في هذا الركن يقدم لكم موقع أريفينو أشهر الملفات التي عالجتها جريدة الريفي خلال السنوات الخمس من عمرها و التي لاقت ردود فعل قوية إبان نشرها و هذا الركن فرصة أيضا لمن فاتته قراءة بعض أعداد الريفي و لفتح نقاش بين زوار الموقع حولها لأنها تعالج ظواهر لايزال المجتمع الناظوري يعاني منها. أسرار السحر و الشعوذة بالناظور كتب: اليزيد الدريوش كثر النصابون الذين يدعون القدرة على العلاج و السحر بحيث أصبح العقل في الثلاجة و العلم مجمدا، و أصبحت الخرافة ميثاقا، و الجن عقيدة و الأوهام إيمانا هذا هو الواقع المعاش في منطقتنا الناظور حيث أصبح عدد مزارات الدجلين و السحرة ، يزاحم عدد العيادات و المستشفيات الطبية. فظاهرة السحر و الشعوذة تحضر بقوة في المنطقة، حيث لا تجد حيا إلا و عشعش فيه ساحر أو مشعوذ.. نقيب السحرة و الدجالين بالناظور وفي هذا الصدد ألتقينا بالداعية الإسلامي السيد البرنوصي علال) هذا الحوار أجري قبل وفاته رحمه الله ) . رجل له دراية و إلمام بقضية السحر و الشعوذة فهو يناضل بكل ما أوتي من إرادة و عزيمة لمحاربة هؤلاء السحرة و الدجالين ، فكثيرا ما اصطدم بهم و هو يقف لهم حجر عثرة في طريق الوصول إلى مآربهم . لا يترددون في إلحاق الضرر و التدمير لأي شخص أرادوا له ذلك. و أورد لنا السيد علال البرنوصي عددا من أسماء السحرة و الدجالين و على رأسهم الساحر الكبير. الذي يعتبر نقيب السحرة بإقليم الناظور. إنه الساحر لحبيب، الذي يمارس مهنته الدنيئة هاته بمنطقة سلوان. يقول السيد علال البرنوصي أن هذا الشخص، داهية في السحر و لا يتوانى في تشتيت و تفكيك الأسر، ضاربا عرض الحائط مسألة الأخلاق و المبادئ...و يسرد السيد البرنوصي أنه عاين حالة شاب مصروع بجني سنة 1995 من فرخانة حي إياسينن، و قد أذاق هذا الجني العذاب و الويلات لهذا الشاب المسكين، و قد سلط هذا الجني من طرف السي لحبيب....و عند إحضار هذا الشاب من طرف والديه ، خلصته من هذا الجني و ذلك بفضل القرآن الكريم. هذا الساحر المدعو لحبيب معروف بأعمال شيطانية و لا أخلاقية يندى لها الجبين. إذ يستعمل أشياء غريبة ليفي بأغراضه السحرية، مثل استعمال الفؤوس و الغرابيل و ألبسة النساء الداخلية و ما شبه ذلك. و لكن أن يتجرأ على استعمال القرآن الكريم بتدنيسه بالغائط ورشه بالبول فهذا هو الأكثر غرابة و زد على ذلك، كتابته لطلاسيم عبارة عن أيات قرآنية على شكل مقلوب. و بفضل هذه الحرفة الساقطة و الخسيسة وصل لثراء فاحش، و هو معروف بإمتلاكه لواحدة من أكبر محطات البنزين.. الشبكة العنكبوتية للسحرة بالناظور الساحر السي محمد بالقرب من مسجد إشوماي ساحر متمكن لا يتوانى في استعمال السحر لأجل تفكيك الأسر و يزعم أنه يروج البوار التجاري و تزويج العانسات وفك الشقفين العاجزين جنسيا و القبول و كذلك التفريق . معظم زبنائه من مدينة مليلية المحتلة، و قد أصبح في السنوات الأخيرة بفضل السحر من كبار ملاكي الأراضي الفلاحية بناحية تيزطوطين.. - الساحر السي أمبارك و هو سوسي مقر مزاره في ناحية بوبلاو الجديد قرب حمام الشيخ و هواختصاصي في تزويج العانسات و إيهام النساء العاقرات على استطاعته تخصيب بيوضهن لكي ينجبن الأطفال، و طريقة مزاولته للسحر عبارة عن كتابة آيات قرأنية مقلوبة، و الكتابة على أفخاذ و فروج النساء، و كذلك على السرة. - الساحر السي عبد النبي مزاره خلف بناية السوق المغرب الكبير سوبر مارشي ساحر له قدرات على التفريق و المحبة كما يزعم.. - الساحرة المعروفة ب عائشة قرب قنطرة المقابر القديمة حي إيزعواجن، إختصاصية في قراءة الفناجين و ضرب الكارطة للكشف عن الأعداء و الحساد كما تزعم.. -الساحر سي لحسن إبن الساحر السي لحبيب الذي سبق أن تحدثنا عنه في السابق، و هذا الساحر مزاره في سلوان معظم زبنائه من ساكنة مليلية .. - الساحر السي الهواري مزاره بحي إبراقن إختصاصه تزويج العانسات و مساعدة الشباب على الهجرة إلى الخارج و كذلك كشف المسروقات. على الرغم من أنه رجل فهو يتحدث بصوت امرأة يقال أنه لبسته سكنته جنية كافرة. -الساحرة فاطمة المعروفة بكوادلوبي مزارها موجود بناحية إحدادا، إختصاصها تزويج العانسات و الشفاء من الصرع كما تزعم... - و على الحافة اليسرى للشارع المؤدي إلى المستشفى الحسني يوجد دجال يدعي أنه عشاب و لكن في الحقيقة هو ساحر و مشعوذ يتلاعب على عقول النساء متمرس و خطير معروف بعينه الحولاء... - فاطمة نعمار مزارها قرب مدرسة القدس – جعدار بني بويفرور- اختصاصها استخراج الأرواح الشريرة معظم زبنائها من ساكنة مليلية المحتلة تضرر الحيوانات من عالم السحر حتى الحيوانات لم تسلم من غطرسة السحرة و المشعوذين كثيرا ما نرى كلابا مبتورة الأذناب و الأذان مشوهة الخلقة و حتى القطط الوديعة أصبحت مترصدة من طرف هؤلاء السحرة ، فكثيرا ما وجدنا آذانها و ذيولها مبتورة. و لكن المطلوب أكثر هي أذان الحمير و حتى الحيوانات المفترسة فهي غير بعيدة عن شراسة السحرة و أكثرها طلبا لإيفاء أغراض السحر هي الضباع و أكثر ما يطلب في هذه الضباع هي مخها لأنه كما يعتقد يساعد تنشيط عملية الجنس عند الرجال فيقدر ثمن مخ الضبع بأكثر من ستة ملايين سنتيم و هو نادر الوجود و