سيكون الموسم الفلاحي حافلا هذه السنة، بعد توقع تساقط المزيد من الأمطار خلال شهر دجنبر، التي ستنزل بردا وسلاما على الفلاحين وستعيد شعلة الأمل في النفوس، بعدما انطفأت بسبب سنوات الجفاف. وحسب ما أكده ، محمد بن عبو، الخبير في المناخ والتنمية المستدامة، فإن الموسم الفلاحي الحالي سيكون حافلا بالتساقطات المطرية ، التي سوف تعيد المزارعين للحقول والضيعات التي غادرها البعض بسبب الجفاف. وحسب المعطيات التي أدلى بها بن عبو، فإن المغرب سيشهد وصول منخفضات جوية عديدة، ستحمل معها الأمطار طيلة الأسابيع المقبلة. وقد تعدت مقاييس التساقطات خلال الفترة الأخيرة، معدلا فاق المتوسط التراكمي 60 مليمترا، ما يمثل زيادة قدرها 52 في المائة مقارنة بالموسم السابق (39 ملم) وهو ما يبشر بآفاق جيدة تتيح استدراك تأخر وضعف التساقطات. وستنعش تساقطات شهر دجنبر، الأراضي الفلاحية والسدود وستمكن من التخفيف من الإجهاد المائي ومن تحسين إنتاج الزراعات البورية وخاصة الحبوب، وستزيد من إنتاج الزراعات السقوية. كما أنه من شأن تساقطات شهر دجنبر أن تنعش الكلأ، بالنسبة للماشية خاصة وأن الفلاحين يعانون من غلاء العلف ما اضطر العديد منهم إلى بيع رؤوس الأبقار والأغنام. في ذات السياق، سجلت جماعات املشيل وتقاجوين بالأطلس تساقطات للثلوج فوق قمم الجبال، الأمر الذي جدد الآمال في نفوس سكان الأطلس الذين بدورهم يعانون من تداعيات الجفاف بعد انحباس الأمطار والثلوج وهو ما أثر على المنتوجات الفلاحية التي تشتهر بها المنطقة، خاصة في ظل انخفاض منسوب مياه السدود ونضوب الفرشة المائية. غير أن التساقطات المطرية الأخيرة ، يضيف أحد الفاعلين الجمعويين، أعادت الأمل في نفوس الفلاحين ومربي الماشية الذين سيجدون الكلأ للأغنام والأبقار بعد تضرر القطيع هذا العام بآثار الجفاف.