التنصيريجد منفذا ذكيا للتغلغل داخل الأوساط المغربي خالد بنحمان: أصبحت الأمازيغية بالنسبة لدعاة التنصير أرضية خصبة و بوابة مهمة لاختراق مكونات المجتمع المغربي من خلال توافد أجانب على الريف يقومون بحملة تنصير منظمة و مخطط لها تتخذ طابعا سياحيا في الظاهر و تخفي أهدافها الحقيقية ، هذا ما وقفت عليه «العلم» بالمحطة الطرقية القديمة بالناظور الواقعة بشارع الجنرال مزيان، حيث استرعى انتباهها أجنبيان ولجا إحدى مطاعم الوجبات الخفيفة التي يديرها شخص ينحدر من منطقة تافروات بسوس. و بعد أن قام بتلبية طلبات زبنائه الأجانب دخل أحدهم معه ويقارب سنه الخمسين في نقاش و حديث عام حول جمالية المغرب و مؤهلاته الطبيعية وتنوعه الثقافي. إذ دار الكلام باللغتين العربية والأمازيغية التي يتقنهما الأجنبي بطلاقة تامة الأمر الذي لم يحد من تواصله بصاحب المطعم و شجعه على نسج حديث مطول عرج على مواضيع كانت الأمازيغية النقطة الرئيسية فيها إلى جانب عادات و خصوصيات أمازيغ المغرب خاصة منطقة سوس التي بدا أن الأجنبي يعرف تفاصيلها بدقة متناهية. وحينما هم الشخصان بمغادرة المطعم ألحا على مسيره بضرورة الاهتمام بالأمازيغية في مختلف تجلياتها وغناها الثقافي ولتحقيق مبتغاهم نصحوه بالاستفادة من خدمات الشبكة العنكبوتية عبر ولوج موقع دونوه في ورقة صغيرة يحمل إسم www.tachelhit.com وبعد معاينة «العلم » للموقع تأكد لها أنه موقع تنصيري بامتياز يحوي مواضيع كثيرة و يضم محاور و أركان تتوزع بين كتب الدين و الشعر و الأفلام التي تعرف بالنبي عيسى ، و الديانة المسيحية مع ركن آخر يطرح أسئلة تتعلق بالجوانب الروحية و بالإضافة إلى قناة إذاعية ، و بالإضافة إلى روابط أخرى تحيل رواد الموقع على مواقع أخرى مشابهة بلغات مختلفة من العربية و الإنجليزية و الفرنسية و الإسبانية و لغات أخرى بما فيها الأمازيغية بمختلف لهجاتها من تونس مرورا بالجزائر و الريف والأطلس المتوسط و سوس. كما يتوفر الموقع على بريد إلكتروني عبارة عن منتدى للحوار و النقاش الغرض منه استقطاب رواد الأنترنيت. ونظرا للعفوية التي تعامل بها صاحب المطعم لم يتسن له اكتشاف الأغراض غير المعلنة لزبنائه الأجانب الذين أكدوا له على ضرورة التعايش بين كل الثقافات و تبني السلام بين الشعوب. هذا و تجدر الإشارة أن تردد أجانب بلباس غريب وسط قرى و بوادي الريف أضحى يتكرر بشكل ملفت بموازاة مع ذلك يزداد اهتمام المنظمات غير الحكومية المنتمية لدول أوربية بالمنطقة على مستوى قطاعات اجتماعية أضحت تثير الشك حول دواعي الاهتمام المبالغ في بعض الأحيان و الذي يتركز في أماكن بعينها دون أخرى أهمها محور الحسيمة /الناظور.