حتى الذئاب فالسحرة يطلبون كبدها للحفاظ على حيوية الشباب لأطول زمن ممكن أضف إلى ذلك الزواحف و القنافذ و الطيور فهذه الحيوانات كلها مطلوبة لإتمام طقوس السحر و الشعوذة فلا قانون يحميها و لا جمعيات الرفق بالحيوان بفرنسا التي تتزعمها الممثلة السينمائية الجميلة بريجت باردو فكثيرا ما أقامت الدنيا و لم تقعدها من أجل تمساح في افريقيا أو قرد في الهند نتمنى أن تلتفت هذه المدافعة عن الحيوانات لما يقع للحيوانات الودودة التي تطاردها و غطرسة السحرة و الدجالين في الناظور و خصوصا و نحن نعيش عصر الأنترنيت و لن يخفى عن السيدة بريجت باردو ما يجري للحيوانات بإقليمنا العزيز... ماذا يقول القانون عن السحر هناك فراغ موحش في النصوص القانونية التي تزجر المقدمين على السحر حيث نجد أن المشرع المغربي أهمل كثيرا هذه المسألة ما عدا بعض النصوص لا تجدي و لا تحرك ساكنا على سبيل المثال الفصل 609 من القانون الجنائي المغربي في فقرته 35 حيث ينص على من إحترف التكهن و التنبؤ بالغيب أو تفسير الأحلام يعاقب بغرامة تتراوح بين 10 و 120 درهما و يعتبر هذا الفعل مخالفة من الدرجة الثالثة الفصل 726 من قانون الإلتزامات و العقود و الذي ينص على بطلان كل اتفاق يكون موضوعه التعليم أو أداء أعمال السحر و الشعوذة أو القيام بأعمال مخالفة للقانون أو الأخلاق الحميدة أو النظام العام. فهل ننتظر من هذين النصين أن يقوما بزجر الأعمال الخسيسة و الساقطة التي يقوم بها السحرة و المشعوذين. كلمة الداعية الإسلامي السيد البرنوصي علال و في ختام موضعنا هذا نورد كلمة السيد البرنوصي و هي كلمة من إنسان خبر ويلات و أهوال هذا العالم المظلم حيث يقول لا يسعنا سوى أن نطلب التوبة و الهداية لهؤلاء المقدمين على هذا الفعل الخسيس الذي لا يقبله لا ربنا و لا نبينا الكريم و لا الأغلبية الساحق من مجتمعنا الذي هو مسلم و متشبث بتعاليم ديننا الحنيف.. حوار مع ساحر قبل أسبوع سألني صديقي عبد الوهاب عن إشكالية أو ظاهرة السحر و الشعوذة بمدينة الناظور و طلب مني شهادة خاصة بحكم معرفتي لهذه الظاهرة التي تفاقمت في مجتمعنا و أصبحت تهدد مستقبل أمتنا الذي يحتم علينا تجاوز زمن الخرافة و التخلف. و قلت له أنت تعلم موقف القرآن و السنة من السحر و المشعوذين الذين نعلهم الله و حرمهم من رحمته و حرم عليهم جنته، بل و حرمهم حتى من العيش السليم في دار الفناء و لن يفلح الساحر أبدا ، سواء في هذه الدنيا أو في الآخرة، و إذا كان هذا رأي الموقف النقلي من هذه الظاهرة فإن الموقف العقلي هو الآخر يرفضها رفضا تاما، و جميع أهل النهي لا يقبلون بمجتمع يتناسل فيه المشعوذون و السحرة و غيرهم ممن يدخلون في زمرة المتلاعبين بالدين كالعرافة التي تدعي أنها تعلم الغيب و تمارس شبه مسرحية درامية لتمويه الزبناء ، والعاقل الذي له معرفة ، و يؤمن بالعقل فإنه و لا ريب لن يقبل بهذا السلوك الخرافي الذي يتنافى مع الدين و العقل و حتى تكون شهادتي كما أحب و أراد صديقي المناضل سأكتفي بسرد حوار كنت قد أجريته مع أحد السحرة. و هو خبير و يجيد اللعب مع الشياطين. الشيء الذي يدفع به في أغلب الأحيان للتحالف مع حزب الشيطان لقضاء حوائج، و حتى لا أدخل معه في صراع أو جدل، حاولت أن أضخم من شأنه، و قلت له أنك ماهر و الناس يتحدثون عنك، فكيف وصلت إلى هذه الدرجة السحرية ؟ فقال طبعا بحكم قدرتي على قيادة إمارة الشيطان فأنا أستطيع أن أتحكم في الشيطان، فقلت له كيف ذلك و الشيطان رفض السجود لسيدنا آدم و تريده أن يطيعك أليس هناك تناقض ؟ فأبتسم الساحر الماهر و قال صحيح، لكن ذلك أدم التقي النبي، و قصته مع الشيطان ، أما إذا حاولت أن تسير على نهج الشيطان، و كانت لك خبرة بعالم الجن فإنك لن تجد أدنى صعوبة، لكن شريطة أن لا تكون أوامرك بالأمور التي تتعلق بالخير و التقوى، فإن هذه المسائل الإيمانية يرفضها شياطين الجن، و إنما يجدون نشوتهم عندما تأمرهم على التفريق بين زوجين مثلا، أو خلق صراع بين متحابين أو ما شابه ذلك ولتفهم أكثر سأقدم لك نموذجا ، و هو إرسال هاتف: فعليك أن تصور صورة من شمع خام، و تقرأ الدعوة 7 مرات و تقول أجب ياناصور أنت و أعوانك و خدامك من العفاريت و أولاد الشياطين، واذهبوا إلى فلان بن فلانة و أنت تشير إلى الصورة، فإنه يكون ما أردت ، و هذا ما تكتب على الصورة: ( تتوفر الريفي على نسخة من هذا الطلسم لكنها تتحفظ عن نشره خوفا من أن يجربه السفهاء منا) فقلت للساحر هل يمكن لكل إنسان أن يقوم بهذا العمل الطريقة؟ أم أن هناك شروطا كما أعلم يجب أن يقوم بها صاحب العمل ؟ فقال: أنت تعرف الميدان فمن أراد أن يعمل بهذه الطريقة فعليه بتطبيق شروط دعوة ناصور التي يشترطها وقت العمل بها، و هي أن تكون جنبا و تلبس ثيابك مقلوبة وبعد(طلسم آخر نتحفظ عنه) و التبول على الجمرة و تقول ياناصور مرتين، و إن لم تجعل ذلك للضرر لا ينجح طلبك أبدا. و كما قلت لك سابقا ، لا يد لك من تحالف مع مملكة الشيطان حتى يتأتى لك ممارسة هذا العمل بطريقة ناجحة.فقلت له إن هذه الطقوس الشيطانية تتنافى مع التعاليم الدينية ، فكيف يمكنك أن تقنع زبنائك بأن هذا العمل مقبول و لا ضرر فيه؟ فقال إن الذين يلجؤون إلى السحر لا يهمهم طريقة العمل بقدر ما يهمهم قضاء حوائجهم، و أنت تعرف أن ساكنة الناظور أو الريف بصفة عامة لا يعرفون دينهم، و لا يهتمون بالعلم أو المعرفة إلا من رحمه ربه فهمهم الوحيد جمع المال بأي و سيلة، لذلك قصدت هذه المدينة، أما في المدن الداخلية فلهم معرفة بذلك، و هم يميزون بين الساحر و الحكيم الذي يستطيع أن يبطل السحر.. و أضاف قائلا : إن عدو الساحر هو الحكيم المتقي الذي له دراية بعالم الروحانيات ، و هؤلاء الأصناف و أنت تعرفهم حق المعرفة يعتمدون على العلاج بالقرآن الكريم و بالطب النبوي، و لهم خبرة روحانية تحتاج إلى جهد و إيمان و تقوى و قطع مسافات طويلة نحن لا نقدر عليها و لا نفهمها حتى و إذا حاولنا الخوض فيها، فمصيرنا هو الهلاك لأنه لا يجوز التوفيق بين العمل الرباني و الشيطاني. و أكد لي هذا الساحر أيضا أن أغلبية زبنائه من النساء اللواتي يحجون إليه من مدينة مليلية في الغالب إما لتطويع أزواجهن حتى تكون المرأة هي التي تأمر و تنهى بدون منازع و إما قصد تزويج بناتهن، و هناك طلبات آخرى سخيفة لا حاجة لذكرها.. و قبل نهاية الحوار معه، نصحته بالتوبة و العودة إلى الله عز و جل و الإبتعاد عن مملكة الشيطان ، لكنه أجابني بأنه لا يستطيع أن يتخلى بكل يسر عن هذا الميدان، بعد أن أصبح من قيدومي السحر الذين يتباهى بهم الشيطان و العفاريت...لذلك أنصح الإنسان المسلم بعدم اللجوء إلى المشعوذين ، و إن كانت ضرورة فأنصحه باللجوء إلى الطب النفسي كبديل أو العلاج الروحي الذي يعتمد على القرآن الكريم الذي هو شفاء لكل داء، و تبيان لكل شيء... كما أدعوا المواطن أن يساهم في محاربة هذا الداء الخرافي الذي يزرعه حثالة من السحرة و المشعوذين كما ندعوا السلطات هي الأخرى بملاحقة كل من يمتهن هذه المهنة الخبيثة التي خربت الأسر و الأفراد على جميع المستويات ، سواء المادية أو المعنوية أو الدينية...و هذا يكرس التخلف الذي تعاني منه المنطقة بصفة خاصة و إن لم يصح الضمير الجماعي و يستيقظ من سباته اللامعرفي، فإننا لا نستطيع تجاوز زمن الجهلقراطية و إنما نبقى فقط حيث نحن في زمن التخلفقراطية.... خريطة السحر بالناظور أصبح الناظور ملجأ و قبلة للمشعوذين و المحتالين الذين يدعون السحر، و هم بعيدون كل البعد عن هذا الميدان الخطير ، كما أسلفنا، و حاولوا بكل ما أتوا من حيلة أن يبحثوا عن المواقع الإستراتيجية في المدينة و المناطق المجاورة ، بل و بحثوا على مواقع إستراتيجية حتى على صفحات الجرائد، ينشرون صورهم و يدعون أنهم يعالجون كل الأمراض المستعصية على الطب الحديث، إستطاعوا بين عشية و ضحاها أن يحتكروا الساحة و أن يعزفوا أوتار الضباب ( و إذا غاب القط لعبت الفئران ) و منهم من ينتقل بين المدن يبحث عن زبنائه عن طريق الهاتف، و يتبعون – الساهلة- و هؤلاء أخطرهم في النصب و شعارهم في العمل خالف تعرف الناظورالمدينة : عدد كبير من المشعوذين يتوزعون بين عدة شوارع و أحياء، لا يكاد حي يخلو منهم، فهم هنا هناك يتخفون في زي تقليدي يضفي عليهم صفة الفقيه المتدين، حتى يحضو بثقة الإنسان الناظوري الحائر في أمره........و أهل مكة أدرى بشعابها أزغنغان: أزيد من خمسة مشعوذين يتوزعون بين عدة شوارع و على جنبات المدينة و الأحياء الخلفية من أجل الإسترزاق و الإفتراء على العباد. بني أنصار: محط أنظار كل من يدعي الشعوذة و السحر بسبب إحتكاكها مع مليلية و للأورو طعم خاص أحلى من الدرهم ، و لكن أشهرهم على الإطلاق هي”السوداء” التي إستطاعت أن تكسب شعبية كبيرة هناك، رغم جريمة القتل التي تسببت فيها قبل حوالي ثلاث سنوات و إستطاعت أن تفلت من يد القضاء ( ليس باعمال سحرية بالطبع) و إنما بدفعها القروش، و عادة حليمة إلى عادتها القديمة بدون مراقبة و لا محاسبة. ترقاع : إستطاع أحد المحتالين أن يستحوذ على جيوب و ألباب الناس و أكثر زبنائه هو الآخر من مليلية فرخانة: هي الأخرى لم تسلم من هذه الظاهرة فبين ماريواري و إعزوزان و إهوشنان يتكون مثلث الشر تحت قيادة حثالة من المشعوذين و المشعوذات، و لا زال الناس في دار غفلون هذه هي بعض المناطق الحساسة و ما خفي كان أعظم لأن الخفافيش تحب الظلام حيث يرخي الليل سدوله و تبدأ الكائنات الغيبية العجيبة في الظهور. شهادة: سحروا حبيبتي في مليلية بعد إرتباطي بفتاة بمليلية قصد الزواج، بالإضافة إلى أني كنت أحبها و هي كذلك كانت تبادلني نفس الشعور و صرحت لي أكثر من مرة أنها لن تفارقني مهما كان، و عندما قررت خطبتها فوجئت بالرفض من طرفها و عائلتها، فضاقت علي الدنيا، إلى أن دلني أحد الأصدقاء باللجوء إلى أحد السحرة فإقتنعت بالفكرة و توجهت إلى حيث يوجد ذلك الساحر، فصرح لي بعد أن قام بأعمال غريبة و غير مفهومة بأن هناك شخصا سحر الفتاة كي تبتعد عنك، و حتى نفسخ هذا السحر لابد من عشوب نادرة و ثمينة و مفعولها قوي. و تتواجد فقط بالصحراء فإن شئت أن تعود المياه إلى مجاريها فعليك بتأدية 10000 درهم مع تكلفة السفر و العمل فقبلت العرض لأنني كنت في أمس الحاجة إلى الخروج من هذا المأزق و بعد مرور شهر لم يتغير أي شيء فعدت إليه، فقال بأن مشكلتك معقدة و تحتاج إلى مدة طويلة و أعشاب أخرى فقلت له ما العمل إذن فرد