"علمتني تجربتي في العيش خارج المغرب،أن تعاملك مع الناس هو ما يجعل هذا البلد أو ذاك جنة أو نار...كل واحد يحكم حسب تجاربه الخاصة..." حوار خاص بالحدود المغربية: وسيمة بن صالح:"الجيش الإسرائيلي مجرد دمى ترعبه نظرة تحدي" مراسلة الجزيرة نت تعتبر أن"الدين و العرق لا يقفان في وجه التناغم البشري" أجرى الحوار بوعلام غبشي تعتقد وسيمة بن صالح أن "القيم الإنسانية هي الهوية الوحيدة التي يجب أن يدافع عليها كل منا"،وقالت مراسلة الجزيرة نت من تركيا،"ليس صحيحا أن الدين و العرق يقفان في وجه التناغم البشري"،مضيفة،بخصوص الظروف التي مر فيها التحقيق معها كمشاركة في أسطول الحرية،من طرف المحققين الإسرائيليين،أن "الجيش الإسرائيلي مجرد دمى ترعبه نظرة تحد"،كما اعتبرت الإعلام المرئي المغربي منتجا "لجيل البيبسي و الكوكا كولا". كيف يمكن أن تقدم وسيمة بن صالح نفسها للقراء؟ وسيمة ابن صالح صحفية تؤمن أن على الصحفي الإيمان بما هو مخلوق من أجله و هو الدفاع على كلمة الحق مهما كان الثمن الذي سيكون عليه أداؤه. ما الذي تحافظ عليه اليوم ذاكرتك من تجربة أسطول الحرية؟ مشاهد الدم و العنف الوحشي الإسرائيلي..الكبرياء، الشجاعة، التحدي و الصمود في صفوف المتضامنين رجالا و نساء، شيوخا و شبابا، عربا و أجانب....أسطول الحرية أكد و بامتياز أن الفروقات التي خلقتها السياسات لا وجود لها حيث يوجد الوعي و الإيمان بأن القيم الإنسانية هي الهوية الوحيدة التي يجب أن يحملها كل واحد منا ويدافع عنها...الأسطول كان دليلا واضحا أن الشعب عندما يكون حرا...فهو يخلق المعجزات...ليس صحيحا أن الدين و العرق يقفان في وجه التناغم البشري...الأسطول كان خليطا من مختلف الأطياف و الإنتماءات لكنه كسر كل الحواجز التي من شأنها إعاقة سير مثل تلك المهمة الإنسانية. كيف حصلت مشاركتك في أسطول الحرية،أقصد هل كانت برغبة ذاتية أم بتكليف من المؤسسة الإعلامية التي تشتغلين لحسابها؟ جاءت مشاركتي برغبة ذاتية، فبحكم علاقتي المباشرة مع هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية المنظمة للأسطول من تركيا، حيث أعمل معهم كمترجمة منذ فترة، قررت المشاركة بعد إن أضعت فرصة المشاركة في القافلة البرية السابقة '' تحيا فلسطين 3 ''...فمجرد بدء التحضير لحملة الأسطول، طلبت من رئيس الهيئة "بولنت يلدرم" السماح لي بالإنضمام إلى صفوف المشاركين، فوافق و انضممت إلى مجموعة الصحافيين الذين سيرافقون الأسطول...كنت الصحفية الوحيدة التي تحمل الجنسية المغربية..لكني لم أرغب في المشاركة فقط من منطلق عملي، لكن واجبي كإنسانة دفعني للمشاركة، لأنني أومن أن كل واحد منا عليه أن يقوم بنصرة القضية الفلسطينية و الدفاع عن المظلومين أينما تواجدوا...لا يمكن أن نظل سلبيين و صامتين أمام ما يحدث في العالم من ظلم و اضطهاد و خاصة الحصار الغاشم و غير الإنساني في غزة...صحيح أنه لم يكن لدي ما أقدمه من مساعدات مادية..