهم بين 30 و 50 مشاركا، في زي تقليدي وخنجر يبين مدى الأهمية الرمزية لأسايس. و»إد بوتلونا « يصل عددهم إلى 10 ويتزعمهم فردان يقومان بأصندر. إد بوتلونا يتوسطون بين المجموعتين المتنافستين داخل فرقة أجماك. وإمديازن أو إنضامن imdyazn nd in??amn: يتدخلون بشعرهم ضمن الفرقة و يصعب تحديدهم من بين المشاركين لكن في الغالب يكون هناك اثنان كل يتزعم مجموعته في قرض الشعر و الرد على المنافس في وقت وجيز.