قائلا عليك بزيادة 3000درهم و صورة المطلوبة ففعلت لكن بدون أي نتيجة تذكر ، و للمرة الثالثة عدت لكني فوجئت عندما لم أجد له أثرا فتبين لي أنه محتال بعد أن أكد لي أحد ضحاياه أنه مشعوذ كذاب متنقل.. فأرشدني هذا الأخير على ساحر خبير بنواحي مكناس معروف عند العامة و حتى السلطات لكنه يشترط أموالا كثيرة فقصدته و ألتقيت به و سردت له قصتي بما فيها حكايتي مع المشعوذ السابق ذكر، فقال لي أني لست مثل أولئك المشعوذين و إنما معروف علي أني إذا قمت بهمة تكون ناجحة . و الحقيقة شعرت بإرتياح مع هذا الساحر و قد نفذ لي ما كنت أريد و صارت الفتاة و كل أفراد عائلتها يتوسلون و يرسلون إلي الناس كي أعود إليها لكني في أخر الأمر رفضت الزواج بها و عندما حاولت أن أتذكر المبلغ المالي الذي أنفقته على المشعوذ و جدته أنه يفوق 21 مليون سنتيم أحمد الله عز و جل الذي لاقاني مع أحد الأصدقاء الذي نصحني بالإبتعاد عن هذه الخرافات و قراءة الفرآن و بعض الأذكار. العالم السفلي للعائلات الناظورية لغز كان و لازال يستحوذ على الألباب و يغلفها بتساؤلات و إستفهامات منذ الأزل ” هو مزيج من الواقع و الخيال،واقع بعيد عن مدركات العقل البشري المادي،وخيال قريب من معتقدات العقل السحري( التافه). أو بالأحرى عالم لا يعرف منطوقاته الخفية إلا ما يصدر عنهم ( الجن) أو من أوتي الحكمة من الصالحين” إنه السحر ،ظاهرة إنتشرت بشكل ملفت للنظر في هذا القرن،و بشكل كبير في المجتمعات الإفريقية،بحيث تثبت بعض الإحصائيات أن أزيد من 15 مليار دولار أنفقت على السحر في إفريقيا بين ( 2002و2005) و إحتلت مصر المرتبة الأولى في هذا المجال،لكن ما موقع المغرب من هذا؟ أو بالأحرى ما موقع مدينة الناظور ( التي هي جزء لا يتجزء من المغرب ) من هذه الظاهرة!؟ و قبل هذا ما هو السحر و خطره ؟ و ما هي حقيقة الساحر؟ ما وزنه في ميزان الإسلام ؟ كيف يتعامل المواطن الناظوري معه ؟ أسئلة و أخرى تجدون أجوبة عنها في هذا الملف الذي أرادت “الريفي ” أن تحركه بعدما رأت إنتشار هذه الظاهرة الخطيرة في أوساط المجتمع الناظوري بشكل كبير .... الملف من اعداد عبد الوهاب بنعلي مفهوم السحر السحر: عمل خارق للعادة.. و هو شر من الشرور التي ابتلى و اختبر الله عز و جل بها عباده، ونهاهم عن ممارستها. و السحر كما أوجزه صاحب كتاب( السحر ) محمد محمد جعفر في كلمات هو : ” العمل الذي يقوم به شخص معين تتوافر فيه شروط مخصوصة، تحت ظروف و إستعدادات غير مألوفة، و بطرق سرية غامضة ، و ذلك للتأثير على شخص أو جملة أشخاص برغم إرادتهم لتحقيق غرض معين له أو موصى به ” خطورة السحر تبدأ خطورة السحر من كونه يفرض على عقل الإنسان أوهام و تخيلات تحل محل الواقع، وتؤدي بالشخص المسحور إلى الإنطوائية على النفس و الميل إلى العزلة، و يتعقد نفسيا إلى درجة أنه يرى العالم من حوله غولا مخيفا، مما يؤدي بالمريض في الكثير من الأحيان إلى الإنتحار، أو يصبح عدوانيا و شريرا.. و لا يجد المسحور راحته حتى و هو نائم ، حيث تكثر معه المنامات المزعجة المقلقة بل و المتناقضة، كما يؤثر السحر في بدن المسحور بالأمراض، قال الشافعي رضوان الله عليه ” السحر يخيل و يمرض و أوجب القصاص على من قتل به ، فهو من عمل الشيطان” بل و يؤدي إلى القتل إذا كان مصحوبا بتسليط شياطين أو جن خبيث للتلبس بإنسان ما ، و بإختصار فالسحر مصيبة تجعل المرء و أفراد أسرته يعانون ماديا و معنويا و يعيش في جحيم من الأوهام . حقيقة الساحر و المشعوذ يمكن أن أقول بأن الساحر مجرد دمية تتلاعب بها أيادي الشياطين و الجن الخبيث و تحركها في أي إتجاه شاءت و لا يستطيع القيام بأي عمل إلا بمشاورة الشيطان أو الجني الذي صار موجهه و قائده ، و لعل قضية العقد التي تحدث عنها محمد عيسى داود في كتابه المشهور” حوار صحفي مع الجن المسلم( مصطفى كنجور) ” أوضح دليل على العلاقة التي تجمع الساحر بالشيطان أو الجن. و ما يزكيه أكثر هو أن الكلام جاء على لسان جني مسلم خبير بحقيقة الأمر...يقول ” ..يتم في كثير من الحالات عمل عقد بين الساحر و الجن أو الشيطان الذي إستعان به يقر فيه الساحر بتمليكه نفسه للجني، و أن للجني أن يأمره بما يشاء، و ينفذ ذلك لقاء أن يأمره الساحر بما يشاء و ينفذ له الجني ذلك ” . إذن بهذا التراضي بين الطرفين يصبح الإنسان لقمة سائغة لشياطين الجن و الإنس لكن قد يتساءل القارئ الكريم عن كيفية إستحضار الساحر للشياطين و الجن ؟ و عن الشروط التي يشترطها الشيطان أو الجني عن الساحر في هذا العقد ؟ الجواب : هو أن الساحر يستحضر الشياطين و الجن بكلمات كلها كفر و شرك و أفعال أقل ما يمكن و صفها به أنها قذرة للغاية ، و أفضل كتمانها حتى لا يجربها السفهاء ، و أطلب من كل من يسمع بها أو يقع عليها أن يكتمها، فإنه الكفر بعينه. و أما الشروط التي يشترطها الشيطان فهي أبشع مما يتصور الإنسان و أفظع مما يتبادر إلى الذهن، فقد يشترط على الساحر أو الساحرة الجماع متى شاء و من حيث شاء، فهو صاحب الأمر و النهي، يقول محمد عيسى داود في الكتاب السابق ذكره، دائما على لسان الجني المسلم ” مصطفى كنجور ” : ( أقسم لك بالله أن هناك ساحرات يشترط الجني أن يجامعها، ومنهن واحدة إشترط شيطانها مجامعتها كل ربع ساعة !!) و يضيف المؤلف بأن هذه الساحرة ( شاء الله عقابها بأن أصابها بالعمى ) .