لكن أفكاري و قلمي و شهاداتي يمكنها بشكل أو بآخر المساهمة في رفع الظلم الواقع،و كشف الفظاعات الإسرائيلية،و انتهاكاتها لحقوق الإنسان،و الممارسات الوحشية التي تمارسها منذ سنوات و يوميا في حق الشعب الفسطيني. يمكن أن تعطينا صورة مقتضبة عن الذي حصل عند اعتداء الجيش الإسرائيلي على الباخرة التي كنت على متنها؟ عند الساعة العاشرة و النصف، لقط رادار سفينة '' مافي مرمرة '' اقتراب تعقب أربعة سفن حربية إسرائيلية للأسطول، و بدأوا بالإتصال بالقبطان و طلب التعريف عن نفسه و عن وجهته، و عندما أخبرهم أن وجهتنا غزة، طلبوا منه تغيير المسار باتجاه ميناء أسدود، رفض القبطان و أجابهم أننا في المياه الدولية و ليس لهم الحق في توجيه أية طلبات من هذا النوع لنا.. عند الساعة الرابعة و النصف صباحا و بينما كان بعض المتضامنين نياما و الآخرون يؤدون صلاة الفجر...و نحن في غرفة الصحافة، ظهرت الزوارق البحرية الإسرائيلية بالعشرات حاملة الجنود الذي شرعوا مباشرة بإطلاق النيران و قنابل الغاز، القنابل الصوتية...تحولت السفينة إلى منطقة حرب ما بين مدنيين عزل في عرض المياه الدولية،و نصف الجيش البحري الإسرائيلي المعزز بمروحيات حربية، فرقاطات و غواصات حربية..أسلحة من مختلف الأحجام و الأنواع...سقط العشرات من الجرحى و شهيدين في الدقائق الأولى من الهجوم المتوحش العنيف....كان بعض المتضامنين يحاولون الدفاع عن السفينة بما يجدونه أمامهم من مكنسات و مثيلاتها....لكن هذا لم يشفع لهم أمام الآلة الحربية الإسرائيلية المتعطشة للدماء.....كان المسؤلون في السفينة يناشدون الجنود بعدم إطلاق النار..لأن عدد الجرحى كبير و نحتاج للمساعدة الطبية و الوصول إليهم لإنقاذ حياتهم...رئيس هيئة الإغاثة و المساعدات الإنسانية بولنت يلدرم خلع قميصه الأبيض و لوح به للجنود لحقن الدماء...لكن الجنود واصلوا إطلاق النار...عندما سيطروا على السفينة كان معظم الركاب من الرجال و النساء...من مختلف الأعمار، مقيدين و مكبلين منهم من يجلس على المقاعد و منهم من يركع على الأرضية الرطبة و المسقية بدماء الجرحى و القتلى...تابعت المروحيات الإسرائيلية التحليق فوق السفينة محدثة زوبعة كانت تبلل المتضامنين بمياه البحر التي كانت تصعد إلينا...إضافة إلى أزيزها العالي و المزعج...كانوا يحاولون الضغط علينا نفسيا..لكن لم يفلحوا في ذلك لأن معنوياتنا كانت عالية...كنا نتأكد من أن الجميع بخير...و نفكر في جرحانا و شهدائنا و نترحم عليهم رغم عدم علمنا في تلك الفترة عن عدد الشهداء.....كانوا يستعملون الكلاب المدربة أيضا...و قد هاجمت تلك الكلاب العديد من المتضامنين و أصابتهم بجروح خطيرة... جمعونا في القاعات المغلقة، و أطفؤوا أجهزة التكييف...منعونا من استعمال الطعام الذي كنا نحمله معنا...كانوا يمنعوننا من التحدث مع بعضنا البعض...منعونا من الدخول إلى دورات المياه...و كانوا يتعاملون معنا باستعلاء و شماتة.... الجيش الإسرئيلي مجرد دمى هل فعلا تلقيت معاملة خاصة في المعتقل الإسرئيلي فقط لأنك مغربية؟.و لماذا برأيك مكنتك جنسيتك المغربية من هذا الامتياز؟ ربما فسر البعض جوابي،خلال استضافتي في برنامج بلا حدود،أنني تلقيت معاملة خاصة في السجون الإسرائيلية لأنني مغربية..لكن هذا ليس صحيحا...ما قلته هو أنهم كانوا يستغربون عندما أقول لهم مغربية...فمن المعروف أن المغرب منذ القديم له علاقات جيدة مع إسرائيل...المغاربة اليهود يشكلون نسبة كبيرة من اليهود في إسرائيل..المغرب يعتبر من الوجهات المهمة لحج اليهود و يتواجد على أرضه نسبة كبيرة من اليهود...حتى أن إحدى المجندات أخبرتني أن أمها مغربية و أنها ترغب في زيارة المغرب...هؤلاء المجندات يبلغن التاسعة عشر من أعمارهم...معظمهن لا يعرف حتى لماذا يخدم و ضد من و كيف؟ أحد الجنود الإسرائيليين من أصل عربي كان متعاطفا معي،لكنني لم أعره أي اهتمام..لأنني أعرف جيدا أنه و مهما كانت نواياه للتعاطف لأنه يحب المغاربة..فهو يظل جنديا اسرائيليا شريكا في الجرم الذي ارتكبه جيشهم في حق الأبرياء من مشاركي أسطول الحرية، و الجرائم التي يرتكبونها في حق الفلسطينيين العزل و الأبرياء... كوني مغربية، صحفية و كوني واجهت كل أسئلتهم و معاملتهم بشكل خال من أي خوف أو قلق، لم يخول لهم التعامل معي بشكل عنيف لأنهم عرفوا أن لعبة الترهيب التي يتقنون ممارستها لم و لن تفلح مع المتضامنين،الذين عندما قرروا المشاركة في الأسطول...كان قلبهم عامرا بالإيمان و التحدي و تحمل المسؤولية. لم تكن أية جنسية تلقى امتيازا و معاملة خاصة..فكل المشاركين كانوا أعداء للإسرائيليين..ما حدث هو أنه و بسبب الورطة التي أوقعوا أنفسهم فيها، كانوا يحاولون أن يرحلونا في أسرع وقت ممكن و التخلص منا بأي شكل كان. كان ردك حادا على المحققة الإسرائيلية،وهي تواجهك بتهمة الاعتقال،على أنك وضعت خلف القضبان الإسرئيلية لأنك تتواجدين على التراب الإسرئيلي،حسب زعمها،بطريقة غير شرعية؟ كنت أشعر برغبة في الضحك لأنهم كانوا بمثابة ببغاوات يرددون ما علموهم إياه قبل القبض علينا..كانوا يرددون بطريقة أوتوماتيكية تلك الجمل.... حتى أن جوابي جعلها تنظر باستعلاء و قد أخرستها المفاجأة...فقد اعتقدوا أن الحشود العسكرية و الطريقة التي كانوا يعاملوننا بها ستخيفنا أو تجعلنا نحس بالضعف....لكنهم فوجئوا أنهم هم من كانوا في قفص الإتهام، و لم يستطيعوا الدفاع عن موقفهم أمامنا...حتى أنني قلت لها لن أوقع على الورقة إذا لم تكتب عليها هذا الرد...فماكان منها إلا أن كتبته... ما يعتقده البعض أن الجيش اليهودي مخيف و قوي فهو بالتأكيد مخطئ، هم مجرد دمى ترعبهم مجرد نظرة تحدي....الإرتباك الواضح و الشعور بالورطة التي تواجدوا داخلها كان عنوان وجوههم و نظراتهم...و لم تنجح كل أسلحتهم و نبراتهم الحادة من التغطية على هذا...لأن مجرد إعلاء أصواتنا في وجوههم كان كفيلا بتراجعهم إلى الوراء و الصمت. هل فعلا تعامل المحققون الإسرئيليون بقسوة مع المحجبات؟ التعامل مع المحجبات و خاصة التركيات و فتاتين منقبتين كان عنصريا..منعوهن من ارتداء حجابهن باستعمال الإبر التي كن يستعملنها..التفتيش كان دقيقا و بشكل مهين...