أكد عدد من الفلاحين في تصريحات متفرقة ل"الصحراء المغربية" أن الأمطار التي تشهدها المنطقة حاليا، ستساهم إلى حد كبير في النمو الطبيعي للمزروعات البورية على وجه الخصوص، وبالتالي يتضح أن وقعها سيكون إيجابيا على القطاع الزراعي، ونمو الأعشاب. كما ستعود بالنفع على الأشجار المثمرة والكروم ونباتات إنتاج الأعلاف، التي يستغلها الفلاحون في تغذية المواشي، وستوفر أيضا الكلأ للمواشي في المراعي الطبيعية خلال ما تبقى من هذا الفصل، وبالتالي ستتقلص النفقات الموجهة لتربية المواشي، والتي استنزفت رأسمال الفلاحين بسبب غلاء أسعار الأعلاف، التي بلغت ذروتها خلال الفترة الأخيرة. كما ستحافظ هذه التساقطات على استقرار سوق المواشي الذي انهار في الآونة الأخيرة، بفعل التداعيات السلبية للجفاف، ناهيك عن دورها المهم في تغذية الفرشة المائية السطحية وكذا الباطنية. إلى ذلك، عرف سوق الماشية انتعاشا ملحوظا في أثمان الماشية (الأغنام والأبقار) بفضل التساقطات المطرية التي عرفتها المنطقة في الفترة الأخيرة، عودة أثمان الأغنام والأبقار إلى وضعها الطبيعي، رغم أن العرض مازال يفوق الطلب، كما لاحظت "الصحراء المغربية" ذلك، بسوق الثلاثاء، الذي يعتبر من أكبر الأسواق بإقليم الخميسات، والذي يجلب تجار المواشي من جميع أنحاء المملكة، بخلاف الأسابيع والأشهر الماضية حيث تدنت الأثمان إلى أضعف مستوى منذ مدة، بسبب تخوف الفلاحين والكسابة وعدم قدرتهم على المقاومة في ظل استمرار شح التساقطات المطرية، ومنهم من شرع في التخلص من المواشي وتقليص عددها، لتقليل حجم النفقات في الأعلاف. وقال العربي القرقوري، من تعاونية النحل وإنتاج العسل بالكنزرة، ل"الصحراء المغربية" إن التساقطات المطرية التي يعرفها الإقليم حاليا مهمة جدا، لأنها أعادت الروح إلى الحقول الزراعية وكذا المراعي الطبيعية، موضحا أن الجفاف الذي أصاب التربة خلال الأشهر الأخيرة كان له وقع سلبي على نمو المزروعات والنباتات، التي احترق بعضها حيث بدأت تظهر البقع الصفراء وسط الحقول الزراعية، مضيفا أن تدخل الدولة لدعم الفلاحين بالأعلاف المركبة والشعير المدعم، ساهم بدوره في تخفيف المعاناة على الفلاحين، الذين يطالبون بتعميم استفادة الفلاحين الصغار والبسطاء الذين يعتمدون على الفلاحة المعيشية وتربية المواشي بالكميات الكافية من الأعلاف والشعير، خاصة أن توالي سنوات الجفاف ونقص مردودية القطاع لها تأثير بعيد المدى على المواطنين، وبالتالي فالحاجة ماسة إلى كل أشكال الدعم والمساندة لتخفيف العبء على الفلاحين الصغار إلى حين تجاوز أزمتهم. وعبر القرقوري عن أمله أن تستمر التساقطات المطرية الحالية بانتظام طيلة ما تبقى من الموسم الفلاحي الجاري، لأن ذلك سيمكن الفلاحين من تعويض بعض الحقول الزراعية بزراعة الذرة والزراعات المناسبة للفصل.