عمى و عذاب في الدنيا و عقاب الآخرة أكبر و أعظم.. هذا هو مصير كل من أراد أن يتنازل عن أعز ما يملك و هي الكرامة، لأبخس و أحقر مخلوق في هذا الكون، كما يشترط على الساحر إرتكاب جريمة قتل، و بإختصار فإنه يشترط كل ما يضر بالإنسان و يفرح عدوه الشيطان. و بهذا يكون الساحر كافرا يستجيب لزعيم الكفار، أما المشعوذ فما قلناه عن الساحر يمكن أن ينطبق عليه كذلك و لو ببعض الإختلاف، لأن خطورته أقل من الخطورة التي يشكلها الساحر، لكونه يعتمد في أعماله الإحتيالية على الخداع و الذكاء أكثر مما يعتمد على الشياطين و الجن ، و يمكن أن أقول ( هذا المشعوذ من ذاك الساحر ) على غرار هذا الشبل من ذاك الأسد أنواع السحر هناك أنواع كثيرة من السحر، لكن أشهرها و أكثرها إنتشارا الآن هي : أسحار الكراهية بين الزواج و الزوجة لتفريقهما ، و يتبعها أيضا أسحار ربط الرجل عن زوجته. ومنها أسحار وقف الحال، كأن يفعل لوقف تجارة ما ، أو إصابة محل بالشؤم و منع الزبائن عنه، أو وقف حال فتاة عن الزواج فلا يتقدم إليها أحد للزواج و منها سحر مصحوب بتسخير جن لإصابة إنسان ما بالمرض في عضو من أعضائه ، كشل يد أو رجل، أو تعب الكلي أو الكبد ، فيتوهم المرء أن الإصابة عضوية ، و برغم هذا لا علاج. ومنها تسليط جن على رحم امرأة لسد قناة فالوب ومنع مني الرجل من أن يتسرب إليها فتصاب بالعقم، بل و ربما سبب لها أمراضا سرطانية و العياذ بالله . ومنها السحر بتسليط جن يسكن برحم الفتاة لإيقاف حالها عن الزواج و صد كل من يتقدم إليها و إصابتها بالبثور و الحبوب و التشوهات بوجهها أو الأمراض لتأجيل لقاء ( العريس ) المرتقب ( عن محمد عيسى داود، مرجع سابق ) و تجتمع هذه الأنواع في ما يسمى بسحر الكهون. علامات الساحر يمكن أن نتعرف على الساحر إنطلاقا من مجموع من العلامات و لا ضير من أن نذكر هنا بعضها 1/ أن يسأل المريض عن إسمه و إسم أمه 2/ أن يطلب حيوانات فيذبح بصفة معينة و لا يذكر إسم الله ، وربما لطخ بدمه أماكن الألم عند المريض أو يأمره أن يرمي الذبيحة في أماكن خربه أو عند حجر أو شجر. 3/ يطلب أشياء غريبة من باب التعجيز حتى إذا عجز عنها المريض يطلب مبلغ كبيرا من المال 4/ تلاوة العزائم و الطلاسم و التمتمة بكلام غير مفهوم 5/ أن يطلب أثر المطلوب كثوب أو ملابس داخلية أو مشط أو أظافر أو شعر أو صورة 6/ أحيانا يخبر الساحر أو الكاهن الشخص بإسمه و إسم أمه أو البلد التي جاء منها أو المشكلة التي جاء من أجلها 7/إعطاء المريض حجابا كأن يكون بداخله استغاثات شركية و أرقام وحروف منه الصغير و الكبير و منه ما يأمره أن يعلقه على عنقه أو على عضده أو تحت و سادته 9/إعطاء المريض أشياء يدفنها في أرض أو مقبرة غير معروفة 10/ إعطاء المريض أوراق بها أعشاب أو أشياء غريبة كأنياب كلب أو جلد فأر أو..... يبخر بها 11/ إحتقار القرآن الكريم و إهانته بالنجاسات سواء كان بكتابة الآيات بالنجاسات أو تلطيخه بماهو نجس كدم الحيض أو البول و العياذ بالله 12/ الأكل من المزابل و الأماكن الوسخة 13/ لبس ثياب ملطخة بالنجاسات و عدم الإغتسال من الجنابة 14/إعطاء المريض ثيابا أو خاتما منقوش عليه بعض الطلاسم و الجداول ليلبسها... نكتفي بسرد هذه النقط حتى يتمكن القارئ الكريم من التمييز بين الساحر و الفقيه لأننا في زمن أصبح فيه الساحر عند الناس فقيها أو حكيما و الحكيم ساحرا. الساحر في ميزان الإسلام يقول الحق تبارك و تعالى ” و اتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان و ما كفر سليمان و لكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر و ما أنزل على الملكين ببابل هاروت و ماروت و ما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء و زوجه و ما هم بضارين به من أحد إلا بإذن الله و يتعلمون ما يضرهم و لا ينفعهم و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق و لبئس ما شتروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون ” ( البقرة 102 ) و النص القرآني هنا يؤكد بكل صراحة أن السحر كفر، و عليه فمن مارسه فهو كافر، و إلى فلماذا – يقول محمد عيسى داود – ورد بالنص القرآني المطهر قول هاروت و ماروت ” إنما نحن فتنة فلا تكفر ” ؟! و يقول سيد الوجود محمد صلى الله عليه و سلم ” إجتنبوا السبع الموبقات ” قالوا : يا رسول الله و ما هن ؟ قال : ” الشرك بالله ، و السحر ، و قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، و أكل الربا و أكل مال اليتيم ، و التولي يوم الزحف، و قذف المحصنات المؤمنات الغافلات” متفق عليه يقول وحيد عبد السلام بالي :” طريقة السحرة و الكهان تقوم أساسا على الإستعانة بالجن و الشياطين و هذا شرك لأنه إستعانة بغير الله و الأدهى من ذلك أن الشياطين لا تخدم الساحر حتى يكفر إما بقول أو بفعل وكلما كان الساحر أعصى لله كانت الشياطين منه أقرب و له أطوع ” فإذا كان الساحر كافرا و مشركا لأنه يستعين بغير الله، فماذا عن طالب السحر الذي يأتي هؤلاء ؟! الجواب في حديث الرسول صلى الله عليه و سلم الذي يقول فيه : ” من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد ” و هناك أحديث كثيرة في هذا المجال، لكن نكتفي بهذا القدر خشية أن يطول فينا المقام و خير الكلام ما قل و دل. خدع الساحر كثيرة هي الخدع التي يلتجأ إليها الساحر أو المشعوذ للنصب على الإنسان المتخلف العادي ، ولكن هل يستطيع الغربال أن يحجب أشعة الشمس؟ نكتفي هنا بعض هذه الخدع التي تعتبر بسيطة بالمقارنة مع الخدع التي يستعملها السحرة: - إستطاع ساحر محتال في الحسيمة منذ زمن ليس ببعيد أن يكتسب شعبية كبيرة و أن يستحوذ على ألباب و جيوب المواطنين بزعمه أنه يحكم على 66 جني.. ويعالج كل الأمراض المستعصية على الطب الحديث، ولكن سرعان ما أكتشف أمره أحد المواطنين الذي كان قد ذهب ضحية من قبل، وبلغ الشرطة التي كان على رأسها فرد من أفراد عائلته وساعده في هذه المحنة. و بعدما صالوا و جالوا ليلا في شوارع المدينة يبحثون عن الساحر الكذاب الذي يدعي الحكم على الجنون، وجدوه في حانة مخمورا حتى الثمالة...وبعد إجراء التحريات اللازمة إتضح أن المشعوذ المحتال تساعده أكثر من 66 من النساء الخبيرات بالمداشر و شؤون سكانها، كما و جد بحوزته أموال ضخمة إستطاع بإحتياله و ذكائه أن يراكمها ...... - و كان آخر في إحدى المناطق البعيدة عن الناظور يدعي أنه يحكم على مملكة الجن و ينفذون له ما يشاء....و كان كل من يذهب إليه يصدقه و ينبهر به، لأنهم كانوا يسمعون أصوات غريبة تجيب الساحر على كل سؤال يطرحه و إستطاع هذا المحتال في وقت وجيز أن يكسب ثقة الغوغاء الذين يأتون إليه من كل صوب و حدب ..... كنت ترى أمام منزله العشرات إن لم نقل المئات من السيارات و أغلب زبنائه من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج يأتون إليه خصيصا محملين بالهدايا يمطرونه بها كلما شدوا الرحال إليه... و لكن شاء الله أن فضحه و كشف ألاعيبه بفضل رجلين ذكيين من أبناء الناظور إستطاعوا بحيلة الدهاة أن يفتحوا نفقا صغيرا كان في الأرض و إكتشفوا أن تلك الأصوات التي كان يدعي أنها أصوات جن إنما هي أصوات أربعة من الرجال و أربعة من النساء كانوا يعملون معه..... هذه بعض القصص/ الخدع (التي تشبه حكايات ألف ليلة و ليلة ) يصطنعونها بالإضافة إلى أخرى ليجعلو الإنسان المتخلف المقهور ينظر إليهم بإعجاب و ينبهر بهم إلى درجة الإيمان الأعمى بأقوالهم و أفعالهم كأن يدعي مثلا المشعوذ أنه يعرف كل ما يتعلق بالحياة الشخصية للإنسان و ظروفه الإجتماعية، و يحاول أن يعطي له بعض المعلومات المتعلقة به كي يبهره، و يجعله يتعجب من قدرته الخارقة على الغوص في دواخل الإنسان كما يتساءل في حيرة من أمره كيف إطلع على تلك الأسرار و الحقائق.. وهي كلها إما خدعة بسيطة إستطاع المشعوذ أن يتصل مع بعض من يعرفونه أو عمل خبرة (حسابات يقوم بها ) إذا كان الساحر مطلعا بعض الشيء على ما يسمى بعلم التنجيم. المواطن الناظوري و السحر لا شك أن الناظور أصبح ملجأ لكل مفتر كذاب ممن يدعون السحر منذ زمن ليس بقريب و ذلك لعدة أسباب يمكن أن نجملها في غياب الوعي الديني و الثقافي ( المعرفي ) عند أغلبية ساكنة الناظور و عدم تمييزهم بين الفقيه و الساحر الذي يتخفى بالجلباب و يتقنع بلحية أو نصفها ، ثم قرب مدينة الناظور من مليلية التي يرتاد أغلب ساكنتها بيوت و أوكار السحرة أينما وجدوا بسبب إيمانهم العميق بالسحر و الشعوذة... و أكد لي أحد الأصدقاء القاطنين بمليلية أن الأموال التي تنفق على السحر سنويا تعد بالملايين لذلك أصبحت محط أنظار و أطماع كل السحرة و المشعوذين بسبب سخاء أهلها و سذاجتهم، و تشير بعض الأرقام إلى مليارين كقيمة حقيقية تم إنفاقها على السحر في الأونة الأخيرة لذلك أصبح المواطن الناظوري مثله مثل ذلك الإنسان المقهور الذي يؤمن بالخرافات و الشعوذات و يجعل السحر نصب عينيه ووسيلة لا مفر منها لرد الأذى الخارجي أو السيطرة على العدو المحتمل يقول مصطفى حجازي في كتابه المشهور ” التخلف الإجتماعي . مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور ” : ( نزوة السيطرة هي إذا المصدر النفسي لقوة السحر المضخمة بشكل مفرط، التي تبهر طالب السحر و تحوز إعجابه، و تمكنها من السيطرة على الشخص المسحور الضعيف الذي لا قبل له بمقاومة تأثير السحر و الساحر. فالعلاقات بين السحر و المسحور و طالب السحر هي دائما علاقة قوة خارقة يقابلها رضوخ قلق عن المسحور إعجاب مفرط و أمل كبير عند طالب السحر. و لذلك فحفلة السحر هي دائما ذات طابع إستعراضي تستند إلى الخوارق. و هذه القوة ضرورية لتعويض الضعف و المهانة و قلة الحيلة عند طالب السحر، إذ من خلال طلب السحر يتماهى بالقوة الإستثنائية و يتخذها حليفة له، ما يعطيه الوهم بالسيطرة الخرافية على مصيره و لكن هنا أيضا يهرب الإنسان المقهور من مسؤولية النهوض لمجابهة واقع هو العمل على تغييره فبمقدار ما ينشد الحل في الممارسة الخرافية، يعزز إستمرار النظام القائم الذي هو في أساس مأساته الحياتية ( ص155) و لعل ما قلته و الذي أصبح يقض مضاجع أغلب ساكنة الناظور التي عانت الويلات قبل الإستقلال و بعده بسبب الإحتلال الخارجي و التهميش الداخلي الذي طالها على مختلف الأصعدة ساهم