لكن لم يزد تلك المتضامنات الصامدات إلا شموخا...و لم يزد الإسرائيليات إلا قبحا... هل أنت مستعدة لمعاودة هذه التجربة لو أتيحت لك الفرصة مرة أخرى؟ بالتأكيد و بدون أدنى شك أو تردد...سأكون أول المشاركات إنشاء الله في أول فرصة تتاح...شرف عظيم أن أكون جزءا من أي مشروع يسهم في كسر الحصار عن غزة و نصرة الفلسطينيين...و كما قلت مرارا " أرواحنا ليست أغلى من أرواحهم ''...على شبابنا خاصة رمي كل ما تعلموه على مقاعد الدراسة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية من أن هذه القضية هي سياسية بحتة....القضية إنسانية و لن يدعهم ضميرهم ينامون مرتاحين ماداموا لا يقفون صفا واحدا ضد الظلم و العدوان و الإضطهاد... تركيا بلد مضياف أنت مستقرة بتركيا حيث تشتغلين كمراسلة للجزيرة نت من هناك.كيف هي ظروف لحياة بهذا البلد؟ علمتني تجربتي في العيش خارج المغرب،أن تعاملك مع الناس هو ما يجعل هذا البلد أو ذاك جنة أو نار...كل واحد يحكم حسب تجاربه الخاصة...و من خلال تجربتي..لم أواجه قط معاملة سيئة طوال إقامتي منذ سنتين و نصف تقريبا هناك....تركيا بلد تعيش فيه أعراق مختلفة و مهما حاول السياسيون اللعب على أوتار هذا الموضوع و إظهار البلد كساحة للحروب العرقية..فهذا خطأ...لأن الشعب التركي شعب مضياف..كريم..يطبعه ذلك الفضول الطفولي لاكتشاف كل ما هو جديد عليهم...أحيانا أنزعج من أسئلتهم المتكررة عن نفس الموضوع خاصة عندما يعرفون أنني مغربية...لكن معرفتي أنهم يطرحونها بدافع حب المعرفة يجعلني أرد عليهم بتفصيل ممل عن كل ما يرغبون بالتعرف عليه.... تركيا بلد يستطيع الشخص فعلا تطوير نفسه عندما ينجح في اكتشاف المفتاح السحري للعيش فيه. هل أنت مستعدة للاستقرار النهائي بها؟ نعم، إنشاء الله. ماهي أوجه التشابه و الاختلاف في العمل الصحفي بين المغرب و تركيا؟ تجربتي في العمل الصحفي في المغرب ليست سوى سلسلة من الرفض الذي لاقيته من مختلف المؤسسات من جرائد، محطات راديو و تلفزيون...بسبب محاربتهم لعمل المحجبات...ماعدا جريدة المساء التي بدأت العمل بها منذ كنت في المغرب قبل أن أقرر الإنطلاق إلى تركيا... مشكلة المغرب هو أنه يكفي أن تكون ناجحا أو أن تحاول إن تكون ناجحا لتشعل ضدك كل الحروب التي يمكن تصورها...في المغرب لا يوجد إيمان بالمنافسة الشريفة و تطوير المهارات..لا يوجد الرأي و الرأي الآخر...و خاصة كفتاة...فهذا موضوع آخر..المرأة العاملة و خاصة الصحفية هي عدو لدود يجب القضاء عليه بأية وسيلة أو استخدامه كآلة في هذه الحرب....مع الأسف ابتذال المرأة أصبح صنعة يحترفها العديد من رجال السلطة في المغرب. في تركيا، يكفي أن تبرزي إمكانياتك الفكرية و مهارات العمل لتكوني ندا يحسب له ألف حساب...نظرات الإحترام التي ألمحها في عيون الزملاء من الصحفيين سواء الأتراك أو الأجانب، كفيلة بمحو كل الصعاب التي تفرضها الغربة إحيانا..و صراحة التسهيلات التي يلقاها الصحفي في تركيا سواء الأجنبي أو التركي تجعل العمل في هذا المجال و إن لم يخلو من بعض الصعاب، في حد ذاته تجربة فريدة و غنية. الحكومة المغربية تساهم في تشويه سمعة المغاربة كيف هي سمعة المغرب في الأوساط التركية؟ شخصيا و في المحيط الذي أعيش فيه، سمعة المغرب عادية، حتى أنه يكاد لا يعرف سوى بذلك البلد الذي تعتبر الفرنسية لغته الرسمية..البلد الذي تتواجد فيه مدينة كازابلانكا في الفيلم المشهور...لكن مع بدأء توافد السياح المغاربة، و مع الأسف عدم التزامهم بتشريف المغرب، يجعل بعض الأوساط تأخذ فكرة سيئة عن المغاربة كشعب مزعج، لا يلتزم بالقوانين و لا بالنظام. في أحد تصريحاته وزير الجالية المغربي محمد عامر أقر أن هناك دعارة مغربية بمنطقة الخليج،كامرأة مغربية تشتغل بالخارج،ما تعليقك على مثل هذه التصريحات سواء كانت حكومية أو غير حكومية؟ هذه التصريحات و إن كانت صحيحة، تقودنا إلى سؤال آخر " من يروج لهذه المسألة حقا هل هو المغرب أم جهات أخرى '' عندما يقبض على شبكة دعارة فيها مغربيات تسارع كل الصحف الوطنية بالكتابة عن الموضوع و التمتع بإضفاء البهارات و القصص...لكن عندما يتعلق الموضوع بمغاربة يناضلون في سبيل تحسين صورة المغرب في الخارج، سواء المهاجرون الناجحون أو غيرهم من المواطنين الشرفاء في المغرب، لا أحد يلقي اهتماما لهم..و هذا ما حدث بالضبط مع المشاركين في أسطول الحرية...لا أتحدث عن مشاركتي شخصيا لأنني بكل الأحوال صحفية و من واجبي تغطية مثل تلك الأحداث، و كوني انطلقت مع الأسطول من تركيا... لكني أود التحدث على ما واجهه المشاركون الأربعة المغاربة و هم : عبد القادر عمارة البرلماني عن حزب العدالة و التنمية، عبد الصمد فتحي عضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، لطفي حساني عضو الهيئة العربية الدولية لإعمار غزة، وحسن الجابري عضو لجنة العلاقات الخارجية للجماعة، من تعسف من قبل السلطات المغربية، حيث منعوا من أن يلقوا الإستقبال الذي يليق بهم عند قدومهم للمغرب. صحيح أن الحكومة المغربية تدخلت للإفراج عنهم، و أن السفارة المغربية في الأردن قامت بواجبها تجاههم، لكن هذا لا يشفع للحكومة المغربية لما ارتكبته في حقهم....من المبتذل استعمال الخلافات السياسية في مهمة إنسانية دخلت التاريخ من بابه الواسع...مهمة كان للمغرب يد فيها ممثل بهؤلاء الشرفاء الذين أكدوا مرة أخرى للعالم أجمع أن الشعب المغربي، و أقول الشعب المغربي، لأنني أعرف تماما التعاطف و الحب الكبير الذي يكنه المغاربة شعبا للقضية الفلسطينية...الحكومة المغربية شريكة مع الجهات الخارجية الأخرى في تشويه سمعة المغاربة، و سجنهم في إطار الدعارة، الشغب، الهمجية و تهريب المخدرات..الحكومة المغربية بمثل هذه التصرفات تمنع المواطن المغربي من إعلاء رأسه في شموخ و اعتزاز و هو يرد بثقة أنه ينتمي إلى وطن الأحرار و الشرفاء..الحكومة المغربية بهذا تستأصل ذاكرات المواطن المغربي و تصادر حقوقهم في تخزين مثل هذه المواقف المشرفة للمغاربة...العالم كله استقبل مشاركيه استقبال الأبطال، باختلاف انتماءاتهم السياسية و الدينية..