نظمت (جمعية أبي رقراق) في إطار افتتاح أولى لقاءاتها الشهرية، اليوم الجمعة، لقاء بسلا لتقديم كتاب "طفولة وشباب على ضفتي أبي رقراق" لمؤلفه الأستاذ عبد الله شقرون. ويهدف هذا العمل، الذي يقع في 247 صفحة من الحجم المتوسط، إلى استعادة ذاكرة سلا من خلال تسليط الضوء على مسار المؤلف منذ مرحلة طفولته، واستحضار ذكرياته وكشف النقاب عن رجالات المدينةوروادها، وكذا رصد البيئة المعيشية خلال فترة الثلاثينيات من القرن الماضي. وسعى السيد شقرون في هذا العمل إلى إبراز مجموعة من القيم التي كانت سائدة في المجتمع السلاوي في تلك الفترة كالتسامح والتضامن الأسري واحترام حرمة الجار. وقدم السيد شقرون، من خلال هذا العمل، وصفا دقيقا لحياة المجتمع السلاوي وخصوصيات تراث المدينة العريق من خلال أسوارها وأبراجها وأبوابها وأزقتها ومساجدها وأضرحتها وزواياها ومدارسها وبيوتاتها العتيقة وبناياتها الشامخة. وتطرق المؤلف خلال هذا اللقاء، الذي أطرته السيدة عائشة بلعربي، أستاذة باحثة بجامعة محمد الخامس بالرباط، إلى ظروف نشأته وترعرعه في حي (البليدة) بالمدينة القديمة ودراسته منذ مرحلة التعليم الإبتدائي إلى التعليم العالي. كما وقف عند تجربته المهنية في مجال الإعلام والمسرح والشعر والأدب، مستحضرا أهم رجالات المدينة الذين عاشوا في فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي. وتم خلال هذا اللقاء، الذي حضره ثلة من رجال الفكر والأدب والإعلام والسياسة، منهم على الخصوص، الإعلامي محمد العربي المساري والمناضل أبو بكر القادري ورئيس المجلس الجماعي لمدينة سلا السيد نور الدين الأزرق، تقديم مداخلات حول قضايا الطفولة والشباب عند بعض رواد الحركة الوطنية بسلا. وفي هذا السياق، تطرق الأستاذ الباحث العربي واحي إلى مفهوم الشباب والشبيبة خلال فترة العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، معتبرا أن شبيبة تلك الفترة كانت شبيبة "راشدة ومنفتحة" على تيارات العصر القادمة من الشرق والغرب. كما وقف الأستاذ الباحث عند بعض روادسلا كأبو بكر القادري وسعيد حجي ومحمد حصار ومحمد اشماعو وقاسم الزهيري ومحمد معنينو وعبد اللطيف الصبيحي. ومن جهته، تطرق السيد عز المغرب معنينو، أستاذ بالمدرسة العليا للأساتذة بالرباط، إلى نشأة وطفولة والده الحاج أحمد معنينو وكذا إلى مختلف المراحل التعليمية التي مر منها. وأشار إلى أن والده، الذي ولد سنة 1906 بسلا، تلقى تعليمه في الكتاتيب القرآنية والزوايا والأضرحة والمساجد. يشار إلى أن الأستاذ عبد الله شقرون عمل محررا ومذيعا ومنتجا بالإذاعة المغربية (راديو المغرب)، ومديرا للتلفزة المغربية، ومديرا عاما لمنظمة اتحاد إذاعات الدول العربية للراديو والتلفزيون التابعة لمنظمة جامعة الدول العربية، ومديرا ومستشارا في ديوان وزارة الشؤون الثقافية (1992-1997). وللسيد شقرون عدة مؤلفات في الثرات والمسرح، منها على الخصوص، "نظرات في شعر الملحون"، و"دولة الشعر والشعراء على ضفتي أبي رقراق"، و"جولة في عالم الشعر والشعراء بالمغرب"، و"حياة في المسرح"، و"فجر المسرح العربي بالمغرب"، و"حديث الإذاعة حول المسرح العربي".