هو الأخر بشكل كبير في تراكم الصراعات النفسية الداخلية ، و النظر إلى الحياة نظرة سوداوية. يقول حجازي بهذا الصدد ( لا يفوق معاناة الحاضر عند الإنسان المقهور سوى قلق المستقبل فبمقدار عجزه عن مجابهة حاضره يفلت منه مصيره، الإعتباط الذي يتحكم بواقعه ليسد آفاق المستقبل فحسب ، بل إنه يضرب حولها طوقا من الغموض و الإبهام و هذا ما يجعل أمله مجرد تمن لا ثقة له بالحقيقة و لا قدرة له على تنفيذه. و ضعية من هذا النوع تفجر القلق المصيري بالطبع و يتضخم هذا القلق حتى يكاد يقترب من القلق المرضي. يعيش الإنسان المقهور في حالة إنعدام للطمأنينة على صحته و رزقه و ذويه و مكانته . وضعية من هذا النوع غير ممكنة الإحتمال على المدى الطويل لما تحدثه من إختلال في التوازن الوجودي و يضيف ( لا بد إذن من و سائل للسيطرة على المصير و الإحتياط للمستقبل و هي و سائل خرافية بالضرورة طالما أن الضمانات مفقودة و التخطيط منعدم و التوقعات المبنية على الجهد العام و الذاتي لا أثر لها في العالم المتخلف.....( ص 155- 156 ) إذن بسبب هذه الضغوطات الإجتماعية و النفسية التي أشرنا إليها ، أصبح الإنسان عرضة لأطماع السحرة و المشعوذين الذين هم أنفسهم خرجوا إلى هذا الميدان بسبب هذا القلق و الخوف من المجهول و نراهم يتميزون عن باقي الناس في جميع حركاتهم و سكناتهم و لباسهم بل و حتى في طريقة كلامهم و يحيطون أنفسهم بأشياء غريبة و يقومون بطقوس بهلوانية عجيبة تدهش صاحب الحاجة و هي كلها منافذ للإسترزاق أو بالأحرى للإحتيال على الزبون المفترض يقول مصطفى حجازي ( مرجع سابق ) ص 140 ( تتحول هذه الممارسات إلى تجارة رائجة تنتشر في أوساط البسطاء من الناس، تسلبهم القليل الذي يمكن أن يملكوه ، على أمل الخلاص مما يحل بهم من أرزاء الحياة، و يحيط المشعوذون أنفسهم عادة ببعض المظاهر الغريبة في الملبس و المسلك و الحديث، و يضعون ضحيتهم أثناء ممارسة هذه الوسائل في جو غريب فيه الإعجاب و الرهبة الكبيرة، يحرك الأمل و يثير الخوف. يتوسلون مواد و أدوات و طقوسا و أدعية و ظيفتها الأساسية أن تبهر صاحب الحاجة، وتشل مقاومته، وتعطل تفكيره، وتدفع به إلى الإستسلام لممارستهم و طلباتهم الكثيرة و المعجزة، إنها تخلق لديه حالة من التبعية النكوصية عليهم و على قدرائهم ، التي تضخم من خلال ما أطيحت به من غريب اللفظ و الطقس. و من خلال هذا الحديث تكون ملامح المشهد قد إتضحت أكثر.فالإنبهار بالطقوس الغريبة و العجيبة التي يقوم بها الساحر يحدث نوعا من المزج بين الأمل و الخوف في نفسية طالب السحر يقول الله عز وجل ( و سحروا أعين الناس و أسترهبوهم). و يصبح الإنسان يعلق كل أماله على هذا الساحر السوبرمان في نظره، و يصبح بالتالي هو الآخر دمية في يد الساحر كما أصبح الساحر دمية في يد الشيطان كما أشرنا سالفا ، إذن و بهذه المعادلة تتضح الصورة أكثر و نشاهد وجه أخر من أوجه الصراع الأزلي بين إبليس لعنه الله و آدم عليه السلام، و لا شك أنها إستمرار للحرب الإبليسية على ذرية آدم و هكذا تكون النتيجة النهائية كالتالي إبليس ضحية رفض السجود لأدم و الساحر ضحية السجود لإبليس و طالب السحر ضحية الإيمان الأعمى بالساحر، و المسحور ضحية مكر طالب السحر.. و بهذه المعادلة يكون إبليس هو المنتصر الأول و الأخير في معركة الحياة الدنيا ، والساحر و من يؤمن به هم المنهزمون في الحياتين الدنيا و الآخرة ، و المتأمل في هذه الأية الكريمة يكون قد فهم الخطة جيدا يقول سبحانه تعالى على لسان العدو إبليس : “قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ثم لآ تينهم من بين أيديهم و من خلفهم و عن أيمانهم و عن شقائهم و لا يجد أكثرهم شاكرين.قال أخرج منها مذموما مدحورا، لمن تبعك منهم لأملأن جهنم منكم أجمعين ” الأعراف 15- 16-17 من يذهب إلى المشعوذين في الناظور ؟! سؤال طرحناه مرارا و تكرارا و كان الجواب في أغلب الأحيان : النساء ، لكن لماذا النساء بالضبط ؟ لا شك أن أمنا حواء عليها السلام كانت أول امرأة إستطاع إبليس عليه لعنة الله أن يغويها بالأكل من الشجرة التي نهى الله عز و جل عن الإقتراب منها يقول عز من قائل : و لا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين . و لا زالت بنات حواء إلى يومنا هذا و سيلة إغراء و إغواء يستعملها إبليس و ذريته لزرع الفساد إلا من رحمها الله عز و جل أي وراء كل شيطان عظيم إمرأة و يمكن أن نقسم هذه النساء إلى صنفين أو ثلاثة : الأول : عانسات خانهن الحظ و فاتهن سن الزواج دون أن يلتفت إليهن القدر و صرن يبحثن عن فارس الأحلام عند كل مشعوذ الصنف الثاني : هو نساء متزوجات يذهبن إلى هؤلاء السحرة إما لتركيع أزواجهن لهن و الإستحواذ على أموالهم تفعل بها ما شاءت دون رقيب و لا حسيب و إما لتزويج بناتهم أو أشياء أخرى ربما تعرفها النساء أكثر منا نحن الرجال. الصنف الثالث : نساء يعملن مع هؤلاء السحرة خبيرات في إستقطاب النساء و الحقيقة المرة أن هؤلاء المشعوذين يشترطون على هاته النساء المجامعة قبل شرط المال أو على الأقل يلعب في جسدها بعد أن تتعرى كيف شاء تلبية لرغبات الشيطان الدنيئة. و إلا فالعمل لا ينجح و مادامت المرأة رضيت بالذهاب