تتجه قطر إلى إغلاق مكتب حركة حماس في الدوحة، مما أثار تساؤلات واسعة حول تداعياته على الحركة وعلاقاتها الإقليمية. يأتي هذا القرار في وقت حساس تشهد فيه المنطقة تغيرات جيوسياسية متسارعة، حيث تسعى عدة دول إلى إعادة تشكيل تحالفاتها وتوازناتها في ظل التحولات المستمرة في القضية الفلسطينية والتطبيع المتسارع بين إسرائيل وبعض الدول العربية. إغلاق مكتب حماس في الدوحة يشكل تحدياً كبيراً للحركة التي اعتمدت على قطر كداعم رئيسي سياسياً ومالياً. فوجود المكتب كان يوفر للحركة منصة دبلوماسية وإعلامية تساعدها في إيصال مواقفها وتنسيق تحركاتها مع حلفائها. وبالرغم من أن هذا القرار قد يؤثر على قدرة الحركة في تنسيق اتصالاتها دولياً، إلا أنه قد يدفعها إلى البحث عن خيارات أخرى لتعويض هذا الدور القطري. أمام حماس عدة خيارات مستقبلية، منها التوجه نحو تركيا التي تُعتبر من أبرز الحلفاء الإقليميين للحركة وقد تكون الوجهة التالية لتعزيز تواجدها الدبلوماسي، خاصة أن العلاقات بين الطرفين شهدت تعاوناً وثيقاً في السنوات الماضية. كما قد تستفيد الحركة من هذا الوضع لتعميق علاقاتها مع إيران، التي تُظهر مواقف في دعم المقاومة. ومن جهة أخرى، قد تحاول حماس تحسين علاقاتها مع مصر، بالرغم من التوترات السابقة، لتأمين استمرار الدعم الإنساني وتخفيف الحصار، خاصة أن مصر تلعب دوراً وسيطاً في ملف التهدئة. إلى جانب هذه الخيارات، قد تركّز حماس جهودها على تعزيز وجودها داخل الأراضي الفلسطينية وبناء قاعدة شعبية أوسع لمواجهة التحديات السياسية. هذا التوجه قد يُعزز من قدرتها على الصمود دون الاعتماد المفرط على دعم خارجي. إقليمياً، يشير إغلاق المكتب إلى تغييرات محتملة في السياسة القطرية، حيث تسعى الدوحة ربما إلى تحسين علاقاتها مع دول أخرى قد تعارض دعم الجماعات المسلحة، مما قد يعكس رغبة قطر في اتخاذ مواقف أكثر مرونة إزاء التوازنات الإقليمية. إغلاق مكتب حماس في الدوحة يمثل تحدياً جديداً للحركة، لكنه قد يكون أيضاً فرصة لتوسيع تحالفاتها وإعادة تقييم استراتيجياتها بما يتناسب مع المشهد الإقليمي المتغير.