من مواليد مدينة مراكش، وفي نهاية عقده السادس، مازال الأستاذ محمد بن شقرون يخوض تجربته في العمل الجمعوي بقوة الشباب وعزيمة الرجال دون أن يكون له هدف تسليط الأضواء عليه، ويحكي مقربون منه أن مسؤوليته في أسرته وعمله أنه لا يمل من الحضور في اجتماعات جمعيته وأخذ زمام المبادرة في تنفيذ عدد من المشاريع الإنسانية والتنموية، بل ويحرص على الوقت أيما حرص وعلى عدم تضييع الجهود، حتى أنه لما سقط طريح الفراش خلال الشهور الماضية، كان لا يتوانى في السؤال عن إخوانه وعن بذرات عمله التطوعي، وإذا كان بن شقرون من صنف الناس الذين يتكلمون ببطء وبخفض الصوت، إلا أن في الميدان كان يجهر بأفكاره ويحاول إشراك الباقين في تنفيذها . يقول بن شقرون إنه دخل العمل الاجتماعي من باب التطوع في إعطاء دروس مجانية لتلاميذ السنة التاسعة في اللغة الفرنسية، تفانيه جعل المسؤولين في جمعية الرحمة للعناية بالأسرة الفقيرة المشرفة يستقبلونه من اجل العمل الاجتماعي المباشر، تردد كثيرا قبل أن يقبل، وينطلق في عمل تطوعي مليء بالعطاء ، ومشوب بكثير من العراقيل. بن شقرون كان قادرا على أن يشرك العديدين في عمله الإنساني المبني على التخطيط الأولي رفقة شباب الجمعية وأطرها، بدء من الأطباء سواء في القطاع العمومي أو القطاع الخاص، والذين كانوا لا يتوانون في استقبال الحالات الصحية من ذوي وذوات الدخل المحدود، والتعامل معها على أساس عمل تطوعي إنساني، أو من احد الصيادلة الذي يتخلى عن أرباحه لصالح العمل الإنساني الخيري، يبدو بن شقرون دائما متفائلا، وفي نظراته الثاقبة الكثير من الحبور الممزوج بالأمل في غذ أفضل، وهو يرى أولئك الأطفال الذين يدرسون في روض الجمعية تعلو محياهم سعادة الحصول على محفظة كاملة والحصول على مكان في كراسي الدراسة الأولية، لكنه يتألم أيضا ألما كبيرا أيضا حينما يزور بعضهم في بيوتهم ويرى أبائهم من المعوزين في حالات صعبة، لا يكفي العمل التطوعي وحده لان يوفر لهم الحد الأدنى من العيش والكريم ، ويجب أن تتدخل الجهات المسئولة لإنقاذ مسارهم، يقول بن شقرون بمرارة. يحكي بن شقرون، أن الجمعية تعمل في الجانب المدرسي ، والجانب الطبي أيضا ، ومن عادة الجمعية أن تطلب من المستفيدين المعوزين أن يوقعوا التزاما بإرجاع الآلات الطبية كلما أصبحوا غير محتاجين لها لكي يستفيد منها غيرهم، مثل الكراسي المتحركة والعكاكيز، لكن في كثير من المرات،يضيف بن شقرون يصعب على الجمعية فرض ذلك الالتزام، للحالة المزرية التي يعيشها هؤلاء، ذهبت مرة لمهمة من ذلك النوع ، لكن قلبي الفطر لهول ما رأيت، لذا تضطر الجمعية في بعض الأحيان إلى ترك تلك المعدات مساعدة لهم. يحكي بن شقرون بفخر عن مشروع تعليمي منذ ولادته كافل المتعلم قبل أكثر من عشر سنوات، وهو المشروع الذي مازال صامدا في جمعية بن شقرون، وهو من اشد المدافعين عنه، لأنه يستند على أهمية التعليم ماقبل المدرسي، في حسن متابعة الدراسة والاستمرار فيها إلى أبعد مدى، ولضعف الإمكانيات المادية للأسر الفقيرة التي تجعل من تخصيص نفقات التعليم ما قبل المدرسي لأطفالها أمرا بعيد المنال، ويعتمد المشروع على مساهمة المحسنين في توفير حوالي 80 درهما لتغطية جزء من أجور المدرسات والمساهمة قي نفقات التسيير ، ويقول إن التعليم الأولي لأولاد الفقراء كفيل بإتاحة لهم فرص متكافئة مع أقرانهم لولوج المدرسة العمومية في أفضل الظروف. لم ينس بن شقرون وانأ أودعه أمام بيته حيث آجرينا هذه المقابلة، أن يمنحني برنامج رمضان الحافل بعديد من الأنشطة وحثي على حضورها ، وتقرأ دائما في عينيه لغة تحد نادرة من أجل عمل جمعوي متميز، لا يحفي بن شقرون ما وصلت إليه حال بعض الجمعيات في المغرب، والتي لا تشفي الغليل، وإذا ما تعرف أن يغض مسئوليها يجعلواته واجعة فقك لقضاء أغراض شخصية. لا يفوت بن شقرون أن يحيي شباب الجمعية الذين تربوا في أحضانها ، وكانوا مثالا للأبناء البررة، خاتما أن العمل ينتظره الكثير من العمل في عمليات قفة رمضان وكسوة العيد.