إلى هؤلاء فلا ريب أنها سترضى بهذا الشرط. مسك الختام إرتأينا أن نختم هذا الموضوع الذي حاولنا أن نختصر فيه ما أمكن لأنه موضوعه غزير جدا ، بخير الحديث فتأملوا معنا يقول ربنا عز و جل ” يا أيها الناس ضرب مثل فا ستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن لن يخلقوا ذبابا و لو إجتمعوا له، و إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ، ضعف الطالب و المطلوب. ما قدروا الله حق قدره، إن الله لقوي عزيز ” سورة (الحج الأية 71.72) و يقول رسولنا الحبيب ضلى الله عليه و سلم في هذا الحديث لعبد الله بن عباس و لكل أمته : يا غلام ‘إني أعلمك كلمات.. احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت فاستعن بالله و أعلم أن الأمة لو إجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك و إن إجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الأقلام و جفت الصحف صدق خاتم الأنبياء ، و أقول إتق الله و أعمل ما شئت فإنك مجزي به و السلام على من إتبع الهدى... مظاهر السحر والشعوذة بالريف آيت سعيذ نموذجا لا يجادل اثنان في مدى التقدم الحضاري الذي أصبح ينعم به الإنسان في وقتنا الحاضر، وذلك بفضل التطورات العلمية الحديثة، والتحولات السوسيوثقافية والماكرواقتصادية، التي لا يخلو منها أي قطر من أقطار المعمور، حتى أصبح الإنسان، في عهد العولمة وفي عهد التكنولوجيا المتقدمة، لا يجد صعوبة في غزو الفضاء، ولا يواجه أدنى حرج في ميدان الاستنساخ الجيني، ولا يخضع لأي شرط قصد الإبحار في شبكة الأنتيرنيت... وبالمقابل، لا بد أن نقر بأن كثيرا من مجتمعاتنا، القروية والحضرية منها، لم تتمكن بعد من التخلص من الإبحار في عالم الدجل والسحر والشعوذة. من أجل الوقوف على مدى استفحال هذه الظاهرة في الريف، ارتأيت أخذ قبيلة بني سعيد كنموذج، قصد الإحاطة ببعض المعتقدات السائدة، والطقوس الشائعة... فهل يقبل سكان قبيلة بني سعيد، أكثر من غيرهم على السحرة والدجالين والعرافين وأمثالهم؟ وما هي الشرائح الأكثر استعانة بالسحر لتحقيق أمنياتهم؟ وهل تستقطب قبيلة بني سعيد عددا مهما أو عينة معينة من السحرة والأطباء الروحانيين؟... إن قبيلة بني سعيد، كغيرها من قبائل المغرب، عرفت أشكالا مختلفة من السحر، وذلك منذ عدة عقود. فبالرغم من كون هذه الظاهرة بدأت تتراجع لا يمكن أن نتصور أنها قد انقرضت أو ستنقرض قريبا من مجتمعنا، ولا يمكن الجزم أن هذه الطقوس تمارسها فقط بعض الطبقات الشعبية ذات الثقافات المحدودة أو النساء كما يدعي البعض، بل ثبت أن بعض أكبر الأغنياء والمثقفين يلجؤون إلى الفقهاء والعرافين والسحرة في ظروف معينة، خاصة وأن بعض وسائل الإعلام، وخاصة المكتوبة منها، تنشر باستمرار عناوين وهواتف وبطاقات زيارة مجموعة من الفقهاء والعشابين... المنتشرين في مختلف أرجاء المغرب. في كثير من الأحيان يكون الفقر سببا رئيسيا للتوجه من أجل الاستشفاء عند بعض “الفقهاء” أو عند بعض الأولياء الصالحين، المعروفين بقبيلة بني سعيد، أمثال : “سيدي عيسى” “سيدي علي سالم” “سيدي المخفي” “سيدي عبد الجبار” “سيدي شعيب أونفتاح”... وفي أحيان أخرى يكون الفشل عاملا مباشرا للتوجه عند السحرة والعرافين، فيضطر المرء لتصديق مختلف الأكاذيب والخزغبلات، وينضبط في احترام كل الطقوس التي يأمره بها الفقيه أو الساحر أو الكاهن. بالأمس فقط، بل حتى اليوم، كان عاديا جدا أن يحمل المريض، في قبيلة بني سعيد، إلى شيخ معروف، في المدشر، فيضعه هذا الأخير في مكان منعزل، أو في بيت مهجور، ويغلق عليه الباب لمدة محددة، وبعد سلسلة من الطقوس، يقدم على معالجته، بواسطة الضرب بحذائه البالي أو بأي وسيلة غريبة... ثم يقدم له مزيجا من الأعشاب والمواد والبخور كعلاج. وبالأمس أيضا، وحتى اليوم، كان عاديا أن نسمع بأن شخصا ما تعرض للسرقة، وبالتالي اكتشف اللص، إنه يشك، بل متيقن، بأن السارق هو فلان بن فلان، والدليل هو أن عرافة مشهورة قدمت له أوصاف السارق، مثل : إنه من أقربائك... له ثلاث إخوة... لا تجنني... لدي وصف آخر... لن أبوح لك به... أنا خاضعة لأوامر الأسياد... التسليم...) وفي الواقع أن ظاهرة اللجوء إلى السحر ليست مطروحة بحدة على صعيد قبيلة بني سعيد، غير أن شريحة كبيرة من السكان يلجئون إلى استعمالها، وخاصة أولئك الذين يعانون من الأمراض النفسية المعقدة، والذين فشلوا في حياتهم الدراسية أو العملية أو الزوجية... وهنا لا بد من الإشارة إلى أن سوق دار الكبداني، الذي يعد من أكبر الأسواق الأسبوعية بالإقليم، كان خلال سنوات السبعينات والثمانينات من القرن الماضي عبارة عن مركز يستقطب، كل يوم ثلاثاء، عددا مهما من العشابين والفقهاء والسحرة والدجالين... إلا أن هذه الظاهرة تكاد تنقرض حاليا، فلا نجد إلا حالات نادرة من هذا النوع. إن السحر ظاهرة غريبة، محرمة شرعا ودينيا وأخلاقيا وعلميا، يشخصها الجميع، وتلجأ إليها الأغلبية المطلقة، لذا يجب إثارة انتباه الجميع إلى خطورتها ومساوئها، ويتعين على الجميع محاربتها واجتنابها طبقا لقوله تعالى : ” إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان، فاجتنبوه لعلكم تفلحون ” صدق الله العظيم المراسل