شهد عدد من المناطق بالمغرب، أمس الأربعاء، تساقطات مطرية قوية، وعاصفية، كما توقعت مديرية الأرصاد الجوية الوطنية في نشرة خاصة، أصدرتها أول أمس الثلاثاء. وهمت هذه التساقطات مناطق آسفي، والصويرة، والجديدة، وأكادير، وإنزكان-آيت ملول، والدار البيضاء، والنواصر، وسطات، وبني ملال، والخميسات. وتتوقع مديرية الأرصاد الجوية الوطنية، بالنسبة ليومه الخميس، أن يكون الطقس غائما ومصحوبا بأمطار أو زخات مطرية بمنطقة طنجة والريف الغربي، وبمناطق السايس بمرتفعات الأطلس المتوسط وهضاب الفوسفاط وولماس. وخلفت هذه الموجة من الأمطار ردود أفعال إيجابية بين عدد من الفلاحين، الذين أجمعوا، في تصريحات متفرقة ل "المغربية"، على أن هذه التساقطات أعادت الأمل إلى نفوس المزارعين بعدما بدأ والخوف من موسم فلاحي ضعيف يلوح في الأفق واليأس يدب في النفوس. شهدت منطقة دكالة، خلال الأيام الأخيرة، تساقطات مطرية مهمة، أعادت الأمل إلى نفوس المزارعين والفلاحين، بعد أن بدأت علامات موسم فلاحي صعب تلوح في الأفق. استبشر الفلاحون خيرا، حسب الارتسامات التي استقتها "المغربية"، وقال أحد المزارعين إن الأمطار التي همت منطقة دكالة (إقليميالجديدة وسيدي بنور)، كانت بكميات وافرة، وجاءت في الفترة الحاسمة، مضيفا أن انعكاساتها ستكون إيجابية على المزروعات البورية، وعلى تربية المواشي، ما سيخفف العبء على الفلاحين، خصوصا المثقلين بالديون. وأكد مزارع آخر أن الأمطار الأخيرة، التي أتت على بعد أقل من 3 أشهر عن انطلاق موسم الحصاد، ستضمن إنتاجا زراعيا لا بأس به، عكس الاعتقاد الذي كان سائدا إلى أمد قريب. كما ستضمن هذه التساقطات وفرة الأعشاب والمراعي الخضراء، سيما في هذه الفترة من السنة، التي تصادف فصل الربيع. واعتبر المصدر نفسه أن هذه الأمطار ستكون ذات فائدة على بعض الزراعات المتأخرة، من قبيل الدرة، والخضر في منطقة دكالة المعروفة بجودة تربتها. كما ستساهم في اقتصاد مياه السقي في كل من الزمامرة واثنين الغربية، وجزء كبير من منطقة عبدة، التي تشكل مع منطقة دكالة جهة واحدة. وستساهم كذلك في إنقاذ قطاع تربية المواشي، خاصة الأبقار والأغنام، من خلال توفير الأعلاف والمراعي الطبيعية. في الإطار نفسه، عبر عدد من الفلاحين بإقليمالخميسات عن ارتياحهم للتساقطات المطرية، معتبرين أنها جاءت في الوقت المناسبk بالنظر لعدة عوامل طبيعية بالأساس، منها توقف النمو العادي للمزروعات، الذي سجل تقدما مهما خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، إذ بدأ الاصفرار يعلو أوراق بعض المزروعات، التي تحتاج إلى المزيد من الري. كما أن قطاع المواشي بدأ يتأثر بشكل سلبي بسبب قلة الأمطار، التي نجم عنها ارتفاع أثمان الأعلاف واستهلاك نسب كبيرة منها في ظل ضعف الكلأ بالمراعي. وقال أحد الفلاحين بجماعة آيت يدين إن الأمطار الحالية تساهم إلى حد كبير في النمو الطبيعي للمزروعات البورية على وجه الخصوص، كما ستعود بالنفع على الأشجار المثمرة والكروم، وفتح المجال للفلاحين الصغار لحرث المزروعات الموسمية، وزراعات الدرة والفصة ونباتات إنتاج الأعلاف التي يستغلها الفلاحون في تغذية المواشي. وأضاف المتحدث أن الأمطار الربيعية تبشر بموسم فلاحي جيد، بالنظر لنفعها الشامل لجميع النباتات والمزروعات، كما تساهم في توفير الكلأ بالمراعي، ما يفتح المجال أمام الرعي الطبيعي واستغناء الفلاحين والكسابة على استهلاك الأعلاف، التي ترتفع أثمانها كلما تأخرت الأمطار. وكانت منطقة الخميسات تأثرت، قبل هذه التساقطات، بارتفاع درجة الحرارة والرياح الجافة، وترتبت تداعيات سلبية، منها تخلي عدد من الكسابة عن مواشيهم وعرضها للبيع في الأسواق، بغرض تقليص حجم النفقات الموجهة للعلف. يشار إلى أن القطاع ألفلاحي يعتبر من القطاعات الأساسية لدى سكان إقليمالخميسات كمورد عيش أساسي في حياتهم، إذ يحتل المرتبة الأولى بنسبة 95 في المائة، مقارنة مع باقي القطاعات الأساسية كالصناعة والتجارة والخدمات. وفي جهة تادلة أزيلال، أجمعت شهادات الفلاحين ل"المغربية" على أن الأمطار جاءت في الوقت المناسب، خصوصا أن عددا من المزارعين بدأوا يشعرون بالخوف من موسم فلاحي صعب. واعتبر أحد المزارعين أن هذه الأمطار ملائمة، لأن جل المزروعات تكون في حاجة للماء، خاصة الحبوب والقطاني، وأضاف أن الأراضي الفلاحية البورية ستستفيد أكثر من هذه الأمطار، إضافة إلى الفلاحة المعاشية. وقال مزارع من ضواحي بني ملال إن تساقط الأمطار بكمية مهمة يشكل دعما معنويا لجميع المزارعين، الذين باتوا يأملون في محصول فلاحي جيد. وأوضح المتحدث ذاته أن هذه التساقطات ستساهم في إفراز ونضج السنابل على اختلاف أنواعها، مباشرة بعد سطوع الشمس في فصل الربيع، فالفلاحة في هذه الظرفية تحتاج إلى المياه، وهذه الأمطار أنقدت الموسم الفلاحي بنسبة كبيرة. وأضاف أن الأمطار جاءت مصحوبة بتساقطات ثلجية، همت محيط جبال الأطلس القريبة من بني ملال، بكل من جبلي غنين وتاصميت، ما يسهم في رفع منسوب المياه الجوفية وإغناء الفرشاة المائية، التي تثري منابع عين أسردون، التي تعتبر من العيون الأساسية لمياه الشرب في المدينة، كما رفعت بشكل بارز منسوب السدود الموجودة بجهة تادلة أزيلال، خاصة سدي الحنصالي وبين الويدان، ما يضمن مياه السقي بشكل كبير للأراضي الفلاحية في سهل تادلة.