تركيا استقبلت المشاركين غير الأتراك بالحب و الترحاب...فهل هان على الحكومة المغربية حرمان مواطنيها من لذة انتصار القيم الإنسانية لصالح المصالح السياسية المبتذلة ؟ العرب و المسلمون في مرحلة ضياع كمتتبعة للشأن التركي و السياسة الخارجية لهذا البلد،هل هناك رغبة تركية حقيقية لأنقرا لاحتلال موقع الريادة في إدارة ملفات المنطقة على حساب باقي الدول العربية الكبرى كمصر و السعودية أو حتى سوريا؟ في هذا الموضوع أترك التعليق للقارئ كل حسب رؤيته للساحة السياسية في كل أنحاء العالم...لا أريد الخوض في جدال عقيم حول من يريد تصدر الريادة هنا و هناك...كل ما أستطيع قوله بكل ثقة إن الشعب التركي و المجتمع المدني التركي وصل لمرحلة أكد فيها أنه عنصر مهم في التأثير في معظم القرارات و أنه جزء من عملية تعمير البلاد. تعتقدين،كما يتردد اليوم،أن تركيا بالفعل قادمة اقتصاديا و عسكريا؟ المحللون الإقتصاديون و العسكريون يستطيعون الإبداع في الإجابة عن هذا السؤال..... هل الأتراك أقصد الشعب التركي لاتزال له تلك الرغبة في الانضمام للاتحاد الأوروبي،أم أدار وجهه بشكل نهائي نحو العرب و المسلمين؟ لا يمكنني الجزم في هذا الموضوع لأننا نتحدث هنا عن أكثر من 70 مليون نسمة..و بطبيعة الحال انتماءات شتى. كل ما أستطيع التأكيد عليه أن العرب يتحملون جزءا كبيرا من المسؤولية لفشلهم في إبراز أصالتهم و فخرهم بهويتهم، مما ينعكس بشكل سلبي على صورة العرب ليس فقط في تركيا بل العالم أجمع...لأن العرب و المسلمين وصلوا إلى مرحلة من الضياع...بدأ جرس الخطر يدق..و إذا لم يتداركوا الوضع فلا أحد يستطيع التنبأ بما سيحدث.. ما الشعور السائد اليوم لدى الأتراك بخصوص العلاقات التركية الإسرائيلية،لا سيما أنها ظلت إلى وقت قريب عراب الحكومات العربية لدى الكيان العبري؟ ميزة الشعب التركي أنه ينسى كل الإختلافات التي توجد بين مختلف التوجهات السياسية و الإيديولوجية عندما يتعلق الأمر بهويتهم و قوميتهم كأتراك ينتمون لتركيا كبلد...تذوب كل الفروقات و يقفون رجلا واحدا ضد كل من تخول له نفسه بالمس بكرامة بلدهم...و خاصة بعد موقف دافوس و الهجوم على أسطول الحرية...فالسخط العارم تجاه إسرائيل واضح و مشترك...حكومة و شعبا...و أعتقد أن ما يحدث يستدعي وقفة تأمل من قبل العرب حكومات و شعبا لإعادة حساباتهم و تعلم دروس في حب الوطن و الذوذ عن كرامته. التلفزيون المغربي آلة لإنتاج جيل بيبسي و كوكا كولا أسماء في ثلاث كلمات على الأكثر؟ المغرب: أسرتي..أصدقائي، أرضي لمرأة الإعلامية المغربية: جوهرة تلمع رغم حقد العديدين الغربة: مدرسة الحياة أسطول الحرية: شرف الإنسانية فلسطين: رمز الصمود "الجزيرة": الرأي و الرأي الآخر الصحافة المرئية المغربية: آلة لإنتاج جيل بيبسي و كوكا كولا الصحافة المكتوبة المغربية: بدون تعليق تركيا: رمز الإعتزاز بالهوية أكلة تركية لذيذة المطبخ التركي عموما يستحق الإكتشاف في الصورة وسيمة يسارا رفقة فاطمة لمرابطي،وهي بلجيكية من أصل جزائري،كانت من ضمن المشاركات في أسطول الحرية.