كشف تقرير جديد لوكالة الحوض المائي اللوكوس بأن أمطار الخير، التي تهاطلت أخيرا بجهة طنجةتطوانالحسيمة رفعت معدل ملء السدود التسعة الواقعة بالمجال الترابي للحوض إلى أزيد من 59,6 في المائة، إلى غاية الاثنين الماضي، حيث بلغت الحقينة الإجمالية للسدود التسعة بالجهة 663,9 مليون متر مكعب، مقابل 699,4 مليون متر مكعب خلال الفترة ذاتها من العام الماضي، أي ما يمثل معدل ملء بنسبة 62,8 في المائة. وسجل سد واد المخازن بإقليمالعرائش، أكبر سدود الجهة نسبة ملء وصلت 76,5 في المائة، مقابل 70,7 في المائة، أي أن حجم المخزون المائي بلغ 514,77 مليون متر مكعب، مقابل 475,60 مليون متر مكعب العام الماضي. فيما ناهزت حقينة سد 9 أبريل بعمالة طنجة – أصيلة 93,78 مليون متر مكعب، بمعدل ملء يصل إلى 31,3 في المائة، مقابل 151,44 مليون متر مكعب (50,5 في المائة). من جهتهم، عبر عدد من الفلاحين بإقليمالخميسات عن ارتياحهم للتساقطات المطرية، التي شهدتها المنطقة في هذه الأيام، موضحين في تصريحات متفرقة ل"الصحراء المغربية" أن هذه التساقطات المطرية جاءت في الوقت المناسب، بالنظر لوقعها الإيجابي على المزروعات وتحسن المراعي، على اعتبار أن الأسابيع التي سبقتها شهدت توقف نمو المزروعات والأعشاب الكلئية، نتيجة موجة البرد التي شهدتها البلاد خلال الشهرين الأخيرين. وقال العربي القرقوري، رئيس جمعية الكنزرة للتنمية الشاملة، إن الأمطار التي تشهدها المنطقة حاليا تساهم إلى حد كبير في النمو الطبيعي للمزروعات البورية على وجه الخصوص، وبالتالي يتضح أن وقعها ايجابي على القطاع الزراعي وستعود بالنفع على الأشجار المثمرة والكروم ونباتات إنتاج الأعلاف، التي يستغلها الفلاحون في تغذية المواشي، بالإضافة إلى تحسن المراعي وتوفير الكلأ للماشية. وأوضح المتحدث أن الفلاحين ينتظرهم عمل مهم في الأسابيع المقبلة، ويتمثل في ضرورة تزويد المزروعات بالأسمدة حتى تكون الاستفادة من التساقطات المطرية مكتملة، موضحا أن المزروعات حاليا تحتاج للمزيد من التسميد وبعدها محاربة الأعشاب الطفيلية لضمان النمو الجيد للمزروعات وإنتاج وفير. وطرح القرقوري قضية غلاء الأسمدة وعدم توفرها بكثرة في المحلات التجارية، موضحا أن أثمانها تعرف زيادة بنسبة كبيرة من قبل التجار الخواص، إذ يصل ثمن القنطار الواحد إلى ما يفوق ثمنها المحدد من قبل وزارة الفلاحة ب50 درهما وأكثر وأحيانا تغيب بالمرة في المحلات المعهودة بجماعة الكنزرة وآيت يدين بالخصوص، على اعتبار أن الأخيرة تحتضن اكبر عدد من المحلات التجارية المتخصصة في تجارة المواد الفلاحية كالأعلاف والأسمدة والحبوب. وطالب القرقوري الجهات المختصة بالتدخل من أجل تخفيض أثمان المواد الفلاحية، كالأسمدة والمبيدات الخاصة بمحاربة الأعشاب الضارة، واحترام الأسعار المحددة من قبل وزارة الفلاحة لهذه المواد، التي يقتنيها الفلاح بأثمان تفوق بكثير قيمتها الحقيقية في السوق. كما دعا الجهات المختصة إلى تزويد السوق بالكميات الكافية من الأسمدة وجعلها بالقرب من صغار الفلاحين ومراقبة الأثمان بالمحلات التجارية مراعاة لضعف القدرة الشرائية لصغار الفلاحين، مع مراعاة عامل الجودة في ما يتعلق بمبيدات الأعشاب الضارة ووضع ورقة تقنية على كل المواد السامة المستعملة في القطاع الفلاحي لتحسين استعمالها في الاتجاه الإيجابي، لتفادي تداعياتها السلبية على النباتات والحشرات والطيور وكذلك الحيوانات والإنسان كذلك. وفي الشق المتعلق بتربية المواشي، أضاف المتحدث أن الأمطار الموسمية التي تشهدها بلادنا حاليا جاءت في الوقت المناسب وبنسبة كافية ولا يقتصر دورها الايجابي على المزروعات فقط بل هناك الشق الأصعب في هذه العملية ويتعلق الأمر بتربية المواشي التي تعتبر عماد القطاع الفلاحي حيث ساهمت هذه الأمطار في تحسن حالة المراعي وتوفير الكلأ من خلال النمو الطبيعي للأعشاب واستغناء الفلاحين والكسابة على استهلاك الأعلاف، وما يترتب عنها من تداعيات سلبية، كما تساهم في استقرار سوق المواشي والإقبال على تربية المزيد من الرؤوس سواء الأغنام او الأبقار والماعز لان مؤشر سوق الماشية مرتبط أساسا بالتساقطات المطرية. ولم تقف تداعيات التساقطات المطرية التي شهدتها بلادنا في هذه الأيام عند وقعها الايجابي على الفلاحة، بل تساهم كذلك في توفير المياه الجوفية، وتقدم نسب السدود. وفي هذا الصدد، أفاد مصدر بالمكتب الوطني للماء الصالح للشرب بالخميسات أن حقينة سد القنصرة بلغت في حدود يوم الأربعاء الأخير، 70 في المائة، موضحا أن هذه النسبة تؤشر على مدى الحاجة الكبيرة للأمطار وتبرز بشكل واضح الخصاص الحاصل في المياه بهذا السد، الذي لم يتجاوز منذ بداية الموسم الفلاحي الجاري 42 في المائة كأكبر نسبة سجلت خلال العام الحالي. ويتوقع المصدر أن ترتفع نسبة حقينة سد القنصرة في الأيام القليلة المقبلة بالنظر لاستمرار تساقط الأمطار بالمنطقة وتساقط الثلوج بنسبة أكبر خلال هذه السنة في مناطق الأطلس المتوسط، باعتبارها المنابع الرئيسية لتدفق المياه على بحيرة القنصرة، التي توفر المياه السقوية لمئات الضيعات الفلاحية بجهة الغرب، دون إغفال الوقع الإيجابي للتساقطات المطرية على المياه الجوفية، التي ستعرف بدورها ارتفاعا مما سيمكن من توفير الماء بالآبار والثقوب المائية، سواء الموجهة للسقي أو للشرب، وهذا كله يخدم الطبيعة والإنسان. من جهة أخرى، خلفت التساقطات المطرية التي شهدها إقليمالصويرة، أخيرا، ارتياحا لدى الفلاحين وأكد العديد منهم أن هذه الأمطار في هذا التوقيت تبشر بموسم فلاحي جيد على مستوى المزروعات، والأعشاب، وقطاع المواشي، والمياه الصالحة للشرب. وقال ع .س، فلاح من جماعة تالمست، في تصريح ل"الصحراء المغربية" إن التساقطات المطرية المهمة، التي شهدها إقليمالصويرة، أنعشت بشكل كبير آمال الفلاحين بموسم زراعي جيد سيدخل الفرحة على بيوت المزارعين، بعد أن عم اليأس في صفوفهم بسبب تأخر نزول الأمطار خلال الشهور السابقة. وعلى غرار باقي مناطق المملكة، شهد إقليموجدة، خلال الأيام الأخيرة، تساقطات مطرية مهمة كان لها وقع كبير على سكان المدينة، كما أنعشت آمال الفلاحين على وجه الخصوص تيمنا بموسم فلاحي جيد. ولم تخلف التساقطات التي جاءت في وقتها، تكريسا لتلك التي عرفتها المدينة والجهة الشرقية عموما، نهاية شهري دجنبر ويناير، أية خسائر مادية، خصوصا بعد المشاريع التي أنجزت أخيرا، والتي حدت من وقوع الفيضانات، إضافة إلى ترحيل السكان الذين كانوا قريبين من وادي إسلي، دون إغفال الإجراءات التي تقوم بها السلطات المحلية والوقاية المدنية. وتفاديا لوقوع الفيضانات، حسب بلاغ لجهة الشرق، جرى إنجاز مشاريع تهم تقوية منشآت تصريف مياه الأمطار، وإنجاز بالوعات مياه الأمطار ومخفضات السرعة بالشوارع الرئيسية، إضافة إلى تقوية شبكة تصريف مياه الأمطار بشارعي الحسن الثاني ومحمد السادس، وتقوية شبكة تصريف مياه الأمطار بالتجزئات. كما جرى إنجاز مجاري للمياه لاعتراض مياه الأمطار وتحويلها نحو الشعاب وأحواض تجميع المياه بمساهمة جميع المصالح المعنية من ولاية جهة الشرق (2 مليون درهم)، ومؤسسة العمران (2 مليون درهم)، والوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بوجدة (2,5 مليون درهم)، والمنعشين العقاريين الخواص (3 ملايين درهم)، ووكالة الحوض المائي لملوية (تنقية الأودية والسدود التلية الموجودة بعالية وادي سيدي يحيى). كما قامت هذه الأخيرة، يوضح البلاغ نفسه، بالدراسات اللازمة للإنجاز مجرى المياه لربط وادي سيدي يحيى بوادي بوشطاط، وهي بصدد تعبئة الموارد المالية اللازمة لذلك. ويتوقع الفلاحون بالجهة الشرقية موسما فلاحيا جيدا هذه السنة في جميع أنواع المزروعات، خصوصا أن الأمطار التي شهدتها المنطقة كانت خفيفة، ولم تؤثر عليها، ولم تتسبب في وقوع فيضانات، مؤكدين أنها ستعود بالنفع على الأراضي الزراعية بكافة أنواعها. بمساهمة: أسامة العوامي (طنجة)، محمد طيفور (الصويرة)، جسن نطير (الخميسات)، وسمية اجواو (وجدة)